عقدت المحكمة الإسرائيلية المركزية في حيفا، اليوم الإثنين، جلسة مغلقة خاصة بملفّ ثلاثة شبان من بين معتقلي "هبّة الكرامة" التي قامت في مايو/ أيار 2021، هم أيمن زلفي (27 عاماً) وراني فيران (28 عاماً) وهيثم عوض (32 عاماً) من مدينة عكّا. أمّا التهمة الموجّهة إليهم من قبل النيابة العامة الإسرائيلية فهي المشاركة في اعتداء جماعي على إسرائيلي يهودي في عكّا.
ويُعَدّ ملفّ شبّان عكّا المعتقلين من بين الأصعب والأخطر على لوائح الاتّهام في حقّ معتقلي هبّة الكرامة. وكانت النيابة العامة الإسرائيلية قد قدّمت لوائح اتّهام في حقّ شبّان من عكّا اعتُقلوا على خلفية هبّة الكرامة، فحُكم على عدد منهم بالحبس وبغرامات، في حين تستمرّ محاكمة آخرين.
وثمّة سبعة معتقلين بتهمة الاعتداء الجماعي "لينش" على إسرائيلي يهودي في مايو 2021، في خلال تحرّكات هبّة الكرامة. وما زالت الاستخبارات الإسرائيلية تعتقل حتى هذا اليوم مشتبها فيهم على أساس هذا الملف، ومن المتوقّع أن تُسجَّل اعتقالات جديدة، بحسب ما أفادت المحامية أفنان خليفة التي تترافع عن أيمن زلفة.
وقالت خليفة لـ"العربي الجديد"، إنّ موكّلها ينكر كلّ التهم الموجّهة ضدّه، متوقّعة أنّ "تكون المحاكمة طويلة جداً". أضافت أنّ "المعتقلين الثلاثة اعترفوا بجزء من لوائح الاتهام بسبب الضغوطات التي سُجّلت في خلال تحقيقات الاستخبارات". ورأت خليفة أنّ "ثمّة تضخيماً في لوائح الاتّهام ضدّ معتقلي هبّة الكرامة في عكا، بالإضافة إلى أنّ كلّ التهم أتت في خانة الإرهاب والهدف من ذلك إصدار أحكام مشدّدة ضدّهم".
وفي حديث إلى الصحافيين الذين كانوا يُتابعون أخبار الجلسة وقد مُنعوا من حضورها، قالت والدة أيمن زلفة إنّ ابنها معتقل منذ الأول من أغسطس/ آب 2022، مشيرة إلى معاناتهم بسبب جلسات المحاكمة وزيارات السجن. وشدّدت على أنّ "هذا صعب جداً علينا". أضافت أنّ لا أحد يقف إلى جانب العائلات، ولا حتى مسؤول، مؤكدة "لم يقصدنا أحد في منزلنا لمنحنا دعماً معنوياً". وتابعت الوالدة أنّ هذه المرّة الأولى التي يُعتقل فيها ابنها، وهذا صعب عليها وعلى أشقّائه.
من جهته، أفاد المحامي فهد الحاج الذي يترافع عن هيثم عوض "العربي الجديد" بأنّ "لائحة الاتّهام الخاصة بموكّله هي المشاركة في الاعتداء الجماعي على إسرائيلي يهودي بتاريخ 12 مايو 2021، بالإضافة إلى إلقاء حجارة على رجال شرطة وعلى مركز للشرطة"، موضحاً بالتالي أنّ "ثمّة لائحة اتّهام خطرة في حقّه".
وأضاف الحاج أنّ "جلسة اليوم كانت جيّدة بالنسبة إلينا. وقد قدّمنا أنّ هيثم لم يكن في موقع الحادثة. كذلك ثمّة مشتبه فيهم شاركوا في الاعتداء الجماعي ولم تُقدَّم في حقّهم لوائح اتّهام".
في سياق متصل، قال المحامي بدر اغبارية، الذي يترافع عن راني فيران، للصحافيين، إنّ محقّقَين كانا قد استجوبا فيران قدّما اليوم شهادتَيهما في المحكمة، كذلك الأمر بالنسبة إلى محقّق ثالث استجوب أيمن زلفي. أضاف أنّه بالنسبة إليهم كمحامين، فإنّ الاعترافات أُخذت بطرق غير قانونية، لذا طالبوا المحكمة بعدم الأخذ بها. وألفت اغبارية إلى أنّ التحقيقات جرت لدى الاستخبارات، والجميع يعلم أنّها قاسية، لذا شدّد على طلب عدم اعتمادها.
أمّا بخصوص لائحة الاتهام، فشرح اغبارية أنّ فيران متّهم بالمشاركة في الاعتداء الجماعي على إسرائيلي يهودي، ومتّهم بحرق مطعم وبالتظاهر وبرمي حجارة. وشدّد على أنّهم ينفون كلّ التهم الموجّهة إلى فيران الذي اعتُقل لدى القوات الأمنية لمدّة أربعة أشهر، وهو حالياً مُبعد عن عكّا ويخضع لاعتقال منزلي في مدينة أم الفحم.
وعن تعامل الاستخبارات مع ملفات معتقلي هبّة الكرامة التي تعدّها السلطات الإسرائيلية ملفات أمنية، أوضح اغبارية أنّ الشرطة تعتمد في الأساس على تحقيقات الاستخبارات، ولا صلاحية لمحقّقي الشرطة في هذه الملفات إذ هم يُوَجَّهون من قبل الاستخبارات.