ليبيا: تراجع الإقبال على النوادي الصيفية بالمدارس الخاصة

22 يونيو 2024
أولياء الأمور أقل ثقة بنشاطات المدارس الخاصة خلال الإجازة الصيفية (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في ليبيا، يعبر أولياء الأمور عن ترددهم في إلحاق أبنائهم بالنشاطات الصيفية بالمدارس الخاصة، مطالبين ببرامج أكثر فائدة وتنظيماً تشمل تطوير القدرات في مجالات متعددة.
- يشارك الأولياء تجارب سلبية حول فعالية البرامج الصيفية، مشيرين إلى تدني مستوى الأداء وغياب التخصص، مما يدفعهم للبحث عن بدائل خارج المدارس الخاصة.
- المعلمون والمفتشون التربويون ينتقدون أيضًا النوادي الصيفية بالمدارس الخاصة لتركيزها المفرط على الربح دون تقديم قيمة تعليمية، مؤكدين على أهمية التخصص والإشراف الحكومي لضمان جودة البرامج.

لا يفكر الكثير من أولياء الأمور في ليبيا في إلحاق أولادهم بالنشاطات الصيفية التي تنظمها المدارس الخاصة، لأنهم لا يرون أنها مثمرة للصغار استناداً إلى تجاربهم السابقة. وهم يطالبون بخطط وبرامج مدروسة لأطفالهم.

ينتهي طلاب المرحلة الأساسية في ليبيا خلال هذه الفترة من تقديم امتحانات نهاية السنة، ويدخلون الإجازة الصيفية التي تشهد عادة التحاقهم بنوادٍ في مدارس خاصة يفترض أن تمنحهم برامجها مساحات مناسبة لتطوير قدراتهم في مجالات الرياضة والتعليم والمهارات الفريدة.
وبدأت هذه المدارس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في نشر النشاطات التي تستعد لإطلاقها خلال موسم الإجازة الصيفية، وتضم أنشطة لتعليم رياضات كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وألعاب القوى والدفاع عن النفس والسباحة، إضافة إلى دورات لتحفيظ القرآن الكريم، وأخرى لدعم الطلاب المتأخرين في التحصيل العلمي أو تأهيلهم للسنوات التالية، وأيضاً لتعليم الخط والرسم والأشغال اليدوية والتدبير المنزلي للبنات.
ورغم تنوّيع المدارس الخاصة نشاطات برامج الإجازة الصيفية، لا يفكر هاني التايب، الذي يعيش في العاصمة طرابلس، في إدخال طفله الذي يدرس في السنة الخامسة الابتدائية إلى نوادي المدارس الخاصة هذا العام، فهو غير مقتنع بنتائج السنوات الماضية حين سجل طفله في نشاطات رياضية ودورات للتقوية وتحفيظ القرآن.

قضايا وناس
التحديثات الحية

يقول لـ"العربي الجديد": "لم تقدم دروات التقوية في برامج الإجازات الصيفية السابقة أي شيء لطفلي بسبب تدني مستوى أداء معلمي المدارس الخاصة، أما النشاطات الرياضية فكانت عادية جداً، وخلت من أي تشجيع وآليات تدريب مناسبة لاكتساب المهارات".
وعلى صعيد تعليم القرآن، يرى التايب أن "تجربة الكتاتيب القرآنية ناجحة في ليبيا بخلاف المدارس التي تقدم فيها مدرسات غير متخصصات دورات التحفيظ".
وعلى غرار التائب، تتحدث عُلية إطبيقة لـ"العربي الجديد" عن أن طفليها خاضا تجربة فاشلة ضمن دورات التكوين في اللغة الإنكليزية في المدارس الخاصة، "ولم يحققا أي تقدم، لذا أعتزم إلحاقهما بمركز تعليم متخصص في اللغة الإنكليزية يوفر كفاءات تعليمية والمختبرات اللازمة والقاعات المجهزة لجني فوائد التعليم".

ينشد أولياء الأمور فوائد أكبر لأطفالهم من نشاطات الإجازة الصيفية (محمود تركية/ فرانس برس)
ينشد أولياء الأمور فوائد أكبر لأطفالهم من نشاطات الإجازة الصيفية (محمود تركية/ فرانس برس)

وتقول المفتشة التربوية انتصار المصلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "من بين أسباب تراجع الإقبال على النوادي الصيفية في المدارس تدني مستوى الأداء التعليمي خلال الموسم الدراسي، وانكشاف هدف أكثر المدارس الخاصة المتمثل في جني الأموال من دون المقابل التعليمي المأمول".
تضيف: "تظهر أيضاً نوادٍ متخصصة في نشاطات معينة، فهناك نوادٍ للرياضة وأخرى لتعليم اللغات. وبالنسبة إلى تعليم القرآن هناك الزوايا والكتاتيب. والتخصص يزيد مستوى التنافس في برامج النشاطات الصيفية ويرفع مستوى الأداء بخلاف ما يحصل في المدارس الخاصة التي تنظم كل هذه النشاطات دفعة واحدة، ما يزيل الفوائد الكبيرة".
ويشير مجدي إجديد، مدير روضة دار أمان للأطفال، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن الإقبال تراجع على النوادي الصيفية بالمدارس الخاصة الى حدّ أن بعضها لم ينظم نشاطات العام الماضي. ويقول: "كنت مدرّساً في إحدى المدارس الخاصة، وأنشأت الآن مشروعي الخاص بروضة الأطفال. وغالبية من انضموا إلي يريدون تأهيل أطفالهم قبل أن يدخلوا السنة الأولى الابتدائية بسبب قلة ثقتهم بروضات المدارس الخاصة".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

يتابع: "من الجيد أن يستمر ارتباط الطالب بمدرسته حتى في الفترة الصيفية، لكن المدارس الخاصة لا تستفيد من أخطائها لتطوير برامجها وتوزيع نشاطاتها وتقسيمها كي لا يحتار الأولياء الأطفال في الاختيار واللعب، أما فرض مرور طفل على كل النشاطات يومياً من دون أن يحصل على كفايته من اللعب والنشاط فخطأ لا تزال تكرره المدارس الخاصة".
ويلوم إجديد وزارة التعليم لعدم إشرافها ومتابعتها أنشطة النوادي الصيفية في المدارس الخاصة. ويقول: "باعتقادي أن النوادي الصيفية باتت تفرض نفسها، وأصبحت فقرة أساسية في إجازة الطفل الصيفية، لذا لا بدّ من خطط وبرامج مدروسة تقترحها وتشرف عليها الوزارة، وتستند إلى معلومات يوفرها خبراء".
ويقارن إجديد بين النوادي الصيفية في المدارس الخاصة وخارجها، ويقول: "الفارق الأساس هو المدربين، فالمدارس الخاصة تعتمد على المعلمين أنفسهم الذين يرافقون الأطفال طوال العام الدراسي، بينما تعتمد النوادي الصيفية خارج المدارس الخاصة على عناصر مدربة في ألعاب الدفاع عن النفس مثلاً أو رياضات أخرى. أيضاً تطبق الروضات خارج المدارس الخاصة طرق تعليم تقترن بالترفيه بعيداً عن أساليب التلقين التقليدية".

المساهمون