اشتكى سكان مخيمات محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سورية، الجمعة، من سوء أوضاعهم عقب ساعات قليلة من بداية منخفض جوي ماطر، تسبب بتضرر عشرات الخيام في المنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية.
النازح السوري نورس الدين، أحد سكان المخيم، قال لـ"العربي الجديد" إنّ "مياه الأمطار دخلت خيمته وتضرر جميع أثاث منزله، وخاصة ما كان مصنوعا من القماش، وانقلبت المدفأة التي كان يعتمد عليها في توفير بعض الدفء لأطفاله".
لم يكن حال نورس أفضل من غيره، فقد أعرب ياسين الأطرش، خلال حديث مع "العربي الجديد"، عن "حزنه الشديد على أطفاله لما أصابهم من برد خلال الليل، وأنهم لم يستطيعوا النوم طيلة 12 ساعة الماضية، بسبب تمزق جدار الخيمة وترسب المياه بداخلها".
من جهته، قال عبد السلام اليوسف، مدير مخيم "أهل التح"، لـ "العربي الجديد"، إن "ما يقارب 50 خيمة تضررت من أصل 300 نتيجة العاصفة المطرية التي ضربت المخيم خلال فترة الليل".
وأضاف اليوسف أن "سكان الخيام التي تضررت احتموا بخيام أخرى لأقارب لهم في المخيم ذاته، وباتت الآن كل خيمة تضم أكثر من 15 شخصاً"، مبينا أن أوضاع السكان داخل المخيم في حالة يرثى لها، والفقر يسيطر على أغلب العائلات المقيمة به".
وناشد اليوسف المنظمات الإنسانية العاملة في محافظة إدلب التحرك سريعا، بهدف توفير "الشوادر التي تحمي الخيم من الأمطار، وتمنع ترسبها، ريثما يتم تأمين خيام جديدة بدل المهترئة والتي بات عمرها أكثر من 5 أعوام، تعرضت خلال هذه الفترة لعوامل جوية أفقدتها جودتها ومتانتها، وأصبحت مهترئة بشكل كامل".
وفي السياق نفسه، قال مدير "فريق مسنقو استجابة سورية" محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، إن "الفريق رصد تضرر أكثر من 19 مخيماً في مناطق متفرقة من الشمال السوري، إذ تضررت 62 خيمة بشكل كامل ودخلت مياه الأمطار إلى 58 خيمة أخرى، وسُجلت أضرار جزئية بـ44 خيمة أخرى".
وأضاف الحلاج أن "عدد الأفراد المتضررين من العواصف الأخيرة، خلال الـ24 ساعة، بلغ أكثر من 5,483 نسمة".
من جهته، حذّر المنسق المقيم للأمم المتحدة في سورية المصطفى بن المليح، والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية مهند هادي، أمس الخميس، من مخاطر كارثية على السوريين المستضعفين بسبب ظروف الشتاء المحفوفة بالمخاطر في جميع أنحاء البلاد.
وجاء ذلك خلال بيان للأمم المتحدة طالب بتوفير الدعم المالي لإنقاذ أكثر من 6 ملايين شخص في سورية، منهم مليونان ونصف المليون في مناطق شمال غربي البلاد.
وأضاف البيان أن"الأمم المتحدة تلقت 42 بالمائة فقط من نسبة الاحتياجات الكلية"، مؤكداً الحاجة الماسة لتمويل إضافي لتقديم المساعدات الشتوية المنقذة للحياة لمليوني شخص في سورية.
وأعربت الأمم المتحدة، عبر بيانها، عن "قلقها الشديد بشأن العائلات التي لا تملك الموارد لشراء الملابس الدافئة أو لوازم التدفئة، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في مخيمات النازحين أو المناطق المحرومة، أو المناطق المرتفعة".
وفي شمال غرب سورية، هناك أكثر من 1400 مخيم، يعيشون قاطنوها ظروفاً إنسانية هي الأسوأ منذ أعوام، بسبب الفقر الشديد، وانعدام الدعم، وانتشار ظاهرة البطالة بين العائلات المقيمة بها، وفق "منسقو استجابة سورية".