مرَّ نحو أسبوعَيْن على غرق زورق المهاجرين قبالة سواحل طرابلس شمال لبنان ولا تزال أعمال البحث عن المفقودين مستمرّة، في وقتٍ تعجز الأجهزة المعنية عن تعويم المركب القابع تحت المياه على عمق حوالي 400 متر لعدم توفر الإمكانات اللازمة لدى السلطات اللبنانية لإتمام العملية.
ويُقدَّر عدد المفقودين الذين يرجح أن يكونوا عالقين في الجزء السفلي من المركب بحوالي ثلاثين شخصاً، علماً أنه لا أرقام رسمية حول عدد الركاب الذين كانوا على متن الزورق عند غرقه، وسط تضارب الأعداد بين 60 و80 شخصاً، فيما تم إنقاذ 45 شخصاً وانتشال 6 جثث.
وقال مسؤول عسكري في مخابرات الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه القضية أولوية لدى القيادة وهي تجري التحقيقات اللازمة لمحاسبة المسؤولين والمرتكبين ولن تستثني أحداً من التحقيق بمن فيهم الضابط الذي ذكره بعض الأهالي والناجون في رواياتهم متهمين إياه بأنه أغرق الزورق بارتطامه به قصداً مرتين وتوجه لهم بالشتائم وسيتم الاستماع إليه وكذلك إلى العسكريين الذين كانوا معه على متن الخافرة، بالإضافة إلى مالكي المركب.
هذه القضية أولوية لدى القيادة وهي تجري التحقيقات اللازمة لمحاسبة المسؤولين والمرتكبين ولن تستثني أحداً
وأشار المسؤول العسكري، إلى أن عدد الركاب الذين كانوا على متن الزورق يتخطى الثمانين شخصاً هم من جنسيات مختلفة وغالبيتهم لبنانيون، وتم الاستماع إلى قبطان المركب وهو سوري الجنسية وقد تُرِكَ رهن التحقيق وسيُستَمَع تباعاً إلى الناجين كشهودٍ.
وتواصل مديرية المخابرات وبناءً على إشارة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي تحقيقاتها، وتمت معاينة مكان الحادثة من قبله مع فريق من الضباط المحققين، بحسب ما أشار بيان سابق لقيادة الجيش اللبناني.
وكان مجلس الوزراء كلّف قيادة الجيش بإجراء تحقيق شفاف حول ظروف وملابسات حادثة غرق زورق المهاجرين، وذلك تحت إشراف القضاء المختص وطلب تكثيف جهود البحث عن المفقودين بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية – اليونيفيل.
في هذا الإطار، استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، اليوم الخميس، وفداً من أهالي ضحايا المركب بحضور مدير المخابرات ورئيس فرع مخابرات الشمال وقائد القوات البحرية.
استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون وفداً من أهالي ضحايا المركب الذي غرق قبالة طرابلس بينهم عدد من الناجين، بحضور مدير المخابرات ورئيس فرع مخابرات الشمال وقائد القوات البحرية.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmyhttps://t.co/BN2YAHYyiQ
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) May 5, 2022
وقال بيان صادر عن قيادة الجيش، إنّ أعضاء الوفد عرضوا مصابهم بفقدان ذويهم، مشيرين إلى أن سوء الأحوال الاقتصادية تدفع إلى خيار الهروب بحراً، وقد ناشد الأهالي الاستمرار بأعمال البحث للعثور على باقي الأشخاص المفقودين.
وأكد العماد عون أن "هذه الفاجعة أصابت الجميع والضحايا هم أبناء الوطن أي أبناء المؤسسة العسكرية"، مشدداً على أن "التحقيق سلك مساره القانوني منذ اللحظة الأولى للحادثة الأليمة وسيُستكمل بكل شفافية وحياد".
ولفت إلى أن "العلاقة بين الجيش وأبناء طرابلس متينة ولا يمكن لأي كان أن يشوّهها لأي أهداف"، داعياً أهالي الضحايا إلى "عدم السماح باستغلال هذه القضية"، مؤكداً لهم أن الجيش مستمرّ بأعمال البحث وأن القيادة تواصلت مع الدول الصديقة التي تمتلك القدرات الخاصة بانتشال المركب وأرسلت لها كل المعلومات والمستندات اللازمة وقد أبدت اهتمامها بهذه القضية الإنسانية، على أمل أن تتجاوبَ سريعاً، بحسب عون.