تقول اللاعبة ياسمين عفيفي (16 سنة)، وهي من بلدة ياجور الفلسطينية، وتسكن في مخيم شاتيلا: "كانت كرة القدم من بين هواياتي الترفيهية، ثم بدأت ممارسة اللعبة، والتدرب يصرف عني الطاقة السلبية، وفي الوقت نفسه يجعلني أتعرف على فتيات من مخيمات ومناطق أخرى، واللعبة ليست حكراً على الصبيان، فعندما أرى فتاة متميزة بطريقة اللعب أتمنى أن أكون مثلها، وأتمنى أن أتمكن في المستقبل من اللعب مع فرق عالمية".
أما جنى سليم (10 سنوات)، وهي في الصف الخامس الأساسي، فتقول: "أحب لعبة كرة القدم، لذلك التحقت بالفريق، وصرت أشارك في التدريبات، وأرغب في أن أجيد اللعبة، وألعب مع فرق عالمية".
ويقول المدرب الفلسطيني بلال هاشم، وهو من سكان مخيم شاتيلا: "أدرب جميع الفئات العمرية من الفتيان والفتيات منذ أربعة سنوات، وهناك إقبال كبير من الفتيات على التدرب أكثر من الفتيان، ونعمل على تغيير نمطية التفكير عند غالبية الناس بأن اللعبة مقصورة على الذكور، فالفتاة لها الحق في التدرب على كرة القدم، كما أن الرياضة تنمي الجسم، وتساعد الفتاة في الإنخراط بالمجتمع، ولها دور في حمايتهم من الزواج المبكر".
ولا ينكر هاشم وجود صعوبات، مؤكداً: "واجهتنا مشاكل عدة، فعدد من الفتيات اللواتي كن يخضعن للتدريب، تم تزويجهن بالإكراه في سن الرابعة عشرة من عمرهن، ولم نستطع منع أهلهن من القيام بذلك، كما أن بعض الأهالي منعوا بناتهم من الحضور إلى التدريب عندما علموا أن التدريبات لن تكون في مخيم شاتيلا فقط، وحاولنا جهدنا لإقناع الأهل، فمنهم من اقتنع وسمح لابنته بمتابعة التدريب، ومنهم من منع ابنته".
وقالت هنادي الحاج (15 سنة)، من مدينة صفد بفلسطين، والمقيمة في مخيم شاتيلا: "كرة القدم هي هوايتي الأساسية، وهي رياضة مهمة، وتساعد الإنسان على تفريغ طاقاته السلبية، كما أنها وسيلة للترفيه، وأحاول التدرب بشكل منتظم حتى أصير محترفة، وأرغب في السفر إلى خارج لبنان لممارسة اللعبة".
وتتابع الحاج، وهي تدرس في الصف العاشر: "لم أكن محجبة قبل الالتحاق بالفريق، لكنها بعد الالتحاق به تحجبت، والحجاب لم يمنعني من ممارسة هوايتي، وأريد أن أوصل رسالة للآخرين من خلال التدريب، بأن اللعبة ليست للفتيان، بل هي متاحة للجنسين كغيرها من الألعاب الرياضية، وأنا فخورة بأنني أنتمي إلى هذا الفريق، وكرة القدم تساهم في دعم اللياقة البدنية، وأشجع الفتيات على ممارستها لأنها تعزز الثقة بالنفس".
ويقول مدير البرامج في جمعية "أحلام لاجئ"، عثمان عفيفي، وهو من سكان مخيم شاتيلا، إنه متخصص بالهندسة الميكانيكية، ولم يتسنَ له العمل بمهنته بسبب جنسيته الفلسطينية، "بعد تخرجي عملت في شركة، لكن ليس بتخصصي، إذ استلمت المشتريات، ولم يكن يسمح لي برسم الخرائط، وعندما تأسست (أحلام لاجئ) تطوعت فيها، ثم صرت مدير البرامج، كما أنني حاليا مسؤول الأنشطة الرياضية في الجمعية".
وعن فريق كرة القدم للفتيات يوضح: "في بداية التأسيس كان تركيزنا على الشباب والفتيان، إلى أن نظمنا مشروعاً رياضياً بين الجمعية وفريق إنترميلان الإيطالي، وكان أعضاء الفريق الإيطالي يرسلون مدربين مرتين أسبوعياً، لتدريب المدربين العاملين في الجمعية على برنامج رياضي مخصص للأطفال من عمر 6 سنوات حتى 16 سنة، وكان البرنامج يعتمد على الترفيه في البداية بهدف تنمية حب الرياضة".
ويتابع: "بدأ المشروع عام 2017، وشمل تمويله التدريب، وتقديم ملابس الرياضة للأولاد والبنات، وكان عدد المتدربين في بدايته 80 طفلا، وصار حالياً 120. في البدايات، أحبت الفتيات البرنامج الترفيهي أكثر من لعبة كرة القدم، لكن بعد ذلك صرن يشعرن بالملل بسبب انحسار وجودهن ضمن فريق الترفيه، فصرن ينخرطن بلعب كرة القدم".
وأوضح: "بعد الإقبال، قررنا فصل البنات عن الصبيان في التدريب، وحاليًا لدينا 30 بنتا يتدربن على كرة القدم، ولديهن التزام كامل، وأعمارهن تتراوح بين 8 إلى 18 سنة، وتم تقسيمهن إلى ثلاثة فرق، الأول من 8 إلى 10 سنوات، والثاني من 10 إلى 13 سنة، والفريق الثالث من 13 إلى 16 سنة، والتدريب لمدة يومين في الأسبوع، الخميس والجمعة، ويوم الخميس يكون التدريب بمخيم شاتيلا على ملعب السراج، ويوم الجمعة يكون النشاط خارجيا في مخيم مارالياس".
ويشير عفيفي إلى أن الفتيات اللواتي يتدربن من سكان مخيمات شاتيلا، وبرج البراجنة، ومخيم ضبية، وبما أنهن من مخيمات مختلفة، قررنا اختيار أفضل اللاعبات منهن لتشكيل فريق يشمل لاعبات المخيمات الثلاث.