لبنانيون لجؤوا إلى فرنسا هرباً من الحرب: "هدير الطائرات لا يزال في آذاننا"

26 أكتوبر 2024
متظاهر يحمل لافتة "بيروت هنا" بمظاهرة داعمة للبنان وفلسطين بباريس، 25 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الهروب من الحرب والبحث عن الأمان: وصل العديد من اللبنانيين إلى فرنسا هرباً من الحرب الإسرائيلية، مثل جمانة سليمان حيدر وزوجها جهاد، الذين يعانون من صدمة نفسية وصعوبة التأقلم مع الحياة الجديدة في باريس.

- التأقلم مع الحياة الجديدة والصدمة النفسية: كريستيل كبول، التي تعيش في باريس لمتابعة دراستها، تعاني من صدمة نفسية بسبب الغارات الإسرائيلية السابقة، وتشعر بالذنب لتركها لبنان.

- التحديات في الحصول على التأشيرات والعودة إلى فرنسا: يواجه اللبنانيون صعوبات في إحضار أقاربهم بسبب بطء إجراءات التأشيرات، رغم التزام فرنسا بدعم لبنان وعودة ثلاثة آلاف مواطن فرنسي.

وصل لبنانيون مؤخراً، إلى فرنسا هرباً من نيران الحرب الإسرائيلية المستعرة في بلادهم، غير أن أصوات طائرات الاحتلال ما زالت في آذانهم، وكوابيس صور أطفال يموتون وتفجيرات تلاحقهم.

اللبنانية جمانة سليمان حيدر واحدة من بين الواصلين إلى فرنسا، قالت لوكالة فرانس برس: "ما زلت أسمع هدير الطائرات الإسرائيلية مخترقة جدار الصوت" وأُعاني "رهاباً". قصدت هذه المرأة باريس في 2 أكتوبر/تشرين الأول مع زوجها جهاد، بعد عشرة أيام على بدء الجيش الإسرائيلي حملة غارات جوية مكثفة في لبنان. وكان الزوجان يرغبان في زيارة أبنائهما في فرنسا والبقاء بضعة أيام، لكنهما مدّدا فترة إقامتهما.

وصرح جهاد (64 عاماً) بحزن: "لم نعد قادرَين على المكوث هناك، ولا الذهاب إلى العمل ولا البقاء في المنزل". وأضاف جالساً في شقة تعود لأبنائه في بولوني في إحدى ضواحي باريس "كنا نسمع القصف طوال الوقت، في شكل شبه يومي". كان الزوجان يسكنان في منطقة الزلقا شمال بيروت، حيث أصبح العيش بسلام مستحيلاً. وتابع جهاد "لا يمكن الاعتياد على الحرب. عندما تسمع زوجتي هدير طائرة تختبئ في الحمام".

لبنانيون: الصدمة لا تغادرنا

وعلى غرار هذا الثنائي، ما زالت آثار الحرب تلاحق كريستيل كبول التي وصلت إلى باريس منذ 13 أكتوبر/ تشرين الأول لمتابعة دراستها الجامعية. وقالت بصوت مرتجف "في فرنسا، أشعر بالصدمة من أصوات المدينة، وقد أرتجف لدى سماع صوت مترو أو غلق أبواب". وأضافت "لم أتمكن من النوم في لبنان. وحالياً تراودني كوابيس وتلاحقني صور أطفال يموتون وتفجيرات، وأعاني الأرق".

وكانت الشابة البالغة 29 عاماً تقطن على بعد بضعة كيلومترات فقط من مكان الغارات الإسرائيلية التي أدت إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر/ أيلول. وقالت كريستيل "سمعت سلسلة تفجيرات كأنها زلزال". وأضافت "احتميت تحت مكتبي" معترفة بشعورها "بالخوف" و"العجز". وأكدت الشابة أنها ترددت كثيراً قبل اتخاذ قرارها العودة إلى باريس، وأن الشعور بـ"الذنب" ينتابها لمغادرة بلدها خصوصاً أنها منضوية في جمعية تقدم الدعم للنازحين اللبنانيين في بيروت.

عن الأمان المفقود

وكريستيل والزوجان حيدر من بين لبنانيين قلائل تمكنوا من المجيء إلى فرنسا لأنهم كانوا يتابعون دراستهم هناك أو لحصولهم على تأشيرة دخول قبل اشتداد حدة الحرب.

ومنتصف أكتوبر/تشرين الأول، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن نحو ثلاثة آلاف مواطن فرنسي "عادوا إلى فرنسا" بسبب الحرب. وفي حين أكدت فرنسا مرة أخرى على لسان بارو الأربعاء أنها "لن تتخلى عن لبنان"، وأن الخارجية الفرنسية تقوم بمساع لم تنجح في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، أعرب لبنانيون التقتهم "فرانس برس" عن استيائهم لعدم تمكن أقاربهم من الحصول على تأشيرات.

وتقيم يارا غربية في بربينيان منذ عام، وتحاول منذ أكثر من شهر إحضار والدتها وشقيقتها الصغيرة إلى فرنسا لكنها لم تنجح. ولاحظت وكالة "فرانس برس" أن موقع "تي إل إس كونتاكت" TLScontact، الجهة الوحيدة المخولة إصدار تأشيرات فرنسية للبنانيين، يعمل ببطء.

وقالت يارا "كنا نظن أن فرنسا بجانبنا". واضطرت عائلة الشابة إلى الفرار من النبطية في جنوب لبنان بسبب القصف الإسرائيلي وتعاني "صدمة".

ورداً على سؤال لوكالة "فرانس برس"، أفادت وزارة الخارجية الفرنسية بأن موظفي القنصلية في بيروت "وضعوا على أهبة الاستعداد" لمساعدة الرعايا الفرنسيين، لافتة إلى أن خدمة التأشيرات "تركز على الأولويات حالياً". وتحدثت عن إجراء "مؤقت" بدون ذكر مزيد من التفاصيل.

يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على لبنان لليوم الـ32 على التوالي، وسط استمرار القصف المكثف على الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب، في وقت أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنه خلال الـ24 ساعة الماضية، سُجِّل 41 شهيداً و133 جريحاً ليرتفع العدد الإجمالي منذ بدء العدوان إلى 2634 شهيداً و12252 جريحاً، فيما وصل العدد الإجمالي للنازحين المسجلين إلى 190975 نازحاً في مراكز الإيواء المعتمدة أي 43712 عائلة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

 

المساهمون