الصحة العالمية: لا تأثير لـ"الهدنة التكتيكية الإسرائيلية" على المساعدات الإنسانية في غزة
استمع إلى الملخص
- المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى غزة كانت قليلة جدًا بسبب غياب الأمن، مع دخول الوقود بكميات محدودة، الأمر الذي يؤثر على الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والمخابز.
- الحرب في غزة تتواصل لليوم الـ259، مخلفةً دمارًا هائلاً ووضعًا إنسانيًا كارثيًا، مع تحذيرات من الأمم المتحدة بشأن احتمال وقوع مجاعة في ظل استمرار القصف والحصار.
لم يكن لـ "الهدنة التكتيكية" اليومية التي أعلنتها إسرائيل في جنوب قطاع غزة أي تأثير على وصول المساعدات الإنسانية، وفقاً لما أكده مسؤول الأراضي الفلسطينية المحتلة في منظمة الصحة العالمية، ريتشارد بيببركورن.
وقال بيببركورن خلال مؤتمر صحافي روتيني للأمم المتحدة في جنيف، الجمعة: "نحن الأمم المتحدة بإمكاننا القول إننا لم نلاحظ أي تأثير على وصول المساعدات الإنسانية منذ هذا الإعلان أحادي الجانب عن هذه الهدنة الفنية". وأضاف: "هذا هو التقييم العام".
المساعدات قليلة رغم الهدنة التكتيكية
من جانبه، أفاد الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق حالات الطوارئ، ينس لايركه، بأن "المساعدات الإنسانية كانت قليلة جدا". وشدد على أن العاملين في المجال الإنساني "ليس بإمكانهم التوجه إلى معبر كرم أبو سالم (لمرور البضائع مع إسرائيل) وتسلم المساعدة الإنسانية بأمان تام بسبب غياب الأمن"، لكنه أشار إلى أن الوقود دخل بكميات محدودة. والوقود حيوي لإنتاج الكهرباء الضرورية للمستشفيات والمخابز خصوصا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي الهدنة التكتيكية يوميا لساعات محددة، على طريق رئيسي في شرق رفح إلا أن ناطقا باسم الأمم المتحدة قال بعد أيام على ذلك: "إن ذلك لم ينعكس بعد على وصول المساعدات بكميات أكبر إلى الناس التي تحتاج إليها".
وقال الجيش في بيان إنّ "هدنة تكتيكية محلية في النشاطات العسكرية لأهداف إنسانية ستطبق من الساعة 8,00 إلى الساعة 19,00 كل يوم وحتّى إشعار آخر"، انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالا. وأضاف أنّه تمّ اتخاذ هذا القرار في سياق الجهود "لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة" إثر محادثات مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.
وتتواصل حرب غزة لليوم الـ259 على التوالي، وسط قصف عنيف لقوات الاحتلال الإسرائيلي يخلّف مئات الشهداء والجرحى يومياً، فضلاً عن تدمير كل ما بقي من مقومات الحياة من مبانٍ ومدارس ومراكز صحية، في ظل وضع إنساني كارثي مع تحذيرات متكررة للأمم المتحدة من احتمال وقوع مجاعة.
وتعتبر أي منطقة في حالة مجاعة في حال ظهور ثلاثة شواهد: أن تكون 20% من الأسر تعاني من نقص شديد في الغذاء أو تعاني من الجوع بشكل أساسي، وأن يعاني ما لا يقل عن 30% من الأطفال من سوء تغذية حاد أو من هزال، ما يعني أنهم يعانون نحافة زائدة بالنسبة لطولهم، وأن يموت شخصان بالغان أو أربعة أطفال يوميا من كل عشرة آلاف شخص بسبب الجوع ومضاعفاته، وذلك وفق تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي، الصادر عن "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، وهي مجموعة من وكالات الأمم المتحدة والحكومات وهيئات أخرى حذرت في مارس/آذار من أن المجاعة وشيكة في شمال غزة.
(فرانس برس، العربي الجديد)