كورونا في انتخابات سيناء

19 ديسمبر 2020
المراكز الانتخابية شهدت ازدحاماً للمواطنين (إسلام صفوت/ Getty)
+ الخط -

لن ينال المواطن المصري في محافظة شمال سيناء، على الأرجح، شيئاً من نتائج انتخابات مجلس النواب (البرلمان) سوى التعب كما جرت العادة، لتضاف إليه هذه المرة، عدوى كورونا، التي لحقت بعشرات الناخبين، نتيجة الازدحام الذي شهدته مراكز الاقتراع خلال جولة الإعادة بين المرشحين، والتي أجريت في السابع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ما أدخل المنظومة الصحية المتهالكة أساساً في المحافظة، في وضع حرج للغاية. وهكذا، اضطرت مديرية الصحة إلى فتح أقسام جديدة للعزل الصحي، وكذلك تكثيف اللجوء إلى العزل المنزلي للمشتبه بإصابتهم، في ظل تزايد توافد المواطنين إلى المستشفيات لإجراء الفحص اللازم، لتدخل المحافظة في موجة جديدة من الفيروس يتوقع أن تكون أسوأ من سابقاتها وفقاً لمسؤولين في القطاع الصحي.

صحة
التحديثات الحية

وفي التفاصيل، يقول مسؤول طبي في مستشفى العريش العام لـ"العربي الجديد" إنّ "الأسبوع التالي لجولة الإعادة الانتخابية في المحافظة، شهدنا فيه إقبالاً كثيفاً من المواطنين على أقسام الطوارئ والاستقبال، نتيجة ظهور أعراض الفيروس عليهم بشكل واضح، ما دفعنا لعزل عدد منهم إلى حين ظهور نتائج الفحص، خوفاً على حياتهم، لا سيما المسنين من بينهم، وظهور أعراض شديدة عليهم. كذلك، جرى الإيعاز لعشرات من المصابين أو المشتبه بإصابتهم بالحجر المنزلي إلى حين اختفاء الأعراض أو ظهور النتائج في حال تم سحب عينات منهم". يضيف أنّ ما سبق "دفعنا إلى إعلان حالة الطوارئ في المستشفى، وتحويل عدد من الأقسام العادية إلى أقسام عزل طبي، بعد امتلاء القسم المخصص لذلك في المستشفى، وهذا يحدث للمرة الأولى منذ بدء الجائحة، ما يضعنا أمام تحدٍّ كبير يستدعي اهتماماً عالياً بالمنظومة الصحية في سيناء، التي تعاني من ضعف الإمكانات والمستلزمات أساساً".
يوضح المسؤول الطبي - فضل عدم الكشف عن هويته لعدم تخويله بالتصريح- أنّه حتى تاريخ 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وصل عدد الإصابات الفعالة بكورونا في شمال سيناء 179، وهم من تم إجراء فحص مخبري لعينات سحبت منهم، فيما بلغ عدد الوفيات 50، بالإضافة إلى شفاء 859. وما زالت مناطق واسعة من المحافظة خارج نطاق العمل الصحي كمدن وبلدات رفح والشيخ زويد والعريش وبئر العبد، كما تغلب ثقافة رفض الحديث عن الإصابة أو أعراضها، على شرائح واسعة من المواطنين، وهو ما يزيد من عدد الإصابات بشكل متسارع، ما ينذر بكارثة صحية في المحافظة ما لم تتكثف الجهود من الجميع لتدارك الموقف القائم".
وفي سياق متصل، انتشرت دعوات بين الناشطين في المحافظة بضرورة إقالة الدكتور طارق شوكة، مدير مديرية الصحة بشمال سيناء، نظراً إلى وصول الوضع الصحي إلى مرحلة متدهورة، وعدم قدرتها على استيعاب المصابين بالفيروس، لا سيما كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة، واقتصار عمل مستشفى العريش العام على سكان المدينة، وعدم استقبال إصابات من رفح والشيخ زويد وقراهما، في حين أنّ مستشفى الشيخ زويد غير مجهز لاستقبال إصابات كورونا، وبالكاد يتمكن من تلبية الاحتياجات الصحية الأساسية للمواطنين، في ظل عدم توفير إمكانيات له منذ سنوات، في ظل الوضع الأمني السيئ الذي كان يسود المحافظة خلال السنوات الماضية.
يشار إلى أنّ جولة إعادة المرحلة الثانية، وهي رابع جولات انتخابات مجلس النواب 2020 وآخرها، شهدت لقاءات أهلية أكثر من الجولات السابقة، جمعت النواب المشاركين فيها، والمواطنين والقبائل والعائلات على مستوى المحافظة، فيما نظم مرشحا مدينة العريش عزيز مطر وياسر عرابي، وليمتين في اليوم نفسه بعد ظهور النتائج، شارك فيهما آلاف المواطنين من سكان المحافظة. وبالرغم من كلّ التحذيرات التي أطلقت بعدم تنظيم الاجتماعات أو الولائم، بل الالتزام بالتعليمات الصحية بالتباعد الجسدي والكمامة وغيرهما، فإنّ الصور أظهرت إهمالاً لكلّ ذلك، ما جعل الوليمتين بيئة خصبة لانتقال الفيروس، خصوصاً أنّ العشرات من سكان العريش الذين كانوا خارجها للعمل أو غيره جاؤوا إلى المدينة لحضور الانتخابات، كما أنّ الرشاوى المالية التي قدمها المرشحون بقيمة 200 جنيه (13 دولاراً) لكلّ صوت، كانت دافعاً إضافياً لخروج المواطنين إلى الانتخابات بشكل كبير، وتجاهل جائحة كورونا.

 

مشاركة متفاوتة
أعلنت اللجنة العامة المشرفة على انتخابات مجلس النواب في محافظة شمال سيناء أنّ إجمالي عدد الناخبين في الدائرة الأولى في المحافظة، ومقرها قسم أول العريش، بلغ 190.988، شارك منهم 38.389. أما عدد من أدلوا بأصواتهم في الدائرة الثانية، ومقرها قسم الحسنة، فبلغ 34.987، من أصل 82.190، هم إجمالي عدد الناخبين.