أنهت منظمة "أبرار" للإغاثة والتنمية مشروع الوحدات السكنية في منطقة دابق بريف حلب، شمالي سورية، وافتتحت، يوم أمس الخميس، مشروع "قرية الأبرار" تحت بند "حلم صغير"، ليبلغ عدد العائلات المستفيدة من المشروع 90 عائلة.
ورأى المستفيدون في المشروع خلاصاً لهم من معاناة الشتاء، إذ إن المخيم العشوائي الذي كانوا يقيمون فيه ضمن المنطقة التي بنيت عليها القرية كان معرضاً للسيول نظراً للأرض المنخفضة. وبعد هول الأمطار، تصبح الأرض طينية ويصعب التنقل.
ويقول أحد المستفيدين من المشروع مع أفراد عائلته السبعة أحمد السليمان، لـ"العربي الجديد"، إن "الانتقال للسكن في منزل في القرية أنهى معاناته وعائلته الصعبة، كون الحياة في الخيمة صعبة والتنقل في الطين مرهق".
وشارك البعض من أهالي المخيم أيضاً في عملية بناء القرية بشكل تطوعي، ومنهم عبد اللطيف الشحود. ويقول لـ"العربي الجديد" إن الانتقال للحياة في منزل بدلاً من الخيمة هو نهاية لمصاعب العيش في الطين والمطر والبرد.
وكان عامر محمد الحسن يقيم في خيمة على غرار بقية سكان القرية. ويقول لـ"العربي الجديد" إنه انتقل للعيش في بيت بالقرية برفقة زوجته وأمه وأطفاله، مضيفاً: "الأوضاع أفضل بكثير من الحياة في الخيمة. انتهينا من المهانات والصعوبات التي كنا نعيشها سابقاً في الخيمة".
بدوره، يقول أحمد النعسان، النازح من قرية معصران في منطقة معرة النعمان بريف إدلب، لـ "العربي الجديد": "كنت أقيم في خيمة قرابة أربع سنوات. انتقلنا إلى الوحدة السكنية منذ يومين. الأمر جيد في الوقت الحالي، وقد نجح هذا العمل بهمة الشباب وعملهم".
من جهته، يوضح عضو مجلس الإدارة في منظمة "أبرار" وائل الحلبي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "المشروع يتضمن 90 شقة وقد نفذ على مرحلتين. بدأنا منتصف 2021، وانتهى العمل في المشروع نهاية عام 2022". ويقول: "المنطقة فيها خيام كانت تغرق بالسيول والأمطار. ويتكرر هذا الأمر كل عام. نقلنا الخيام إلى مكان آخر قريب ورفعنا الأرض بحدود المتر، وبنينا المنازل فوقها".
ويضيف أن "بعض المنازل مكونة من غرفتين ومطبخ وحمام، والبعض من ثلاث غرف، بالإضافة إلى مطبخ وحمام. وكلفة القرية 145 ألف دولار، وهو مبلغ قليل بالنسبة لعدد الوحدات. والسبب يعود لعمل أهالي المخيم بشكل تطوعي بأجور زهيدة. وتم الإنتهاء بشكل كامل من تسليم المنازل لأصحابها وتبليط المخيم بالانترلوك (أو ما يسمى ببلاط الأرصفة أو الشوارع) وإنارته وتأمين الصرف الصحي. والمبالغ المالية هي تبرعات من أهل الخير ومنظمة شريكة. افتتحت القرية بشكل رسمي من المنظمة يوم أمس الخميس".
وتعمل منظمات إنسانية عدة على استبدال الخيام بوحدات سكنية، توفر حياة آمنة للنازحين في مناطق شمال سورية، وخصوصاً أن الخيام تتعرض للتلف بسبب العوامل الجوية، ولا يكون بمقدور النازحين استبدالها.