استمع إلى الملخص
- تلوث الهواء والمخاطر الصحية: يعاني 99% من سكان العالم من تلوث الهواء، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب والسرطان. يُعزى نحو سبعة ملايين وفاة مبكرة سنوياً إلى تلوث الهواء، رغم انخفاض الوفيات المرتبطة بالوقود الأحفوري بنسبة 7%.
- انتشار الأمراض المعدية: يساهم تغير المناخ في تغيير موائل البعوض، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا. ارتفع خطر انتقال العدوى عن طريق البعوض بنسبة 43%، وتساهم العواصف في تكاثر البعوض وزيادة خطر الأمراض المنقولة بالمياه.
يحذّر الخبراء من أن تغير المناخ يشكّل تهديداً كبيراً ومتزايداً على صحة البشر في كل أنحاء العالم مع درجات الحرارة القياسية والظواهر الجوية المتطرفة وتلوث الهواء وانتشار الأمراض المعدية. وهو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية، هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن "تغير المناخ يؤدي إلى إصابتنا بالأمراض والتحرك العاجل هو مسألة حياة أو موت".
كيف يؤثر تغيّر المناخ على الصحة؟
الحر الشديد
أفاد البرنامج الأوروبي لرصد الأرض (كوبرنيكوس) هذا الأسبوع بأنه "من شبه المؤكد" أن يتجاوز عام 2024 السنة الماضية ويصبح العام الأكثر حراً في التاريخ المسجل.
ووفق أحدث تقرير لخبراء "ذي لانست كاونت داون" التي تتبع تأثيرات تغير المناخ. فإنه من بين 15 طريقة يؤثر فيها تغير المناخ على الصحة، وصلت عشر منها الآن إلى "أرقام قياسية مثيرة للقلق"، وأشار التقرير إلى أن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً والذين لقوا حتفهم بسبب الحرّ، ارتفع بنسبة 167% منذ التسعينات، وهو واحد من الأرقام القياسية المسجلة.
ويتسبب الحرّ الشديد بالعديد من المشكلات الصحية مثل اضطرابات الكلى والسكتات الدماغية ونتائج الحمل السلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي وفشل الأعضاء والوفاة في نهاية المطاف. وقالت جيني ميلر مديرة "التحالف العالمي للمناخ والصحة": "أضاء هذا العام على التبعات المتزايدة لارتفاع درجة الحرارة على صحة الناس ورفاههم". وأشارت إلى أن الحرّ الشديد أدى إلى وفاة 700 شخص وأكثر من 40 ألف إصابة بضربات شمس في الهند، فيما تسبّبت الأمطار "التي أصبحت أكثر غزارة بسبب تغير المناخ" بانهيار سد في نيجيريا ما أسفر عن مقتل 320 شخصاً، كما أن 48 من أصل 50 ولاية أميركية "تعاني جفافاً معتدلاً أو شديداً".
في غضون ذلك، تحاول إسبانيا التعافي من أسوأ فيضانات شهدتها خلال جيل، فيما بدأت أجزاء من الولايات المتحدة وكوبا تعود إلى وضعها الطبيعي بعد الأعاصير الأخيرة التي ضربتها. كذلك، يتوقع أن تُلحِق موجات جفاف وفيضانات وظواهر جوية متطرفة أخرى أضراراً بالمحاصيل العالمية ما يؤدي إلى زيادة الجوع في العديد من المناطق.
تلوث الهواء
يتنفس 99% من سكان العالم هواء يتجاوز التوجيهات الإرشادية لمنظمة الصحة العالمية بشأن تلوث الهواء. وتبيّن أن هذا التلوث يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة والسكري وغيرها من المشكلات الصحية، ما يشكل خطراً يمكن مقارنته بتأثير التبغ. كما ويرتبط نحو سبعة ملايين وفاة مبكرة سنوياً بتلوث الهواء، وفق منظمة الصحة العالمية. وخلال الأسبوع الماضي، سجّلت مدينة لاهور، ثاني كبرى المدن في باكستان، تلوثاً للهواء بلغ 40 مرة المستوى الذي تعتبره منظمة الصحة العالمية مقبولاً.
وفي أنباء أفضل، وجد تقرير "لانسيت كاونت داون" أن الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء المرتبط بالوقود الأحفوري انخفضت بنحو 7% من العام 2016 إلى عام 2021، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الجهود المبذولة للحد من التلوث الناجم عن حرق الفحم.
أمراض معدية
يعني تغيّر المناخ كذلك أن البعوض والطيور والثدييات ستخرج من موائلها السابقة، ما يزيد من خطر انتشار أمراض معدية من بينها حمى الضنك والشيكونغونيا وزيكا وفيروس غرب النيل والملاريا التي ينقلها البعوض ويمكن أن تنتشر على نطاق أوسع في عالم يزداد حرّاً.
وارتفع خطر انتقال العدوى عن طريق بعوضة واحدة تنشر حمى الضنك، بنسبة 43% خلال الأعوام الستين الماضية، وفق مجلة "لانسيت كاونت داون". وخلال العام الماضي، سُجِّل رقم قياسي عالمي للإصابات بهذا الفيروس بلغ أكثر من خمسة ملايين إصابة. كذلك، تترك العواصف والفيضانات مياهاً راكدة تشكّل أرضاً خصبة لتكاثر البعوض، وتزيد أيضاً من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والتيفوئيد والإسهال.
(فرانس برس)