لبنان: الأشخاص المعوَّقون يطالبون بالمشاركة في الانتخابات بكرامة

30 مارس 2022
يطالبون بالحد الأدنى من حقوقهم (حسين بيضون)
+ الخط -

تلبية لدعوة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوَّقين حركياً لاعتصام مطلبي أمام السراي الحكومي في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم، تحت عنوان "نحو عملية اقتراع دامجة تحترم التنوع"، شارك عدد من الأشخاص المعوَّقين، مطالبين الحكومة باحترام حقهم بالتصويت وتنفيذ القانون 2000/220 الذي يلزم كلّ الوزارات المعنية بتجهيز جميع مراكز الاقتراع وفقاً للحدّ الأدنى من المعايير الدامجة.

وهتف المتظاهرون: "من الأرضي بيطلع صوتي" أمام الوزارات المختصة للتنسيق فيما بينها لتجهيز الطوابق الأرضية في المدارس الرسمية، تسهيلاً لعملية الاقتراع من دون التعرض للإذلال عبر حملهم إلى الطوابق العليا لممارسة حقهم في الانتخاب.

وتقول رئيسة الاتحاد سيلفانا اللقيس لـ "العربي الجديد": "مطالبنا اليوم الانتخاب بكرامة واستقلالية. فالناخب اليوم لا يستطيع الوصول إلى صناديق الاقتراع من دون مساعدة، وخصوصاً الموجودة في الطوابق العليا، ما سيؤثر بقراره الانتخابي. لهذا، قمنا بتقديم اقتراح بتجهيز المدارس الرسمية في لبنان. هناك 40 في المائة من المدارس تتضمن طوابق أرضية يمكن استخدامها لتسهيل عملية الاقتراع. كما نطالب بحق الأشخاص المعوقين بصرياً وذهنياً باحترام حقهم واستقلاليتهم باختيار مساعد لهم للدخول معهم إلى غرفة الاقتراع والتصويت". 

يعاني الأشخاص المعوقين من الإهمال في لبنان (حسين بيضون)
هل يُقرّ القانون؟ (حسين بيضون)

تتابع اللقيس: "بالنسبة إلى من لديهم مشكلة في النطق والسمع، من حقهم الوصول للمعلومات من خلال لغة الإشارة ونصوص واضحة تمكنهم من ممارسة حقهم في الانتخاب باستقلالية من دون أي تدخل. نأسف اليوم بأن جميع الحقوق يتم تجاهلها منذ سنوات طويلة. وفي كل مرة، نقوم بتحركات واعتصامات لكن لا أحد يستجيب لمطالبنا. لكن سيأتي اليوم الذي سنأخذ فيه حقنا، فنحن نشكل قوة داخلية، فعددنا 15 في المائة من السكان".

قضايا وناس
التحديثات الحية

من جهته، يطالب عماد الدين رائف، الناشط في حملة "حقي" (الحملة الوطنية لإقرار الحقوق السياسية للأشخاص المعوقين ضمن الاتحاد) بالحد الأدنى من المعايير الدامجة واستخدام الطابق الأرضي". يضيف: "عملياً، وخلال السنوات الـ 22 الماضية وحتى اليوم، لم يُطبّق القانون 2000/220 الذي يطالب ببيئة هندسية دامجة وتجهيز الطوابق الأرضية في مراكز الاقتراع لتسهيل عملية الوصول إلى مركز الاقتراع". ويرى أن "تجاهل حقوق المعوقين تمييز ضد الأشخاص المعوَّقين، ويُترجَم بعدم وجود بيئة هندسية دامجة. عدم إزالة العوائق أمام الشخص المعوَّق هو تمييز لحقوق 15 في المائة من السكان اللبنانيين. فكل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2013 لم تنفذ أي بند من بنود القانون".

وعن ترشح الأشخاص المعوقين، يقول رائف: "رحلة المعوق في ترشيح نفسه للانتخابات أصعب من رحلة الناخب، بدءاً من تقديم الطلب. حتى البيئة المحيطة لا ترحب بالترشيح ولا تدعمه ولا تحترم احتياجاته، ولكننا كحملة "حقي" ندعمهم في كل الظروف".

يطالبون بالحد الأدنى من حقوقهم (حسين بيضون)
يعاني الأشخاص المعوَّقون من الإهمال في لبنان (حسين بيضون)

أما صفاء سكرية، وهي من ضمن حملة اتحاد المقعدين، فتقول: "خلال السنوات الماضية، كانت عملية الانتخاب صعبة جداً ضمن الأقلام التي ننتخب فيها، فهي عادة تكون في الطوابق العليا، ومعظمنا لا يقوم بالاقتراع لتجنب الذل والأذى الذي نتعرض له".

من جهتها، تقول نور جمول، وهي ناشطة اجتماعية مستقلة، لـ "العربي الجديد": "لا توجد بيئة مؤهلة للأشخاص المعوقين في الكثير من المجالات. درست علم النفس والمحاسبة وما من فرص عمل لأنني من الأشخاص المعوَّقين. اليوم، شاركت في هذا الاعتصام لأطالب بحقي في الانتخاب والعيش بكرامة".

قضايا وناس
التحديثات الحية

بدوره، يقول محمد الحارس، وهو ناشط اجتماعي حقوقي: "كل ما استطعنا الحصول عليه من عام 2000 حتى الآن، هو موقف سيارة في العديد من الأماكن. أما الطبابة والتعليم والتوظيف، فهي حبر على ورق".

وبحسب بيان صادر عن الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوَّقين حركياً بتاريخ 30 مارس/ آذار 2022، يطالب "بسهولة وصول الناخب المعوَّق إلى مركز الاقتراع باستقلالية وكرامة، وأن تكون أقلام الاقتراع على الطوابق الأرضية، وأن تُشغَّل المصاعد حيث هي موجودة، وأن تُنشأ أقلام اقتراع في ملاعب المراكز وباحاتها، حيث لا توجد غرف في الطوابق الأرضية".

المساهمون