ليبيا: أضرار المدارس تؤخر انطلاق العام الدراسي

13 أكتوبر 2024
لم تكتمل مشاريع عدة لصيانة مدارس في ليبيا (ندى حارب/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه ليبيا تحديات كبيرة في بدء العام الدراسي بسبب عدم اكتمال صيانة المدارس، خاصة في شرق وجنوب البلاد، مما أدى إلى تأجيل الدراسة في عدة بلديات مثل البيضاء وأجدابيا.
- تعاني المدارس من أضرار جسيمة نتيجة الحروب والتغيرات المناخية، مما أدى إلى تحويل بعضها لمراكز لجوء، مع استمرار نقص الكوادر التعليمية.
- تتزايد شكاوى الأهالي والمعلمين من تأخر الدراسة، حيث أن بعض المناطق مثل درنة قد لا تبدأ حتى ديسمبر، والحلول المؤقتة قد تؤدي لاكتظاظ يؤثر على جودة التعليم.

سيؤخر عدم اكتمال تأهيل مدارس انطلاق العام الدراسي في ليبيا. ونشر أهالٍ فيديوهات كثيرة عن تعثّر أعمال صيانة وتجهيز المدارس، وتحدثوا عن عراقيل أخرى تشمل نقص الكوادر، وانتقدوا عجز السلطات عن معالجة المشاكل.

تواجه مناطق في شرق ليبيا وجنوبها صعوبات جمّة على صعيد قدرة مدارسها على استقبال الطلاب في موعد انطلاق العام الدراسي الجديد. وأخيراً زادت شكاوى المواطنين والمدرسين من استمرار تهالك المدارس والنقص الحاد في كوادر التعليم، وعدم قدرة السلطات على معالجة التعثر. ومؤخراً أعلنت بلديات عدة تأجيل بدء العام الدراسي الجديد إلى منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، علماً أن التأجيل تكرّر أكثر من مرة.
وبررت مراقبات التعليم في بلديات البيضاء وأجدابيا شرق ليبيا تأجيل بدء موعد العام الدراسي إلى منتصف أكتوبر بعدم جهوزية بعض المدارس التي تشهد عمليات صيانة.
وارتبط السبب الأول لعرقلة بدء العام الدراسي الحالي بحالة المدارس. وبعدما أعلنت وزارة التعليم والتربية في حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس تأجيل العام الدراسي إلى منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي بسبب خضوع مدارس في عدد من البلديات لصيانات خفيفة وشاملة، عارضتها وزارة التعليم في حكومة مجلس النواب التي ثبتت انطلاق العام الدراسي في موعده مطلع سبتمبر، ثم عادت عن قرارها لاحقاً وأعلنت تأجيل انطلاق العام الدراسي إلى مطلع أكتوبر بسبب عدم اكتمال صيانة عدد من المدارس، ثم قررت بلديات، منها أجدابيا والبيضاء، تأجيل الموعد مجدداً إلى منتصف أكتوبر.
ولم تخفِ السلطات في شرق البلاد وجود أزمة في بعض المدارس تمنع استقبالها الطلاب. وناقشت بلديات الكفرة والواحات ودرنة وسرت، مع مسؤولين في جهاز صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا التابع لحكومة مجلس النواب، مهمات إعادة إعمار المناطق المتضررة من التغيّرات المناخية والحروب، وناقشت معهم مشاريع لصيانة مدارس.

وفي منتصف سبتمبر، تسلمت بلديات في سرت والعجيلات وبني وليد وغدامس مدارس أنجزت أعمال صيانتها، وأعلنت أن مدارس أخرى لا تزال تخضع لصيانة، وشددت على ضرورة إنشاء مدارس جديدة على أنقاض أخرى قديمة تضررت بالكامل.
ويقول المسؤول في مصلحة مراقبات التعليم، مختار الشهوبي، لـ"العربي الجديد": "جرى تسليم مدرسة تضم 24 فصلاً في سرت التي يتوقع أن تستقبل طلاباً فوق طاقتها الاستيعابية في أكتوبر بسبب استمرار خروج مدارس أخرى عن العمل، في انتظار إنجاز أعمال صيانة لم تبدأ حتى الآن".
وإلى جانب المدارس التي تضررت خلال الحروب المتتالية في سرت ألحقت السيول والأمطار الغزيرة الأخيرة أضراراً بالغة بمدارس في غات وتهالة وسبها والكفرة، في حين تحوّلت أخرى إلى مقار للجوء الأسر النازحة.
ونشرت صفحات تابعة لبلدية الكفرة على منصات إلكترونية بيانات عن استمرار صيانة مدارس، وأرفقتها بصور أظهرت استمرار تنفيذ أعمال تركيب أرضيات وطلاء، ما يشير إلى طول الفترة اللازمة لانتهاء أعمال الصيانة.
وفي منطقة جيزاو ببلدية مرزق (جنوب)، أظهر فيديو تجمّع أهالي المنطقة أمام المدرسة الوحيدة للمطالبة بضرورة إعادة بنائها. وتضمنت المشاهد لقطات لسقف المدرسة، وهو من صفيح، وعدم وجود نوافذ وأبواب.

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

كذلك تعددت الفيديوهات التي نشرها أهالي مناطق ونشطاء عن عدم اكتمال تأهيل عدد من المدارس. ويؤكد الشهوبي أن عدم استكمال أعمال التأهيل سيؤثر على سير العام الدراسي عبر تمديد تأخير انطلاقه أو تكريس معاناة مدارس من الاكتظاظ، إذ لا يمكن إلا تنفيذ حل نقل طلاب المدارس المتوقفة إلى أخرى تعمل حتى إذا تجاوز عددهم العدد المسموح في كل مدرسة".
وفي شرق ليبيا، تقول حنان الدرسي، وهي معلمة من مدينة البيضاء، لـ"العربي الجديد": "تعاني مدينة درنة ومناطق مجاورة من استمرار تضرر المدارس، ومن المرجح تأجيل انطلاق الدراسة فيها حتى ديسمبر/ كانون الأول المقبل". تضيف: "توجد مدرستان فقط في درنة حالياً، وبقية المدارس معطلة لأنها تهدمت بالكامل أو لحقت بها أضرار كبيرة. ولا يمكن في أي حال أن تستوعب مدرستان أكثر من 40 ألف طالب في درنة". وتلفت إلى استمرار توقف مدارس أخرى في المناطق الريفية بشرق ليبيا.

المساهمون