أنقذت دورية من سلاح البحرية في الجيش اللبناني اليوم الثلاثاء 54 شخصاً كانوا على متن مركب تعرّض للغرق مقابل شاطئ العريضة شمالي لبنان أثناء استخدامه لتهريب مهاجرين سرّيين، ممن يتجهون عادة نحو الشواطئ الأوروبية.
وقالت قيادة الجيش في بيانٍ: "لدى توافر معلومات عن تعرّض مركب للغرق مقابل شاطئ العريضة أثناء استخدامه لتهريب أشخاص بطريقة غير شرعية، أنقذت دورية من القوات البحرية في الجيش 54 شخصاً، بينهم نساء وأطفال جميعهم من الجنسية السورية، كانوا على متنه، وأسعفتهم بمساعدة فريق من الصليب الأحمر اللبناني".
واعتبرت هذه العملية الثالثة لتهريب مهاجرين سرّيين عبر شاطئ لبنان الشمالي في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إذ أنقذت دورية من القوات البحرية في الجيش 51 شخصاً كانوا على متن مركب تعرّض للغرق مقابل شاطئ طرابلس في 17 ديسمبر. وقال الجيش اللبناني حينها إن 49 سورياً وفلسطينيين كانوا في المركب، وأنه أسعفهم بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني.
ومطلع ديسمبر، أحبطت دورية من القوات البحرية في الجيش اللبناني عملية تهريب 110 أشخاص، من بينهم لبنانيان و108 سوريين على متن مركب قبالة شاطئ طرابلس.
وتنشط ظاهرة الهجرة السرّية في لبنان الذي يعاني مواطنوه من أزمة اقتصادية حادّة وانهيار نقدي نسف القدرة الشرائية لديهم، وأيضاً من تآكل قيمة الرواتب والأجور بالليرة اللبنانية، وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة.
لبنان محطة أساسية للهجرة السرّية
ويعدّ شمالي لبنان محطة أساسية للهجرة السرّية بحراً نحو دول أوروبية، لا سيما اليونان وقبرص وإيطاليا، وسبق أن سجلت مآسٍ لمئات الأشخاص الذين لقوا حتفهم على طريق الهجرة عبر ما يُسمى بـ"قوارب الموت".
ويعيش لبنان حالة غير مستقرة سياسياً في ظلّ الشغور في موقع رئاسة الجمهورية المستمرّ منذ أكثر من سنة، وتولي حكومة غير مكتملة الصلاحيات مسؤولية إدارة البلاد، وعجز البرلمان عن التشريع ربطاً بالفراغ الرئاسي إلا بحالات استثنائية فقط وللضرورة القصوى.
كذلك، يعيش لبنان حالة غير مستقرة أمنياً منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في ظلّ المناوشات النارية القائمة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي والتي انطلقت غداة عملية "طوفان الأقصى" في غزة.
وترتفع الخشية من توّسع رقعة المواجهات لتطاول كل الأراضي اللبنانية، ما يتسبب في انعكاسات مدمّرة على البلاد والشعب اللبناني.