قداس منتصف الليل في كنيسة المهد.. دعوة للصلاة من أجل غزة وأطفالها

25 ديسمبر 2023
بيير باتستا بيتسابالا يترأس قداس منتصف الليل لعيد الميلاد بكنيسة المهد (Getty)
+ الخط -

دعا حارس الأراضي المقدسة، بيير باتستا بيتسابالا، في كلمة له خلال قداس منتصف الليل (الأحد/الاثنين) للصلاة من أجل غزة وأطفالها والسلام لها.

جاء ذلك في احتفالات عيد الميلاد المجيد، حسب التقويم الغربي، في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية. وقال إن "المطلوب ليس مجرد وقف إطلاق نار في غزة بل وقف حرب الإبادة في غزة".

وارتدى حارس الأراضي المقدسة الكوفية الفلسطينية. ووجّه رسالة للعالم الغربي وقال: "المطلوب ليس وقف الحرب بل وقف كل ما يجري في غزة، ووضع حد للحرب الإسرائيلية، وإنهاء معاناة أطفال وأهالي غزة". وتابع: "لم يعد لأهالي غزة وأطفالها أي مكان آمن". وتتولى رهبنة "الإخوة الأصاغر"، الفرنسيسكان، وهي مجموعة دينية كاثوليكية، حراسة الأراضي المقدسة، ما يعني الإشراف على عدد من الأماكن والمنشآت المسيحية في المشرق، وذلك منذ عام 1217.

وعلى غير العادة، لم تشهد ساحة كنيسة المهد حضور الحجاج وبدت شوارعها وساحاتها شبه فارغة. ونصبت مكان شجرة الميلاد أعمال فنية تشير إلى الميلاد تحت الأنقاض تضامناً مع غزة.

قس فلسطيني: لو ولد المسيح اليوم لكان ميلاده تحت الأنقاض

من جهته، قال رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور، القس منذر إسحاق: "لو ولد المسيح اليوم لكان ميلاده تحت الأنقاض"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.

وأضاف في فعالية أقيمت في بيت لحم بمناسبة عيد الميلاد، نقول إن "ما حدث في غزة من هجمات إسرائيلية هو إبادة جماعية، وإن الفلسطينيين سيقفون كعادتهم ويتعافون، لكنهم لن يقبلوا اعتذار من شارك في هذه الإبادة".

وقال: "إن الميلاد هذا العام يأتي والموت والدمار ينتشران والركام يغطي أرضنا، نستقبل الميلاد بهذه الطريقة".

واحتفلت الطوائف الغربية المسيحة في بيت لحم وفلسطين هذا العام بعيد الميلاد بفعاليات دينية، وغابت عنها الاحتفالات جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتابع إسحاق: "في غزة اليوم يسوع تحت الأنقاض وفي غرفة العمليات". وقال: "دعوتي أن تروه اليوم في كل طفل يقتل وينتشل من تحت الأنقاض وكل طفل في المستشفيات المدمرة وفي الحاضنات". وأضاف: "يصعب علينا وعائلاتنا وأحبتنا الاحتفال هذا العام، وأهلنا في غزة يتعرضون لإبادة وتطهير عرقي، وإن ما يحدث في غزة حرب إبادة للشعب الفلسطيني".

وأضاف: "سنستمر بالصلاة ولن نتوقف بالابتهال والدعاء بأن ينجو أهلنا في القطاع من شر وسوء العدوان عليهم". وتابع: "نحن الفلسطينيين سوف نتعافى ونقف مرة أخرى من وسط الدمار، كما فعلنا دائما، ولكن بالنسبة لأولئك المتواطئين أشعر بالأسف من أجلكم. هل ستتعافون من هذا؟".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قال في ساعة متأخرة في رسالة الميلاد: "يأتي ميلاد السيد المسيح هذا العام، ومدينة الميلاد، بيت لحم، تعيش حزنا لم تره قبل هذا اليوم، قوى الاحتلال تبطش وتقتل أطفال فلسطين، وتختطف الابتسامة البريئة من وجوه الأحياء منهم، حيث لم يسلم أحد من أبناء شعبنا، النساء والرجال وكبار السن، من هذا القتل والإرهاب ومحاولات التهجير القسري وتدمير آلاف البيوت، ما يذكرنا بما حدث في نكبة عام 1948".

وأضاف: "أقول لأبناء شعبنا ولعائلاتنا التي تتخذ من الكنيسة في غزة ملجأ لها، والذين لم يسلموا من همجية العدوان الإسرائيلي، ولجميع أبناء غزة، بأن عذاباتكم، وعذابات شعبنا في الداخل والخارج لن تذهب سدى، وأن شمس الحرية والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، آتية لا محالة، بل إنها قاب قوسين أو أدنى".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى أمس الأحد، 20 ألفاً و424 شهيداً، و54 ألفاً و36 جريحاً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

(الأناضول)