كَتبَت إحدى الأمّهات، وتُدعى نهى محمد، على المجموعة التي تضمّ أمهات زملاء وزميلات ابنها في المدرسة على "واتسآب"، أن أستاذ التربية الرياضية في صفّ ابنها أجرى فحص كورونا ليتبيّن أنّه مُصاب بالفيروس. فردّت إحداهن بأنّ الأستاذ نفسه كان قد أوصل ابنتها إليها لتصاب هي والصغيرة بالفيروس، على أن تجري الأمهات الأخريات وأولادهن الفحوصات.
وعبر حسابها على "فيسبوك"، كتبت: "خذوا حذركم وانتبهوا"، باعتبار أن صوتها قد يصل إلى عدد أكبر عبر هذا الموقع. وتَجاوب العديد من الأهالي مع المنشور، وشارك كثيرون قصصاً مشابهة في عدد من مدارس محافظتي القاهرة والجيزة. وفي الوقت الحالي، يحتار الأهالي إذا ما كان عليهم إرسال أبنائهم إلى المدارس أو لا، في ظل إصرار وزير التربية والتعليم طارق شوقي على استمرار الدراسة.
وقبل أيام، سألت المواطنة علا رشيد، عبر حسابها على "فيسبوك": "لمن لديهم أطفال؛ إذا علمتم أن المدرسة التي يذهب إليها أطفالكم ظهر فيها حالات يُشتبه في إصابتها بكورونا، فيما ترفض الإدارة اتخاذ أية إجراءات في انتظار نتائج فحص كورونا، ماذا تفعلون؟". تضيف أن بعض أولياء الأمور لا يكترثون للأمر، فيما يكمل المدرسون شرح الدروس.
وكان شوقي قد أعلن أنه "لا نية لإغلاق المدارس حتى اللحظة"، مؤكداً على استمرار العملية التعليمية، وأنه لن يكون هناك قرار بإغلاق المدارس، كما أن امتحانات منتصف العام الدراسي ستُجرى في موعدها المقرر. أضاف أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان لحماية التلاميذ، لافتاً إلى أنها تنوي استكمال العام الدراسي تحت كل الظروف، ولا نية عندها للإلغاء أو التأجيل، كما يروج البعض.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الوزارة تنوي إجراء امتحانات منتصف العام من خلال أعمال لجان النظام والمراقبة، وليس من خلال الأبحاث التي يسلمها التلاميذ لتقييم مستواهم الأكاديمي كما حدث العام الماضي، على أن يجرى امتحان كل صف على حدة. وتُصحّح الامتحانات كما هو متبع في العادة. أما الأطفال حتى الصف الثالث ابتدائي، فلن يخضعوا لامتحانات، وسيُقيّمون من خلال المدرسين والموجهين في كل إدارة تعليمية.
وخَضع نحو 650 ألف تلميذ وتلميذة لامتحانات الدور الأول لشهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسي 2019 - 2020. وشهدت الصفوف ازدحاماً شديداً بسبب عدم تنظيم عملية دخول وخروج الطلاب من وإلى اللجان المخصصة لأداء الامتحانات، ما أثار حالة من القلق والاستياء لدى أولياء الأمور والمدرّسين والطلاب خشية الإصابة بفيروس كورونا، بحسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات.
تُجرى امتحانات منتصف العام الدراسي في موعدها المقرر
وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يقدّر عدد التلاميذ في المراحل التعليمية في المرحلة التي تسبق الدخول إلى الجامعة بنحو 24.2 مليون تلميذ عام 2018 - 2019 بالمقارنة مع 23.2 مليون تلميذ عام 2017 – 2018، أي بزيادة بلغت نسبتها 4.3 في المائة من إجمالي التلاميذ.
هؤلاء التلاميذ موزعون على 12.1 ألف مدرسة في المرحلة ما قبل الابتدائية التابعة لوزارة التربية والتعليم، و1.2 ألف معهد أزهري، يدرس فيها 1.5 مليون تلميذ ما قبل الابتدائية، أي بنسبة 6.1 في المائة من إجمالي المراحل التعليمية الأخرى. ويقدّر عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية بنحو 13.1 مليون تلميذ، بنسبة 54.2 في المائة من إجمالي المراحل التعليمية الأخرى.
وفي المرحلة الإعدادية، يوجد 12.3 ألف مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم، و3.4 ألف معهد أزهري، يدرس فيها 5.4 مليون تلميذ بنسبة 22.3 في المائة من إجمالي المراحل التعليمية. أما عن تلاميذ المرحلة الثانوية، فيقدر عددهم بـ 2.1 مليون تلميذ بنسبة 8.7 في المائة من إجمالي المراحل التعليمية، منهم 1.8 مليون تلميذ بنسبة 7.8 في المائة في المدارس التابعة لمدارس التربية والتعليم، و354.9 ألف تلميذ بنسبة 20.3 في المائة من إجمالي المراحل التعليمية التابعة للأزهري.
وإلى المدرسين والموظفين، أصدرت وزارة التربية والتعليم، في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بشكل عاجل وفوري، تعميماً يتعلق بتخفيض أعداد العاملين في ديوان الوزارة والجهات التابعة لها، كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا، ويشمل عودة الإجازات الاستثنائية في الوزارة والجهات التابعة لها، على أن يتم تناوب العاملين في ديوان عام الوزارة والجهات التابعة له من خلال الحضور إلى العمل 3 أيام أسبوعياً، على أن يتم تحديد الأيام الثلاثة والالتزام بها، من دون تغييرها إلا لصالح العمل.
وشددت الوزارة على منح الموظف الذي تثبت إصابته بفيروس كورونا أو مخالطته مصاب أو مشتبه بإصابته من خلال نتائج الفحص، إجازة لا تقل عن 14 يوماً، قابلة للتمديد إلى حين ثبوت الشفاء، على أن تكون تلك الإجازات الاستثنائية مدفوعة الأجر.