رأى قاضٍ بريطاني كبير أنّ طليقة حاكم دبي، الأميرة هيا بنت الحسين، تعرّضت لـ"إساءة مفرطة" من قبل زوجها السابق، ومنحها حقّ حضانة طفلَيهما. وينهي الحكم معركة قضائية غير معتادة وباهظة التكلفة امتدّت إلى ثلاث سنوات في المحكمة العليا في لندن بين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي وزوجته السابقة الأميرة هيا، الأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني الملك عبد الله.
ونقل بيان عن الشيخ محمد قوله إنّه يحب طفلَيه، وسيظلّ يكفلهما دوماً، نافياً "المزاعم الواردة في إجراءات التقاضي هذه". وكانت القضية قد تطرّقت إلى عمليات خطف، وتهديدات بالقتل، وعلاقة بين الأميرة وأحد أفراد فريق حراستها، وابتزاز، وتجسّس، واختراق هواتف باستخدام نظم متطوّرة، وكلّ هذا في أجواء بذخ وثراء تضمّنت عقارات فاخرة وملابس باهظة الثمن ومجوهرات بملايين الدولارات وخيول سباق.
وكانت المحكمة قد خلصت في وقت سابق إلى أنّ حاكم دبي أثار خوف الأميرة هيا على حياتها، واختطف ابنتَين من زيجة أخرى وأساء معاملتهما، وأمر أيضاً بمراقبة هاتف الأميرة وهواتف محاميها، مستخدماً برنامج "بيغاسوس" للتجسّس. كذلك حكمت على الشيخ محمد، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس وزرائها، بدفع مبلغ قياسي تجاوز 554 مليون جنيه إسترليني (730.50 مليون دولار أميركي) لتأمين الطفلَين ورعايتهما.
— Family Law News (@familylaw) March 24, 2022
وفي حكمه النهائي، قال القاضي إندرو مكفارلن، رئيس محاكم الأسرة في إنكلترا وويلز، إنّ الشيخ محمد "كان يُبدي باستمرار سلوكاً يتّسم بالإرغام والتحكّم" بمن يخالف إرادته من أفراد أسرته. أضاف أنّه "على الرغم من حدوث ذلك على نطاق يخرج تماماً عن الملابسات المعتادة في القضايا التي تنظر فيها محكمة الأسرة في هذه الدائرة القضائية، كان سلوك الأب تجاه أمّ طفلَيه عنفاً أسرياً".
وحَكَم القاضي بأن تقرّر الأميرة هيا وحدها كلّ الأمور المتعلقة بتعليم الطفلَين وصحتهما، جليلة (14 عاماً) وزايد (عشرة أعوام)، مع اطلاع الأب على شؤونهما فحسب. وقال إنّ علاقة الأب بالطفلَين ستقتصر على الاتصالات الهاتفية والرسائل بعد أن قرّر الشيخ محمد نفسه عدم التواصل المباشر معهما.
Official Statement: https://t.co/1iVgIrOSjk
— HRH Princess Haya (@hrhprincesshaya) March 24, 2022
وتوجّهت الأميرة هيا بالشكر إلى القضاء البريطاني، مؤكدة أنّها ستُنشئ ابنها وابنتها على احترام تقاليد بلدهما الأمّ. وقالت في بيان: "أنا وجليلة وزايد لسنا بيادق تُستخدم من أجل الفُرقة". ويُسدل إعلان قرار حضانة الطفلَين الستار على قضية كلّفت أكثر من 70 مليون جنيه استرليني (92.30 مليون دولار)، هي أتعاب محاماة وصفها القاضي مكفارلن بأنّها "تكاليف قضائية ضخمة حقاً". وقال مكفارلن إنّ الشيخ محمد أحبّ طفلَيه وإنّهما بادلاه حباً بحبّ، لكنّه انتقد سلوكه ورفضه حتى الإقرار بدور زوجته السابقة في رعاية الطفلَين. أضاف مكفارلن أنّ "سلوك سموّه مع الأمّ، سواء بالتهديد أو القصائد أو تنسيق تقارير صحافية أو الترتيب خفية لشراء عقار يطلّ مباشرة على عقارها أو التنصّت على هاتفها أو في سير هذه الدعوى، كان مسيئاً بدرجة عالية... درجة مفرطة حقاً". وتابع مكفارلن قائلاً إنّه "على الرغم ممّا توصّلت إليه المحكمة، لم يقرّ سموّه مطلقاً بأنّه أقدم على أيٍّ من تلك الأفعال أو أنّه لعب دوراً فيها".
وقد بدأ الأمر بعد مدّة قصيرة من هروب الأميرة هيا إلى بريطانيا في إبريل/ نيسان من عام 2019 خوفاً على سلامتها عقب اكتشاف أنّها على علاقة بأحد حرّاسها. وتعرّضت بعد ذلك لابتزاز أربعة من فريق حراستها، فيما دبّر الشيخ محمد حملة ترويع لها، ثمّ اخترق هاتفها وهواتف محاميها، بحسب ما ظهر في خلال إجراءات قضائية سابقة.
يُذكر أنّه، بحسب ما يبدو، الأحكام الصادرة لم تؤثّر بوضع الشيخ محمد دولياً، أو بالعلاقات بين بريطانيا ودبي والإمارات ككلّ. ففي سبتمبر/ أيلول 2021، تعهّدت الإمارات باستثمار عشرة مليارات جنيه استرليني (13.6 مليار دولار) في الطاقة النظيفة والبنية التحتية والتكنولوجيا وعلوم الحياة في بريطانيا. وفي زيارة لأبوظبي الأسبوع الماضي، وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الإمارات بأنّها شريك دولي رئيسي.
(رويترز)