فيضانات البوسنة: قتلى وعشرات الإصابات وانهيارات أرضية

05 أكتوبر 2024
حطام ودمار بمدينة يابلانيتسا وسط البوسنة جراء الفيضانات، 5 أكتوبر2024 (الأناضول)
+ الخط -

بحثت فرق الإنقاذ، اليوم السبت، عن مفقودين بعد أن ضربت فيضانات البوسنة، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات وسط انهيارات أرضية، هي حصيلة قد تشهد ارتفاعاً مع وصول الإغاثة إلى القرى المتضرّرة. واستخدمت الفرق آلات البناء لإزالة أكوام من الصخور والحطام التي تغطي مدينة يابلانيتسا، الواقعة وسط البوسنة، بعد العاصفة المطيرة التي وقعت في وقت مبكر أمس الجمعة.

وسقطت كميات هائلة من الأمطار في المنطقة المحيطة بمدينة يابلانيتسا ومدينة كونيتس المجاورة، ما سبَّب حدوث فيضانات مفاجئة اجتاحت منازل السكان أثناء نومهم. كما سبَّبت المياه المتدفقة حدوث انهيارات أرضية أدت إلى انهيار طرق وتلال، وتغطية القرى بالطين وعزل مناطق بأكملها.

وذكرت وسائل إعلام بوسنية أن صخوراً من محجر قريب سقطت على قرية دونيا يابلانيتسا، مما أدى إلى دفن منازل أسفلها. وفقدت ألكا جوشيتش، المقيمة في قرية دونيا يابلانيتسا، شقيقها وعائلته بأكملها، بينما تم نقل ابنها إلى المستشفى.

فيضانات البوسنة: قتلى ومفقودون

وقالت ألكا جوشيتش إنه في ليلة الجمعة أيقظها صوت هدير مخيف من نومها. وأضافت جوشيتش: "اعتقدت أنه زلزال". وانتظرت حتى الصباح لتخرج. وتابعت: "رأيت ابن أخي يُسحب من المكان. كان ملقى على الأرض - كان من الواضح (أنه مات)". وصرخت جوشيتش: يا الله كن في عوننا، لقد فقدت أربعة منهم، ودُمّر المنزل بالكامل، ولم ينج أحد، لا أحد".

وأفاد مسؤولون أن 16 شخصاً على الأقل تأكد أنهم لقوا حتفهم حتى الآن، بينهم طفل رضيع. وما زال عشرة أشخاص على الأقل في عداد المفقودين، بينما أصيب العشرات.

وقال أمير إرفادزان (62 عاماً) لوكالة فرانس برس "كان الأمر مرعباً، مرعباً للغاية". وأضاف الرجل غاضباً "سقطت عدة أمتار مكعبة من المياه وآلاف الأطنان من الركام على القرية، ودمرت حوالي عشرة منازل". وتابع "لم يكن لدى الناس الوقت... لم يكن لديهم سوى بضع ثوان للفرار. لكننا تمكنا من إنقاذ طفل".

تعد قرية دونيا يابلانيتسا الواقعة على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب غرب سراييفو، الأكثر تضرراً من الفيضانات والانزلاقات الأرضية. وبعد أن بقيت معزولة عن العالم لعدة ساعات، تم أخيراً الوصول إليها بواسطة مركبات للجيش والحماية المدنية. وغمرت المياه مسجدها تقريباً، ولم تبرز منه سوى القبة والمئذنة. ولن يتمكن العديد من السكان من العودة إلى منازلهم مساء الجمعة. وأوضح أرفادزان "لقد وضعوا علامة على منزلنا، ما يعني أنه يتعين علينا المغادرة"، مشيراً أنه سيبحث عن مأوى مع نجله في بلدة كونييتش، على بعد بضعة كيلومترات.

وأرسلت الرئاسة الفدرالية البوسنية وحدات من الجيش إلى المنطقة. وقالت في بيان أمس الجمعة "تمّ حشد وحدات هندسة وإنقاذ وطائرة مروحية تابعة لجيش البوسنة والهرسك بشكل طارئ لتقديم مساعدة للسلطات المدنية رداً على هذه الكارثة".

في العام 2014، ضربت فيضانات البوسنة وسبّبت أضراراً جسيمة قُدّرت قيمتها في ذلك الوقت بحوالى ملياري يورو.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون