وقع صندوق قطر للتنمية وصندوق الأمم المتحدة الاستئماني الخاص بأفغانستان اتفاقية لدعم النهج القائم على المنطقة لـ"مبادرات الطوارئ الإنمائية في أفغانستان" بقيادة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبر تقديم مساهمة مالية للصندوق.
وتهدف "مبادرات الطوارئ الإنمائية في أفغانستان" إلى إتاحة الوصول إلى الخدمات الأساسية والضرورية وحماية موارد الرزق ودعم الانتعاش الاقتصادي المحلي للشعب الأفغاني.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا)، تُعَدّ هذه المساهمة جزءاً من تعهّد دولة قطر الإضافي بقيمة 25 مليون دولار أميركي لدعم الاستجابة الإنسانية في أفغانستان والذي أُعلن عنه في مارس/آذار الماضي.
وقال مدير عام صندوق قطر للتنمية خليفة الكواري: "نفخر بأن يكون الصندوق جزءاً من هذه المبادرة باعتبارها استكمالاً لرؤيته ورسالته"، موضحاً أنّ "صندوق قطر للتنمية يحرص على دعم هذه المجتمعات لتصمد في خضم ما تواجهه من تحديات، لا سيّما في أثناء الأزمات الناتجة عن الصراعات، إلى جانب دعم الاستقرار وعملية إحلال السلام". وأشار الكواري الى أنّ "تركيز الصندوق ينصبّ في هذه المبادرة على دعم الفئات الأكثر ضعفا وبالأخصّ على تحسين ظروف النساء، والمساهمة في تعزيز قدرتهنّ على الصمود في مواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة".
ووجّه مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر الشكر لدولة قطر على مساهماتها المالية السخية لدعم برنامج النهج القائم على المنطقة لمبادرات الطوارئ الإنمائية بأفغانستان، وعلى التزامها الراسخ بتوفير فرص كسب العيش التي تشتدّ الحاجة إليها، وتقديم الدعم للشركات الصغرى، لا سيّما تلك التي تديرها النساء"، وأوضح أنّ "البرنامج يسعى مباشرة إلى حماية مكاسب التنمية التي تحققت على مدى العشرين سنة الماضية"، لافتاً إلى أنّه "يبشّر بمستقبل أفضل لملايين الرجال والنساء الأفغان، مع تعزيز المساواة بين الجنسَين وتمكين المرأة".
يُذكر أنّ دولة قطر شاركت في الحدث رفيع المستوى لإعلان التبرّعات الخاصة لدعم الاستجابة الإنسانية في أفغانستان الذي أقيم عبر تقنية الاتصال المرئي في مارس/ آذار 2022.
وقد أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان المريخي عن تعهّد إضافي من دولة قطر بـ"25 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية في أفغانستان للعام الجاري"، علماً أنّها كانت قد قدّمت في عام 2021 الماضي 50 مليون دولار لمساعدة الشعب الأفغاني. كذلك رحّب المريخي بقرار مجلس الأمن رقم 2615 القاضي بإعادة تخصيص جزء من أموال الصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان، والخطوات المتّخذة لتفعيل صندوق التبادل الإنساني.
وتفيد بيانات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، بأنّ أكثر من 24.4 مليون شخص في أفغانستان يحتاجون إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة، إذ انخفضت مستويات الأمن الغذائي بمعدّل ينذر بالخطر، الأمر الذي جعل نصف السكان يواجهون الجوع الحاد، ومن بينهم تسعة ملايين في حالة انعدام أمن غذائي طارئة وهو أعلى رقم في العالم.
وتستدعي عملية الإغاثة التي تنسّقها الأمم المتحدة، هي الأكبر لكنّها ليست الوحيدة في أفغانستان، مبلغ 4.4 مليارات دولار في عام 2022. أمّا في العام الماضي، فقد صُرف 1.8 مليار دولار لعمليات الإغاثة التي تقودها المنظمة الأممية والتي نجحت في مساعدة 20 مليون شخص، فأمدّتهم بالغذاء المنقذ للحياة والمياه النظيفة والرعاية الصحية والمأوى والتعليم.