يشير تحليل صدر عن الأكاديميات الوطنية للعلوم، الهندسة والطب، في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أنّ الجامعات تحاول أن تساعد النساء العاملات في مجال الأبحاث العلمية، اللواتي تضرّرن بشكل أكبر من زملائهنّ الرجال بسبب جائحة كورونا، على متابعة عملهنّ من دون أي تأخّر، لكنها لم تجد بعد المقاربة الصحيحة للقيام بذلك. التقييم الذي صدر على شكل 250 صفحة، والذي يلخّص نتائج عام من البحث من قبل لجنة مختصّة، توصّل إلى أنّ أزمة كورونا، أدّت إلى تراجع محاولات تعزيز التنوّع الجندري والعرقي في مجال العلوم النظرية.
ولكتابة هذا التقييم، الذي نشر خلاصته موقع "تايمز هاير إيديوكيشن"، استعملت اللجنة داتا من إحصاءات، إضافة إلى تفاصيل أعطتها النساء العاملات في مجال الأبحاث العلمية، اللواتي يواجهن التمييز الجندري في العمل من المكتب كما من المنزل، في فترة الحجر الصحي، إذ بلّغن عن غياب في الطرق السليمة لمساعدتهن على العمل عن بُعد، كما عانين من نتائج سلبية في النشر والتواصل والتوظيف والإرهاق.
وبينما تحاول الجامعات المساعدة، فإنها ربما تزيد الوضع سوءاً في الواقع، بحسب الأكاديميات الوطنية. فمثلاً، يذكر الخبراء أنّ الجامعات تعتقد أنّ الحلّ يكمن في سماحها للعاملات بالعمل من المنزل وتمديد التواريخ النهائية لتسليم المشاريع. بينما ما قد تحتاجه النساء فعلاً، هو تخفيض في حجم المهمات العملية الملقاة على عاتقهن، بسبب المهام الأخرى التي عليهنّ أن يهتممن بها في منازلهنّ.
راقبت اللجنة بشكل مفصّل إجراء تمديد المهل الزمنية لتقديم المشاريع، المعتمد بكثرة في جامعات الولايات المتحدة، خلال فترة الجائحة، وخلُصت إلى أنّ هذا الإجراء ساعد البعض لكنه ترك آخرين يرزحون تحت الفوارق في أعباء العمل من المنزل، ما يضعهم أمام طريق أطول للتقدم المهني بحسب اللجنة. من هنا، يقول الخبراء، إنّ محاولات الجامعات لمساعدة النساء للتعامل مع الجائحة، "تساعد على تعزيز الفوارق الأساسية المبنية على الجندر، والتي تساعد على التقدم المهني، عوضاً أن تكون تعزز المساواة بين الجميع كما هو معلن".
افتتحت رئيسة اللجنة، إيف هيغينبوتام، وهي بروفسورة في طب العيون في جامعة بنسيلفانيا، التقرير بسرد قصتها الشخصية، بعد أن أجبرها "إعصار كاترينا"، على استقبال والديها للعيش في منزلها، وكيف أثّر ذلك على عملها وحياتها. تقول هيغينبوتام: "في تلك الفترة، أجريت أبحاثاً أقل ورفضت المشاركة في عدد من الندوات. قلقت حينها من أن يؤثر ذلك على عملي، وكان خوفي مضاعفاً لكوني امرأة أولاً، وسوداء ثانياً". في المحصلة، الجائحة تعزّز المشاكل البنيوية التي تعاني منها النساء العاملات في المجال العلمي، والتي فشلت الجامعات في حلّها قبل وصول الجائحة.