لبنان: توقيف أستاذين وآخرين بتهمة تحرش بقاصرات

بيروت

سارة مطر

avata
سارة مطر
24 مايو 2024
قضية تحرش في مدرسة تهز الشارع اللبناني
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في حادثة بلبنان، تم توقيف مدير مدرسة واثنين آخرين بتهمة التحرش بقاصرات، مع فتح القضية بطلب من وزير التربية والتعليم وكشف تحقيق أداري عن أدلة التحرش.
- ردود فعل متباينة شهدتها الحادثة، بين تضامن مع المدرسة وإدارتها من قبل بعض أهالي الطلاب، وتأكيدات على أهمية متابعة الملفات المتعلقة بحماية الأطفال من جمعيات حقوقية.
- استياء واسع على مواقع التواصل الاجتماعي مع مطالبات بسن قوانين رادعة لمكافحة التحرش والاغتصاب، وتأكيد على أهمية الشفافية وحماية القاصرات خلال التحقيقات.

تتكرّر حوادث التحرش والاغتصاب في لبنان، وبرزت معلومات حول توقيف مدير مدرسة وأستاذ رياضة وموظف أمن، بتهمة تحرش بقاصرات في إحدى المدارس في بلدة كفرشيما (جبل لبنان). وأشارت إلى محاولة توقيف أستاذ رابع سبق أن طُرد من المدرسة للأسباب نفسها.

وبحسب المعطيات المتداولة، حصلت التوقيفات بعد إشارة من القاضية نازك الخطيب، ويجرى العمل على توقيف أستاذ سبق أن طُرد من المدرسة للأسباب نفسها. وكشفت المعطيات ذاتها أنّ الملف فُتح بطلب من وزير التربية والتعليم العالي في لبنان عباس الحلبي، بعد إجراء تحقيق إداري في الوزارة أثبت فعل التحرش بالصور والتسجيلات. وغرّد البعض قائلاً إنّ "مدير المدرسة بريء وهو من فتح التحقيق". ويتحدث البعض عن "توقيف مدير المدرسة لتستّره على جريمة تحرش أستاذَي الرياضة والرياضيات والحاجب بعدد من الطلاب".
وكشفت مصادر في وزارة التربية اللبنانية لـ"العربي الجديد" أنّ "المدرسة المذكورة هي مدرسة خاصة، وقد تحركت الوزارة على الفور، وأصبحت القضية في عهدة القضاء".


وفي متابعة لـ"العربي الجديد"، تبيّن أنّها مدرسة "ليسيه إيمانويل"، وبادر المسؤولون عن صفحتها على فيسبوك إلى نشر صورة المدير مرفقة بعبارة "شرف التربية"، ونشر بثّ مباشر لتجمّع أهالي التلامذة في ملعب المدرسة صباح اليوم (الجمعة)، تضامناً مع المدرسة وإدارتها. فجاءت إفاداتهم لتوضح أنّ أولادهم "لم يتعرضوا لأي تحرش، وهي حملة تشويه وكذب واحتيال وافتراءات بحق المدرسة ومديرها. قد يكون أحد الأساتذة تجاوز حدوده، بتسجيل صوتي، لا أكثر ولا أقل، لكن الإعلام ضخّم الأمور ونحن نتشرف بوجود أبنائنا وبناتنا في هذه المدرسة، ونؤمّن عليهم أكثر من منزلنا. إنّها مدرسة العائلة، ومدير المدرسة أب لثلاث فتيات، فكيف سيعيّن متحرّشين؟". كما نُشرت إفادة لتلميذة اعتبرت فيها أنّ المدير هو "بمثابة والدها الثاني، وأنها تتابع دراستها في المدرسة منذ 15 سنة، ولم تتعرض لأي انتهاك".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

وكانت المدرسة قد نشرت عبر الصفحة ذاتها رسالة مفتوحة إلى الأهالي، جاء فيها: "هكذا هو بلدنا، سرعان ما تستعر فيه الأخبار الكاذبة بغرض الكسب لا بغرض الحقيقة. واحتراماً للحق والرأي العام والشفافية، نوضح أنّ الأستاذ السابق مطرود من المدرسة منذ نحو شهرين، وكذلك عامل الحراسة. كما أنّ المدير ليس متّهماً، بل في حالة تحقيق ليس إلّا للإدلاء بشهادته. وأيّ كلام غير ذلك هو افتراء وكذب، ولينتظر الجميع الكلمة الفصل وهي للقضاء. يكفينا محاكمات عبثية وكيدية من بعض الأقلام المأجورة".

وفي اتصال مع "العربي الجديد"، أوضحت رئيسة جمعية الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان أميرة سكّر أن "التحقيق لم ينتهِ، ونحن نتابع القضية. كما نشدّ على أيدي المسؤولين في الوزارات والنيابات العامة وقضاة الأحداث وقوى الأمن ومندوبي الأحداث والمعنيين، لناحية المتابعة الحثيثة للملفات الشائكة المتعلقة بالأحداث، حماية لأطفالنا وجيل المستقبل".

ولفت رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان (CLDH) وديع الأسمر إلى أنّ "التوقيفات بهذه التهمة بادرة إيجابية، ونأمل أن يتحلّى التحقيق بالشفافية والاستقلالية. كما نشدّد على ألا يُحقَّق مع القاصرات من دون وجود محامين ومندوبي أحداث. ومن المهم عرض القاصرات على طبيب نفسي ومتابعتهنّ نفسيّاً. كما تقع على الأهل والمعنيّين برعاية القصّر والأطفال مراقبتهم بشكل دائم، للتأكد من عدم تعرضهم للتحرش والاعتداءات".

أثارت الحادثة استياءً عارماً لدى روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا في ارتفاع وتيرة التحرش والاغتصاب "مؤشّراً خطراً ينذر بتنامي حالة القلق وهاجس الخوف من التفلّت الأمني، ويؤكد سيطرة ثقافة الإفلات من العقاب، حيث يرتكب المعتدون جرائمهم وهم ملء الثقة بانعدام أطر المحاسبة والملاحقة". وناشدوا "الإسراع بسنّ قوانين رادعة تضع حدّاً للانتهاكات المتواصلة بحق أبنائنا وبناتنا. فلا يجوز أن نستفيق كل يوم على فضيحة جديدة تهدّد مجتمعنا وأمننا". وسأل البعض: "هل يُعقل أنّنا وصلنا إلى هذا الدرك من الانحدار الأخلاقي؟ حتى المدارس لم تعد آمنة ولا أولئك الذين من المفترض أن يكونوا رسلًا للتربية والقيم والأخلاق".


وكان الرأي العام اللبناني قد انشغل مطلع هذا الشهر بفضيحة "عصابة تيك توك" التي أثارت صدمة، بعدما تبيّن أنّ من بين المتورطين شخصيات مشهورة عملت على استدراج الأطفال وتخديرهم واغتصابهم وابتزازهم. وتشهد البلاد خلال السنوات الأخيرة سلسلة جرائم مروّعة من التعديات على الأطفال والقصّر والنساء، والتي امتدّت لتطاول حتى التلامذة في مدارسهم وعلى يد أساتذتهم. فقد اعتدى مؤخراً أحد المدرّسين على قاصر، وسُجّل تعرض فتاة قاصر من الأشخاص ذوي الإعاقة لاعتداء جنسي. ولم ينسَ اللبنانيون دعاوى التحرش، أواخر العام الماضي، بحق أستاذ ومُدرّب كرة قدم أوهم قاصرين بالنجومية.

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.