تعاني أكثر من 15 قرية في منطقة أريحا في ريف إدلب شمال غربي سورية من أزمة مياه، ومن بينها قرية نحلة الواقعة في منطقة جبلية يصعب وصول صهاريج المياه إليها. كما تزيد تكاليف نقل المياه نظراً لصعوبة الطريق وخصوصاً مع تشكل الجليد عند تدني درجات الحرارة.
ويقول رئيس المجلس المحلي في قرية نحلة أحمد البدوي، إن المشكلة تعود إلى عام 2011. ويوضح في حديثه لـ "العربي الجديد" أن هناك بعض الآبار السطحية في قرية نحلة، لكن غالبيتها جف بسبب قلة الأمطار. الصعوبة أيضاً هي في استخراج المياه من الآبار السطحية. منذ عام 2011، توقف ضخ المياه عن القرية".
يتابع: "ليس لدينا إمكانية لتوفير المياه أو القيام بأي مشاريع. قدمنا دراسات للمنظمات. وفي إحدى المرات استجابت منظمة وأمنت لنا المياه لمدة شهرين. ثم تواصلنا مع مؤسسة المياه في أريحا لكن هناك صعوبة كبيرة في ضخ المياه كون أريحا نفسها تعاني بسبب عدم قدرتها على ضخ المياه". ويشير إلى أنه "في قرية نحلة خزان مياه بحالة جيدة إلا أن الشبكة متضررة وتحتاج إلى إصلاح، وكان الحل في حفر بئر على نفقة الأهالي، إلا أن معظم أهالي القرية نازحون ومهجرون، وهناك صعوبة بحفر بئر. وفي الوقت الحالي، فإن كلفة الصهاريج مضاعفة".
ويضيف: "إحدى الصعوبات هي أن القرية جبلية. ففي الشتاء وتشكل الجليد، يصعب وصول الصهريج إلى القرية. المياه أيضاً غير آمنة كون منابع المياه خاصة والصهريج لا يُعقّم، في وقت تكثر فيه الأمراض كالكوليرا. وينقطع الأهالي من المياه ليوم أو يومين. أما الأزمة الأخرى فهي الغلاء".
من جهته، يقول الناشط الإعلامي أيمن سراج الدين لـ "العربي الجديد" إن "سكّان قرية نحلة وعدة قرى في محيطها يعيشون أزمة حقيقية في توفير المياه. فالمنطقة جبلية والطريق إليها صعب وخصوصاً في فصل الشتاء، ويجب أن يتجاوز عمق البئر 500 متر للوصول إلى المياه الجوفية. وهذا بدوره أمر مكلف، عدا عن كلفة استخراج المياه من وقود ومضخات أو الطاقة الشمسية".
ويبين سراج الدين أن الأهالي يعتمدون في الوقت الحالي على الصهاريج التي تنقل لهم المياه من منطقة دركوش بضعف الكلفة العادية، وسبب زيادة التكلفة صعوبة الوصول للقرية. ويذكر أن وجهاء قرى الضهر، البالغ عددها 15 قرية، أصدروا قبل أيام نداء للمنظمات الإنسانية لإيجاد حل لأزمة المياه التي يعيشونها على اعتبار أن هذه القرى بعيدة عن مراكز المدن، وتقع في مناطق جبلية يصعب وصول صهاريج المياه إليها. أمرٌ يزيد معاناة سكانها كونهم من طبقة فقيرة معدمة"، موضحاً أن "كلفة الصهريج تتراوح بين 250 و300 ليرة تركية (13.3- 15.9 دولاراً).
وتعاني نحو 42 بلدة وقرية في ريف إدلب شمال غربي سورية من أزمة مياه، بعد توقّف تمويل البرنامج الخاص بمحطات ضخّ المياه فيها. ويعتمد سكان الكثير من مدن وبلدات المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة العسكرية المسلحة على محطات الضخّ التي تشغّلها منظمات محلية أو دولية لتوفير مياه الشرب.
وتقع قرية نحلة على السفح الغربي لجبل الأربعين وتتبع منطقة أريحا في محافظة إدلب، وتجاوز عدد سكانها وفق إحصائيات عام 2004 الصادرة عن حكومة النظام السوري 1100 نسمة.