يكافح سودانيون كثيرون موجودون في بلدان الشتات لمحاولة إجلاء أحبائهم وأقاربهم المحاصرين وسط الاشتباكات المندلعة منذ شهر بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذين بات بعضهم لا يحصلون إلا على كميات قليلة من الطعام والماء، وبينهم الطالبة أزهار شلقامي الذي بذلت جهوداً كبيرة في الأسابيع الأخيرة لإنقاذ جديها المريضين في الخرطوم، ووجهت من مدينة نيويورك الأميركية نداءات عدة لطلب مساعدة الفصيلين المتحاربين وعمال إغاثة وموظفي السفارات القريبة من منزل جديها، لكن كل جهودها باءت بالفشل.
ماتت علوية رشوان، جدة أزهار، وحيدة، وظلت جثتها داخل منزل العائلة من دون أن تُدفن، أما جدها عبد الله شلقامي فأصابته رصاصات لدى خروجه لتأمين احتياجات أساسية، وما زال عالقاً في الخرطوم.
وتقول أزهار: "كسر موت جدتي قلبي لأنها كانت تقول لي دائماً إنها تخشى أنها وحيدة"، في حين أبدت غضبها وإحباطها من إحجام السفارة البريطانية عن مساعدة جدها، وهو مواطن بريطاني أيضاً، خصوصاً أن السفارة البريطانية تبعد خطوات من منزله.
تضيف: "كان موظفو السفارة البريطانية يكتفون بالسؤال في كل مرة اتصلنا بهم للحصول على معلومات أو ملء استمارة، إذا كان جدي يحمل جنسية أخرى"، علماً أن الحكومة البريطانية كانت أكدت سابقاً أنها نفذت أكبر عملية إجلاء من السودان مقارنة بأي دولة غربية، وأكدت أنها أجلت مواطنيها وأفراد أسرهم الذين يستحقون ذلك.
وفعلياً لم يستطع جدّا أزهار الإفادة من عمليات الإجلاء التي نفذتها بريطانيا ودول غربية أخرى لدبلوماسييها ومواطنيها بعد أسبوع واحد من اندلاع الاشتباكات، إذ كانا يعيشان في منطقة تجارية، ومكثا بمفردهما بلا جيران، وكانا غير قادرين على شحن هواتفهما بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وقد استولى مقاتلو قوات الدعم السريع على منزل الجدّين، وهو ما شمل منازل عدة في أنحاء العاصمة الخرطوم، بحسب ما يقول سكان، وهو ما تنفيه قوات الدعم السريع.
وتخبر أزهار أنها أرادت فقط أن تعرف إذا كانت تستطيع إرسال طعام أو ماء لهما لجديها، وحاولت 30 مرة على الأقل إجلاءهما. وتوضح أن دبلوماسياً تركياً أخبرها بوفاة جدتها عبر "تويتر". وتقول: "اعتقدت حين طلب رقمي أنه سيخبرني بأنه يوشك أن يجلي جدتي، لكنه أبلغني خبر وفاتها بدلاً من ذلك".
وفيما تحاول أزهار حالياً ترتيب وثائق سفر الجدّ إلى القاهرة، لأنه يستحيل الوصول إلى جواز سفره، تناشد قوات الدعم السريع إرسال أي شخص لدفن جثمان جدتها في الفناء الخلفي لمنزلها على الأقل.
(رويترز)