ليبيا تستأنف ترحيل المهاجرين براً

10 يناير 2025
خلال الاستعداد لترحيل مهاجرين من النيجر، 25 ديسمبر 2024 (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استأنفت ليبيا ترحيل المهاجرين غير القانونيين براً بعد توقف طويل، حيث تم ترحيل أول دفعة من النيجر، في إطار جهود لتطويق أزمة المهاجرين.
- وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، يوجد 787,326 مهاجراً غير قانوني في ليبيا، معظمهم في المنطقة الغربية، مع تنوع في الجنسيات ووجود نسبة كبيرة من الرجال والأطفال غير المصحوبين.
- أشار أستاذ الجغرافيا البشرية حمزة الصديق إلى أن استئناف الترحيل البري يعود للاستقرار النسبي وتغير سياسات الحدود، مع توقع زيادة في الترحيل البري بسبب تكاليف الرحلات الجوية.

استأنفت ليبيا عمليات ترحيل المهاجرين غير القانونيين من ليبيا إلى بلادهم براً بعد سنوات من التوقف، علماً أنها كانت تواصل ترحيلهم جواً على دفعات، في إطار سعيها لتطويق أزمة المهاجرين. وقبل أيام، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الحكومي عن أول عملية ترحيل لمهاجرين من النيجر عن طريق البر، بعد إتمام إجراءات سفرهم بحضور القائم بأعمال السفارة النيجرية.
وفي وقت أشار الجهاز إلى عزمه الاستمرار في ترحيل دفعات أخرى من المهاجرين إلى أوطانهم، يعد هذا الترحيل الأول عبر البر، بعد فترة من التوقف بسبب عدم الاستقرار عند الحدود الليبية الجنوبية، ما أدى إلى تعثر عمليات الترحيل.
وكانت ليبيا قد دشنت برنامج العودة الطوعية الإنسانية للمهاجرين الذي تيسره المنظمة الدولية للهجرة بالتنسيق مع السلطات الليبية، بدءاً من مطلع عام 2018، وأعلن عودة 16 ألف مهاجر إلى بلدانهم خلال العام نفسه، وأكثر من خمسة آلاف آخرين خلال عام 2019.
ويستمر إعلان أعداد المرحلين خلال السنوات الماضية، وكان آخرها عام 2023، إذ رحل 1069 مهاجراً بحسب تصريحات وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عماد الطرابلسي، الذي أعرب عن أمل بلاده في مضاعفة هذا العدد العام الماضي.
وخلال فترة تعثر عمليات الترحيل وتوقفها عبر البر، واصلت ليبيا عمليات الترحيل عبر الجو إلى عدة دول أفريقية بالتنسيق معها. رغم ذلك،  تؤكد البيانات التي كشفت عنها المنظمة الدولية للهجرة استمرارَ تدفق المهاجرين، فضلاً عن وجود مئات الآلاف منهم داخل البلاد.

وبحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة التي أعلنتها في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإن عدد المهاجرين غير القانونيين المسجلين لدى فرعها في ليبيا بلغ 787 ألفاً و326 مهاجراً، ويتركز 54% منهم في مدن المنطقة الغربية، و34% في المنطقة الشرقية، و12% في المنطقة الجنوبية.
ويمثل الرجال من مجمل هذا الرقم 78%، في مقابل 11% من النساء، و11% من الأطفال، مع الإشارة إلى أن نسبة الأطفال غير المصحوبين بعائلاتهم هي 4%. وفي ما يتعلق بالجنسيات، توضح المنظمة أن غالبيتهم يتحدرون من السودان بنسبة 26%، ثم النيجر بنسبة 24%، ثم مصر بنسبة 21%، وتشاد بنسبة 10% ونيجيريا بنسبة 4%.
وسبق أن أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في بنغازي، منتصف العام الماضي، ترحيل قرابة 30 مهاجراً من جنسيات أفريقية إلى بلدانهم، و26 من الجنسية المصرية، مشيراً إلى أن العدد الكلي للمرحلين منذ مطلع العام الماضي بلغ 464 من مختلف الجنسيات.
كما تفيد المنظمة الدولية للهجرة بأن 80 ألف مهاجر أعيدوا طوعاً من ليبيا إلى بلدانهم الأصلية منذ بدء العمل ببرنامج العودة الطوعية الإنسانية، مشيرة إلى أنها ساعدت مهاجرين من 49 جنسية أفريقية وآسيوية، منهم 843 طفلاً غير مصحوبين بأسرهم، وأكثر من 5 آلاف احتاجوا إلى رعاية طبية.

ويقول المهتم بقضية المهاجرين، أستاذ الجغرافيا البشرية حمزة الصديق، إن البيانات التي أعلنتها المنظمة الدولية للهجرة مؤخراً وإن كانت أرقامها مرتفعة، إلا أن تحديد منافذ وصول المهاجرين ونسب تدفقهم يساعد على ضبط حركة التدفق وتطويقها. ويتحدث لـ "العربي الجديد" عن أن عمليات الترحيل البري ستزداد، مشيراً إلى أن ارتفاع تكاليف الرحلات الجوية كان سبباً في تراجع الترحيل. يضيف: "من المتوقع أن نشهد زيادة في أعداد المرحلين إلى أوطانهم".
ويعزو الصديق سبب استئناف الترحيل البري بالاستقرار النسبي الذي تشهده البلاد، موضحاً أن "المسيطر على الحدود الجنوبية هي قوات خليفة حفتر. ويبدو أن تغيراً في سياساته وأهدافه مع دول الجوار الأفريقي ساعد على تحسين علاقاته وربما إدارته للحدود بما يسمح بالترحيل البري للمهاجرين". ويستدرك قائلاً إن "النزاعات كانت سبباً لتسريع تدفق موجات المهاجرين، على غرار السودان الذي شهد ارتفاعاً لعدد الفارين منه. أمر يزيد الخوف من استمرار تدفق المهاجرين إذا ما توسعت رقعة النزاعات لتشمل دولاً أخرى، لكن الفرصة تبدو مناسبة جداً في الوقت الحالي لمنع مرور المهاجرين عبر الحدود، قبل الانتقال إلى التعامل مع المهاجرين الموجودين داخل البلاد".

المساهمون