أعلن رئيس اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا التابعة لحكومة الوفاق الليبية، خليفة البكوش، التعاقد على 12 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس، وأنه من المقرر أن تصل عبر دفعات، بالتزامن مع تأكيد مسؤولين على خطورة الوضع الوبائي في البلاد.
وقال البكوش، في مؤتمر صحافي ليل أمس السبت، إن "أولى دفعات اللقاح ستصل بحلول نهاية شهر مارس/آذار المقبل، ووصول الدفعة الأولى سيسبقه إطلاق منظومة خاصة بتطعيم الليبيين والأجانب الموجودين في البلاد وفق نظام الأولويات الذي يبدأ بالعاملين في المجال الصحي، وكبار السن، والمركز الوطني لمكافحة الأمراض الذي سيتولى مهمة توزيع اللقاح"، موضحا أنه "تم التعاقد مع شركات موديرنا، وفايزر، وأسترازينيكا وجونسون آند جونسون، وتأخر وصول الدفعة الأولى كان بسبب الإغلاق الذي فرضه الاتحاد الأوروبي".
وأكد المركز الوطني لمكافحة الأمراض رصد عدد من الإصابات بالسلالة البريطانية، في حين أكد البكوش أن "إجراءات مواجهة الموجة الثانية من الوباء، أو السلالة القادمة من بريطانيا، تعتمد على المنحنى الوبائي العام"، مشيرا إلى إمكانية فرض إغلاق جديد للمحال الكبرى والمدارس والأسواق ومنع التجمعات.
وأعلن المركز الصحي التابع للجنة مكافحة وباء كورونا بمدينة إجدابيا (شرق)، الجمعة الماضية، رفع حال الطوارئ بعد رصد ظهور السلالة البريطانية في المدينة، وطالب "المواطنين والجهات العامة والخاصة بتطبيق التباعد الاجتماعي، والإجراءات الاحترازية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية".
وكشف المركز الوطني لمكافحة الأمراض عن تسجيل 23 إصابة بالسلالة الجديدة بعد إجراء اختبارات، وأكد أنه "تم تأكيد وجود هذه السلالة معملياً لأول مرّة في ليبيا، وهي تتّصف بسرعة الانتقال".
وقال الطبيب الليبي، وسام بريبش، لــ"العربي الجديد"، إنه على الجهات الصحية الحكومية التأكد من نجاعة اللقاحات في مواجهة الموجة الثانية من العدوى، وإن "النشرات الطبية تؤكد فعالية لقاحي أسترازينيكا وفايزر، لكن اللقاحات الأخرى لم يتم التأكد منها"، فضلا عن عدم كفاية الكمية التي تم التعاقد عليها لكل الليبيين.
وطالب بريبش جميع المسؤولين باتخاذ إجراءات أسرع، سواء الإجراءات الاحترازية، أو جلب لقاح ناجع لمواجهة الخطر، خصوصا أنه لا توجد أية ضمانات بشأن التوزيع العادل بين الليبيين في ظل انقسام البلاد بين لجنتين لمكافحة الوباء، وأكد أن "تعليمات اللجنة العليا بشأن منظومة حصر المواطنين للتلقيح تشير إلى أنها ستبدأ اليوم الأحد، لكنها لم تبدأ، وأنا أحد الأطباء الذين هم ضمن أولويات برنامج التلقيح، كما أن الأجهزة والمختبرات الخاصة بالكشف عن الإصابة والسلالات الجديدة لا تتوفر في كل المناطق الليبية، وأوضاع المؤسسات الصحية بائسة، ما يزيد من حجم الخطر".
وأعلن مركز مكافحة الأمراض الحكومي، صباح الأحد، تسجيل 880 إصابة جديدة، منها 535 إصابة في العاصمة طرابلس، ووفق الأرقام المعلنة، فقد بلغ العدد التراكمي للإصابات 133338 إصابة، منها 10919 حالة نشطة، و2179 وفاة.
في الأثناء، حذرت اللجنة الاستشارية الطبية في بلدية الكفرة (جنوب)، كافة الأهالي من "تدهور الوضع الوبائي في المدينة" بعد تزايد عدد الإصابات بالفيروس، وطالبت بــ"الحيطة والحذر، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية من تباعد اجتماعي وارتداء للكمامات والابتعاد عن التجمعات والمناسبات"، مشيرة إلى أن الارتفاع الملحوظ للإصابات "ينذر بتفاقم الوضع الوبائي خلال الأيام القادمة ما لم يتم التقيد بالتعليمات والإرشادات الصحية".