أفاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، اليوم الاثنين، بأنّ أوروبا قد تضطر إلى مواجهة تدفّقات هجرة من السودان مرّة جديدة، ما لم توقّع الأطراف المتحاربة في السودان اتفاقاً لوقف إطلاق النار وما لم تُعزّز جهود الإغاثة وسط الحرب المتواصلة في البلاد.
وفي تصريحات أدلى بها بعد زيارة السودان، وكذلك إثيوبيا التي تتعافى من صراع دام عامَين في إقليم تيغراي شمالي البلاد، أشار غراندي إلى أنّ "قلقاً شديداً ينتاب الأوروبيين تجاه الأشخاص الوافدين عبر البحر الأبيض المتوسط". وأضاف: "حسناً، لديّ تحذير لهم: إن لم يقدّموا الدعم للاجئين الذين يغادرون السودان وللنازحين في داخل السودان، فسوف نشهد تحرّكات مستمرة لأشخاص منهم نحو ليبيا وتونس وعبر البحر الأبيض المتوسط، من دون شكّ".
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأنّ أكثر من تسعة ملايين شخص نزحوا داخلياً في السودان، في حين أنّ 1.5 مليون لاجئ تقريباً فرّوا إلى بلدان مجاورة، وذلك في خلال 10 أشهر من الاشتباكات ما بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي). يُذكر أنّ النزاع التي اندلع في منتصف إبريل/ نيسان الماضي في العاصمة الخرطوم، سرعان ما امتدّ إلى مناطق أخرى من البلاد.
وبيّن غراندي أنّ بلداناً عدّة مجاورة للسودان (تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا) تعاني من "نقاط ضعف" خاصة بها، وهي بالتالي لن تتمكّن من تقديم المساعدة الكافية للاجئين السودانيين. وحذّر من أنّ هؤلاء اللاجئين سوف يتوجّهون نحو دول شمال أفريقيا مثل تونس، ومنها إلى أوروبا بحسب ما تبيّن تخطيطات أعداد منهم.
وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ "عندما يخرج اللاجئون (من بلادهم) ولا يتلقّون المساعدة الكافية (في الأماكن التي قصدوها)، فإنّهم يذهبون إلى أبعد من ذلك".
ولفت غراندي إلى أنّ الحرب في السودان لم تعد محصورة بطرفَين، عقب سيطرة عدد من المليشيات على المناطق. أضاف أنّ "الميليشيات صارت أكثر جرأة في ما يتعلّق بارتكاب انتهاكات بحقّ المدنيين"، الأمر الذي يشير إلى مزيد من النزوح واللجوء.
I’ve spent a week listening to people whose lives have been shattered by Sudan’s civil war.
— Filippo Grandi (@FilippoGrandi) February 4, 2024
If Sudan’s military leaders truly care for their people they should pursue a ceasefire — now.
Meanwhile all those in need must get aid, wherever they are, without unnecessary obstacles. pic.twitter.com/RPbkALBKvL
لا يمكن غضّ الطرف عن أزمة السودان
وشدّد المسؤول الأممي على أنّه لا ينبغي التغاضي عن الصراعات القائمة في مناطق مثل السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأفغانستان وميانمار في خلال الحربَين المتواصلتَين في أوكرانيا وقطاع غزة.
وتابع غراندي أنّ "في قطاع غزة مأساة تحتاج إلى كثير من الاهتمام والموارد، لكنّها لا يمكن أن تكون على حساب أزمة كبيرة أخرى مثل الأزمة في السودان".
يُذكر أنّ بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أنّ ما لا يقلّ عن 12 ألف شخص قُتلوا في الصراع المستمرّ في السودان، في حين ترى منظمات طبية محلية أنّ عدد الضحايا الفعلي أكبر بكثير.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)