فلسطينيات يتخصصن في إنتاج "العجوة" لإعالة أسرهن

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
17 أكتوبر 2021
فلسطينيات يُنتجن العجوة لإعالة أسرهن
+ الخط -

تتشارك الفلسطينية سميرة الأقرع، مع زميلتها مزنة القدرة، في فرز التمور لصنع "العجوة" خلال موسم قطاف البلح الأحمر في مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة، في مهنة موسمية اعتادتا العمل بها سنويا.

تُساعِد تلك المهنة المؤقتة عددا من السيدات الفلسطينيات في توفير دخل لتحسين ظروفهن المعيشية، وتعينهن على قضاء حوائج بيوتهن، خاصة في ظل انعدام فُرص العمل، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمُر بها قطاع غزة المُحاصر إسرائيليا منذ خمسة عشر عامًا.

وتمر عملية إنتاج "العجوة" عبر عدة مراحِل، تبدأ بقطف البلح الأحمر من نخيل دير البلح، ثم تجهيزه لعملية الفرز، والتي يتم خلالها فرزه وفقًا لدرجة الاستواء، ليتم اختيار الرطب للهرس.

وتقول سميرة الأقرع إن لديها ستة أبناء، وإنها اعتادت منذ سنوات على العمل في فرز البلح، وصناعة العجوة خلال موسم جني البلح، والذي تشتهر به دير البلح تاريخيًا، إذ تعتبر من أكثر مناطق قطاع غزة زراعة للنخيل.

وتضيف لـ"العربي الجديد"، إن هذا العمل الموسمي يساعدها في تحسين وضعها الاقتصادي، وإنها وزميلاتها يقمن بتوزيع العمل للخروج بمنتج جيد، وقادر على المنافسة في الأسواق المحلية.

وتقوم السيدات فور وصول كميات الرطب بفرز النظيف والصالح منه، وتقشيره، وإزالة النوى، تمهيدًا للدخول في مراحل صناعة العجوة، والتي يتم بيعها في الأسواق، وتخزين كميات منها لفصل الشتاء، أو لموسم صناعة الكعك في الأعياد.

الفلسطينية خيرية الأقرع لديها سبعة أبناء، وتقول لـ"العربي الجديد" إن تجربة العمل بروح الفريق ممتعة، فيما يذهب التعب لحظة إتمام العمل، والحصول على نتائج جيدة.

وبينما تواصل مزنة القدرة اختيار حبيبات الرُطب، توضح لـ"العربي الجديد" أنها تستغل تلك المهنة الموسمية في مُساعدة زوجها على إعالة أسرتها في ظل تدهور الأوضاع المعيشية بفعل انعدام فرص العمل.

يقوم المزارعون بتوفير كميات الرطب للسيدات، فيما تقوم السيدات بتقشير الحبيبات الصالحة، وإزالة النوى، وتصفيفها في "فروش" لتمريرها على المجفف، ويتم بعد ذلك إدخالها إلى التحميص تحت درجة حرارة مرتفعة، تمهيدًا إلى وزنها وتغليفها قبل بيعها للتُجار، أو تخزينها.

ويقول المزارع سلطان أبو جميزة إنه يقوم بتوفير البلح للسيدات لصناعة العجوة منذ 10 سنوات، موضحا لـ"العربي الجديد" أن موسم صناعة العجوة يستمر لمدة شهر سنويا، وتعتمد عليه السيدات في توفير دخل يعينهن على توفير مستلزمات أسرهن لمدة ثلاثة أشهر، وهن يعملن يوميًا من الثامنة والنصف صباحًا حتى الثالثة عصرًا.

موسم صناعة العجوة في قطاع غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
موسم صناعة العجوة في قطاع غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

ذات صلة

الصورة
متضامنون مع غزة يحتجون على المؤتمر الديمقراطي، 19 أغسطس 2024 (Getty)

سياسة

كشف أعضاء باللجنة الوطنية الديمقراطية، في أحاديثهم مع "العربي الجديد"، أن زملاءهم في الحزب اعتدوا عليهم بسبب رفعهم لافتة "أوقفوا تسلح إسرائيل"
الصورة
تشكل القذائف غير المنفجرة مخاطر على سكان غزة (عبد الرحيم الخطيب/الأناضول)

مجتمع

يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ترسيخ الإبادة الجماعية في قطاع غزة، فإلى جانب القصف والتدمير والقنص، يستخدم المخلفات الحربية في قتل المدنيين.
الصورة
شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في وقفة في اليوم العالمي للعمل الإنساني - الضفة الغربية - 19 أغسطس 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

وجّهت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في يوم العمل الإنساني، نداء من أجل حماية العاملين الإنسانيين من استهدافات الاحتلال ووقف الحرب على قطاع غزة.
الصورة
مراكز الإيواء في غزة مدرسة دمّرها الاحتلال في دير البلح، 28 يوليو 2024 (عبد الرحيم الخطيب/الأناضول)

سياسة

يكثّف الاحتلال قصف مراكز الإيواء في غزة بذريعة أنها مقرات للمقاومة و"حماس"، ما يضعه مراقبون في إطار تحريض الاحتلال الغزيين على الحركة.
المساهمون