استمع إلى الملخص
- التقرير يبرز الأوضاع المأساوية للاجئين بما في ذلك البطالة المرتفعة وتعطل التعليم بسبب العدوان الإسرائيلي، خصوصاً في غزة، ويذكر تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب 136 ألف منذ 1948.
- حماس تؤكد على حق عودة اللاجئين وترفض محاولات إلغاء دور أونروا، داعية المجتمع الدولي لحماية حقوق اللاجئين وضمان حياة كريمة لهم، مع رفض التوطين والتأكيد على حق العودة.
تجاوز عدد اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والشتات ستة ملايين وفقاً لأحدث تقرير كشف عنه، الخميس، الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الموافق 20 يونيو/حزيران سنويا، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2000.
ووفقاً للتقرير الذي استعرض أوضاع الشعب الفلسطيني، فإن "أكثر من ستة ملايين لاجئ مسجلون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في فلسطين والشتات، ويعانون اللجوء نتيجة تهجيرهم من أراضيهم قسرا إبان نكبة عام 1948".
في اليوم العالمي للاجئين: استمرار معاناة الفلسطينيين
وبحسب المعطيات التي أوردها التقرير، فقد هجّر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 750 ألف مواطن من أراضيهم خلال النكبة، لإقامة "دولته" على أراضٍ فلسطينية محتلة.
ووثّق المصدر نفسه، من بين إجمالي اللاجئين، نحو 2.5 مليون في الضفة الغربية وقطاع غزة، أي 42% منهم (15% في الضفة الغربية و27% في قطاع غزة). فيما بلغت نسبة اللاجئين في الضفة، بما فيها مدينة القدس الشرقية، وقطاع غزة حوالي 42.2% من إجمالي الفلسطينيين المقيمين في 2017. و26.3% من السكان في الضفة الغربية لاجئون، في حين بلغت نسبة اللاجئين في غزة 66.1%.
136 ألف شهيد
وحسب الجهاز المركزي للإحصاء، فإن "عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب" منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) تجاوز "136 ألف شهيد". فيما بلغ "عدد الشهداء منذ بداية الانتفاضة الثانية (الأقصى) عام 2000 وحتى نهاية إبريل/نيسان الماضي "حوالي 46 ألفا و500 شهيد"، وفق البيان.
وأضاف أن "أكثر من 37 ألفا و500 شهيد قتلوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، منهم أكثر من 15 ألفا و162 طفلا و10 آلاف و18 امرأة، إلى جانب أكثر من 147 صحافيا".
في اليوم العالمي للاجئين: أوضاع صعبة
واعتبر التقرير أنه "لا توجد فروقات كبيرة تعزى إلى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لدى اللاجئين وغير اللاجئين الفلسطينيين على مستوى المنطقة، فمؤشرات التعليم تشير إلى أن معدل الأمية بين اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية قد بلغ نحو 1.9% مقابل 2.3% لغير اللاجئين، وفي قطاع غزة بلغ هذا المعدل للاجئين 1.7% مقابل 2.0% لغير اللاجئين.
وأشار إلى أن معدلات البطالة بلغت في عام 2022 بين اللاجئين في قطاع غزة 47% مقابل 42% لغير اللاجئين، في حين بلغ معدل البطالة بين اللاجئين في الضفة الغربية 14% مقابل 13% لغير اللاجئين.
العدوان الإسرائيلي يضاعف البطالة
وأوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنه في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، قفزت معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة (تشير التقديرات إلى ارتفاع معدلات البطالة لتصل إلى 75% في الربع الرابع 2023، مقابل 46% في الربع الثالث من عام 2023)، ما يعني فقدان ما لا يقل عن 200 ألف وظيفة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العدوان.
وتبعاً لذلك، فقد ارتفع عدد العاطلين عن العمل إلى 317 ألفا في الربع الرابع من 2023، مقارنة مع حوالي 129 ألفاً في الربع الثالث 2023 قُبيل العدوان، كما ارتفعت معدلات البطالة بين الأفراد المشاركين في القوى العاملة في الضفة الغربية في الربع الرابع 2023 إلى حوالي (32%) مقارنة مع حوالي 13% في الربع الثالث من 2023.
وأكد التقرير أنه نتيجة للقصف المستمر بالغارات العنيفة على قطاع غزة، وحصيلة الشهداء من الطلبة، والمعلمين، وتدمير البنية التحتية لعدد من المدارس، تعطلت العملية التعليمية في قطاع غزة منذ بدء العدوان، وحرم حوالي 620 ألف طالب وطالبة من حقهم بالتعليم المدرسي للعام الدراسي 2023/2024.
"حماس" تتمسك بعودة اللاجئين
من جهتها أكدت حركة حماس، الخميس، تمسكها بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ورفضها محاولات إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، إلغاء دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفقاً لما نقلت عنها وكالة الأناضول.
وقالت "حماس" في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للاجئين: "إن هجوم طوفان الأقصى أعاد لقضيَّة اللاجئين الفلسطينيين حضورها العالمي، وأبرز عدالتها ومشروعيّتها وأحبط تغييبها وطمسها". ودعت "حماس" إلى تمكين الشعب الفلسطيني من "حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة وإنهاء الاحتلال". وتابعت: "يأتي اليوم العالمي للاجئين، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الصهيوني ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر الوحشية ضد عموم شعبنا، وخاصة اللاجئين الفلسطينيين، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة".
وشددت "حماس" على أن "حق عودة جميع اللاجئين من أبناء شعبنا إلى ديارهم التي هجّروا منها قسرا وظلما وعدوانا هو حقٌّ مقدَّس تتوارثه الأجيال الفلسطينية وغير قابل للتنازل أو التفاوض". وأردفت: "ونجدد رفضنا القاطع لكل الحلول الرامية لإسقاط هذا الحق الوطني المشروع، الذي كفتله كل المواثيق والقوانين الدولية".
وجددت الإعراب عن رفضها "كل المحاولات الصهيونية، بدعم من الإدارة الأميركية، إلى شطب وتغييب وإلغاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)". وأكدت على "المسؤولية المباشرة لهذه الوكالة في ضرورة تقديم خدماتها لكل اللاجئين الفلسطينيين بشكل مستمر، خصوصا في قطاع غزة، في ظل فصول حرب الإبادة الجماعية التي ترتكب ضد المدنيين العزل واللاجئين والنازحين".
وحثت حماس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين والمؤسسات الحقوقية والإنسانية على "تحمّل مسؤولياتها في حماية حقوق اللاجئين من أبناء شعبنا وتمكينهم من حياة حرّة وكريمة". وزادت بأن اللاجئين يرفضون "كل أشكال التوطين والوطن البديل"، ويتطلعون "للعودة القريبة إلى أراضيهم، التي هجّروا منها بفعل الاحتلال".
وبالتزامن مع حربه على غزة، صعّد الجيش ومستوطنون إسرائيليون اعتداءاتهم على الضفة، بما فيها القدس المحتلة؛ ما خلّف 549 قتيلا ونحو 5 آلاف و200 جريح وأكثر من 9 آلاف معتقل، وفق جهات فلسطينية رسمية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح منطقة رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة. وتترافق الحملة الإسرائيلية في رفح مع عمليات تدمير ممنهجة للمباني والأحياء السكنية، بالتوازي مع حرق وتجريف معبر المدينة الوحيد الرابط بين القطاع ومصر. كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
يشار إلى أن الأمم المتحدة أكدت أن اليوم العالمي للاجئين هذا العام يركز على التضامن معهم من أجل عالم مُرحبٍ به. وقالت: "اللاجئون بحاجة إلى تضامننا الآن أكثر من أي وقت مضى. التضامن يعني إبقاء أبوابنا مفتوحة، وتسليط الضوء على عزيمتهم وإنجازاتهم، والتأمل في التحديات التي يواجهونها". وأوضحت أن "التضامن مع الأشخاص المجبرين على الفرار يعني أيضاً إيجاد الحلول لمحنتهم، وإنهاء الصراعات حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بأمان، وضمان حصولهم على الفرص للازدهار في المجتمعات التي رحبت بهم، وتزويد البلدان بالموارد التي تحتاجها لإدماج اللاجئين ودعمهم".