استقبلت مساجد المغرب، اليوم، آلاف المصلّين بعد قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الترخيص بإقامة صلاة الجمعة، وذلك بعد نحو 7 أشهر من تعليقها جرّاء تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وسادت عودة المغاربة إلى إقامة صلاة الجمعة، اليوم، أجواء فرحة مشوبة بالحذر بسبب ما يعيشه المغرب من مخاوف من موجة ثانية من الفيروس، في ظلّ الارتفاع المتزايد في الإصابات والوفيات بكوفيد-19 منذ بداية المرحلة الثالثة من رفع الحجر الصحي في أغسطس/آب الماضي.
وساعات قبل إقامة صلاة الجمعة، أطلقت السلطات المغربية حملات واسعة لتنظيف محيط المساجد التي تمّ الترخيص لإقامة الصلاة فيها والساحات المحاذية لها، ومراجعة التدابير الاحترازية المفروضة منذ قرار إعادة فتح المساجد لأداء الصلوات الخمس في 15 يوليو/ تموز الماضي، وذلك استعداداً لاستقبال آلاف المصلّين المتعطشين لمعانقة بيوت الله.
وفي جولة لـ"العربي الجديد" على عدد من المساجد بمدينة سلا، القريبة من العاصمة الرباط، كان لافتاً تعبير المصلّين عن فرحتهم بعودة صلاة الجمعة إلى عدد من مساجد المملكة. وقال سفيان الرحموني (30سنة) : "اشتقنا لنفحات صلاة الجمعة وبيوت الرحمن، وعودة الصلاة اليوم ستعيننا على تجاوز ما نشعر به من فراغ روحي كبير، وكذا معاناتنا مع جائحة كورونا". وأضاف: "بحمد الله كانت العودة في ظلّ احترام الإجراءات الاحترازية المفروضة لمحاربة الوباء بمسجد محمد السادس بسلا الجديدة، ونتمنى أن يستمر هذا الاحترام لتفادي كلّ ما من شأنه أن يفسد فرحتنا جرّاء انتشار العدوى".
ولم يخفِ أحمد الودغيري (55 سنة )، في حديث مع الموقع، سروره بمعانقة بيت الله بعد فراق دام لأكثر من 7 أشهر، وقال:"عودة صلاة الجمعة كانت احتفالاً وترجمة حرفية للآية الكريمة (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة...). لقد كان، حقاً، حدثاً رائعاً في ظلّ إقبال المصلّين على الصلاة، وأجواء الانضباط والتباعد الجسدي والتطبيق الطوعي والصارم للإجراءات الاحترازية ضد الفيروس.. نتضرّع إلى الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه العودة بداية لانتهاء الوباء لتعود المساجد عامرة كما كانت".
ورصد "العربي الجديد"، خلال جولته، التزام المصلّين بالإرشادات والإجراءات الاحترازية التي حدّدتها وزارة الأوقاف، كما حضرت فرق لتنظيم دخول المصلّين للتأكّد من تحقيق المصلّين التباعد الاجتماعي، ولتقييم الوضع وتصحيح الأخطاء التي قد تحدث، بالإضافة إلى التأكد من التزام المصلين بالإجراءات الاحترازية المتّبعة.
وكانت وزارة الأوقاف المغربية قد استبقت عودة صلاة الجمعة بتجهيز بروتوكول يتضمّن مجموعة من الإجراءات التنظيمية والاحترازية والوقائية لأداء الصلاة، شملت عدم تجاوز خطبة الجمعة 15 دقيقة، وأن تكون موحّدة دون أي تغيير أو تحريف. كما نصّ البروتوكول بالنسبة للإجراءات المتعلّقة بالسماح بصلاة الجمعة، على فتح المساجد الجامعة 20 دقيقة قبل دخول وقت الصلاة، ورفع الأذان عند دخول وقتها، بالإضافة إلى ضرورة إقفال المساجد فور الانتهاء من الصلاة.
كما سمحت الوزارة، وفق البروتوكول، بإقامة صلاة الجنائز شريطة احترام القواعد الصحية، فيما تقرّر عدم السماح باستئناف الدروس الدينية ودروس محو الأمية بالزوايا والمساجد.
ويوم الثلاثاء الماضي، أعلنت السلطات المغربية عن عودة إقامة صلاة الجمعة في مساجد المملكة، بعد توقف استمرّ حوالي سبعة أشهر جرّاء تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وقرّرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رفع عدد المساجد المفتوحة إلى 10 آلاف مسجد، وإقامة صلاة الجمعة فيها، بالإضافة إلى الصلوات الخمس، وذلك ابتداءً من يوم الجمعة.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إنها ستقوم بما يلزم لإنجاح العملية ومتابعتها مع السلطات المختصّة، لافتة إلى أنه ستراعى في المساجد المفتوحة لصلاة الجمعة الإجراءات الصحيّة المرعية في المساجد التي سبق فتحها لإقامة الصلوات الخمس. كما سيراعى، وفق الوزارة، تطوّر الوضعية الوبائية على الصعيدين الوطني والمحلي.