استحدثت المملكة المتحدة منصباً حكوميا جديداً ضمن إجراءاتها لمكافحة فيروس كورونا، إذ عينت العراقي الأصل ناظم الزهاوي، وزيرًا للقاحات، وسط تقارير تفيد بأن المستشفيات البريطانية قد تتلقى الجرعات الأولى من لقاح اشترته الحكومة من شركة "فايزر" في غضون 10 أيام.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن "النائب المحافظ ناظم الزهاوي سيشرف على أكبر برنامج لقاح في البلاد منذ عقود، وستكون الوزارة الجديدة مسؤولة عن توفير وتوزيع لقاحات كورونا حتى بداية فصل الصيف". وتقوم هيئة تنظيم الأدوية في المملكة المتحدة بتقييم لقاح جامعة أكسفورد وشركة "أسترا زينيكا" لمعرفة ما إذا كان آمنا وفعالا، وذكرت صحيفة غارديان، أنه تم إخبار المستشفيات أنها يمكن أن تتلقى الجرعات الأولى من لقاح فايزر في 7 ديسمبر المقبل، إذا حصل على موافقة.
ويواجه جونسون معارضة للتدابير من عشرات من نواب حزبه المحافظ، والذين يقولون إن الضرر الاقتصادي يفوق فوائد الصحة العامة، بحسب صحيفة التايمز، كما بدأت احتجاجات شعبية في مناطق عدة، من بينها العاصمة لندن، ويرفض المحتجون تواصل الإغلاق، كما يتحدث بعضهم عن مخاطر اللقاحات المنتظرة.
من هو ناظم الزهاوي؟
حسب موقع "بي بي سي"، ولد الزهاوي في العراق، في 2 يونيو/حزيران 1967، وانتقل إلى المملكة المتحدة مع أسرته عندما كان في التاسعة، وتلقى تعليمه في "كينغز كولدج" في ويمبلدون، وتعليمه الجامعي في "يونيفرسيتي كولدج" التابعة لجامعة لندن، وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال.
شارك الزهاوي في تأسيس وكالة أبحاث السوق عبر الإنترنت "YouGov"، وكان رئيسها التنفيذي حتى تم اختياره مرشحاً محافظاً في البرلمان، وفي عام 2010 تم انتخابه لأول مرة نائبًا عن حزب المحافظين عن ستراتفورد أون آفون. وفي عام 2011، شارك في تأليف كتاب مع زميله النائب مات هانكوك، وزير الصحة الحالي، حول السلوك البشري في الانهيار المصرفي بعنوان "سادة لا شيء".
في عام 2018، أصبح وزيرا للتعليم في حكومة تيريزا ماي، وفي حكومة بوريس جونسون، تم تعيينه وزيراً للأعمال، لكنه سيتخلى مؤقتًا عن معظم مسؤولياته في تلك الوزارة، وبموجب الترتيب المؤقت، سيكون وزيرًا مشتركًا بين وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية ووزارة الصحة والرعاية الاجتماعية.
وعبر الزهاوي عن سعادته بتعيينه في المنصب. وقال: "إنها مسؤولية كبيرة وتحد كبير، ولكننا ملتزمون بالتأكد من أننا نستطيع طرح اللقاحات بسرعة، وإنقاذ الأرواح وسبل العيش، والمساعدة على إعادة البناء بشكل أفضل".
Delighted to have been asked by @BorisJohnson to become the minister for Covid vaccine deployment.A big responsibility&a big operational challenge but absolutely committed to making sure we can roll out vaccines quickly-saving lives and livelihoods and helping us #buildbackbetter
— Nadhim Zahawi (@nadhimzahawi) November 28, 2020
وقد أوضح الأسبوع الماضي أنه قلق من وضع دائرته الانتخابية في ستراتفورد أون آفون، والتي وصلت إلى المستوى الثالث من القيود، وقال "أشعر بخيبة أمل كبيرة، وحزن شديد لأن وارويكشاير ستنتقل إلى المستوى الثالث الأسبوع المقبل، ما يعني خسائر كبيرة على صناعات الضيافة والسياحة"، حسب صحيفة الغارديان.
وفي ظل إجراءاتها للحصول على اللقاح، قدمت المملكة المتحدة طلبات للحصول على 100 مليون جرعة من لقاح أكسفورد/أسترازينيكا، وهو ما يكفي لتطعيم معظم السكان، مع توقع بدء التوزيع الأسبوع المقبل إذا تمت الموافقة على اللقاح من قبل وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA). كما أن لديها طلبا للحصول على 40 مليون جرعة من لقاح شركة فايزر، و5 ملايين جرعة من لقاح شركة موديرنا.
وتأتي وظيفة الزهاوي الجديدة في ظل احتمال وقوع أزمة سياسية في بريطانيا، حسب تقرير لموقع "بي بي سي"، يشير إلى أن الحكومة تدرك تماماً القصور في برنامج تعقب مصابي كورونا، وشراء معدات الوقاية الشخصية، ويُنظر إلى الزهاوي على أنه مؤد إعلامي جيد، ولديه خلفية تجارية، كما ساعد في إنشاء مجموعة استطلاع "يوغوف"، ما يجعله يعرف كيفية التعامل مع الرأي العام، وكيفية توزيع اللقاح.
وتأمل الحكومة البريطانية في أن يؤدي مزيج من اللقاحات والاختبارات الجماعية إلى إنهاء الحاجة إلى القيود المفروضة على الأعمال والحياة اليومية التي فرضتها للحد من انتشار فيروس كورونا، إذ شهدت بريطانيا أكثر حالات تفشي الفيروس فتكا في أوروبا، مع أكثر من 57 ألف وفاة مرتبطة بالفيروس. وقال جونسون هذا الأسبوع، إن "المسؤولين يأملون في تلقيح الغالبية العظمى من الناس الذين يحتاجون إلى أكبر قدر من الحماية بحلول عيد الفصح"، لكنه حذر من أنه "علينا مواجهة شتاء قاس" من القيود.
ومن المقرر أن ينتهي الإغلاق الوطني في إنكلترا يوم الأربعاء المقبل، وسيتم استبداله بنظام ثلاثي المستويات من الإجراءات الإقليمية التي تقيد النشاط التجاري والسفر والتواصل الاجتماعي، وسيتم وضع الغالبية العظمى من البلاد في المستويين العلويين.