ليبيا: تطويق لجرائم العمال الوافدين

05 أكتوبر 2024
تتداخل جرائم العمال الوافدين في ليبيا مع قضية الهجرة السرّية (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

تزداد تداعيات انفلات الوضع الأمني في ليبيا الذي يظهر جلياً من خلال ارتفاع عدد الجرائم، وبعضها ارتكبها عمال وافدون اعتقلت أجهزة الأمن عدداً منهم في الفترة الأخيرة.
ومنتصف سبتمبر/ ايلول الماضي، أعلن مكتب النيابة العامة في طرابلس اعتقال عامل وافد استطاع تزوير أوراق سمحت بحصوله على الجنسية الليبية، ثم تقلّد مع مرور الوقت العديد من المناصب وصولاً إلى شغل وظيفة مدير التخطيط في وزارة العدل حيث سهّل صرف مبالغ عقود لجهات خدماتية نفذت أعمالاً خاصة بقطاع العدل، وحصل منها على 1.25مليون دينار ليبي (263 ألف دولار).

كذلك أوقف جهاز البحث الجنائي في بنغازي في الأسبوع الأول من سبتمبر أفراد عصابة ضمت سودانيين تزعمهم ليبي زورت وثائق إقامة لعمال وافدين.
واكتشف جهاز البحث الجنائي الأمر بعدما لاحظ أن أوراق أحد الوافدين السودانيين مزيفة، وأطلق تحقيقاً أفضى إلى توقيف كل أفراد العصابة التي تمتهن بيع شهادات إقامة مزورة لسودانيين وافدين، ويديرها ليبي استطاع تزوير أختام رسمية.
والى الجرائم المتعلقة بتورط وافدين في تزوير وثائق رسمية، تعكس جرائم أخرى الأنشطة غير القانونية التي تورطوا بها. وقد اعتقل وافد من الجنسية النيجرية في سبها (جنوب) بتهمة إدارة مصنع للخمور في مزرعة حيث عثر على 560 ليتراً من الخمور وأدوات تصنيع، بحسب ما أفاد جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
وفي منتصف سبتمبر أيضاً، ضبطت مديرية أمن بنغازي عدداً من الوافدين بتهم ارتكاب أنشطة إجرامية، وأحدهم سرق معدات بناء من منزل، وآخر تورط بجريمة نصب واحتيال استهدفت محلات تجارية.
وفي طرابلس، أوقف جهاز مكافحة المخدرات نهاية أغسطس/ آب الماضي وافداً نيجرياً انتمى إلى عصابة تبيع مخدر الكوكايين، كما جرى ضبط آخرين من جنسيات أفريقية عدة يبيعون مخدرات في مدينة سبها (جنوب).

دخل بعض العمال الوافدين ليبيا بطريقة غير شرعية (Getty)
دخل بعض العمال الوافدين ليبيا بطريقة غير شرعية (Getty)

واعتقل وافدون آخرون بتهم ممارسة أنشطة محظورة مثل التسوّل وممارسة الشعوذة. وأعلن اللواء 128 أنه فكك عصابة تضم 12 من السودان وتشاد في منطقة تمسة (جنوب) تورطوا بنوع جديد من الجرائم تمثل في تهريب أسلحة عبر الحدود المشتركة بين ليبيا ودول الجوار الجنوبية.
وتكافح السلطات الليبية في طرابلس وبنغازي من أجل ضبط وتيرة الوضع القانوني للعمال الوافدين. وحذرت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس من ارتفاع عدد العمال الوافدين بعدما قدّرت دخول مليونين و100 ألف عامل البلاد بطرق رسمية وغير رسمية.
وفي وقت دشنت الحكومة في بنغازي برنامجاً للحصر الأمني واستخراج بطاقات الإقامة والعمل عبر منظومة الكترونية، أطلقت الحكومة في طرابلس برنامجاً آخر باسم "وافد". ويهدف البرنامجان إلى حصر العمال قبل البدء في التعامل معهم في إنجاز عملية تنظيم الأنشطة التي تتطلب وجودهم.
ومن أجل دعم برنامج "وافد" اقترحت حكومة الوحدة الوطنية نظام "الكفيل" على الشركات المحلية التي تحتاج إلى عمال وافدين، ما يسمح بالتحقق من أي اختراق من جانب عمالها الوافدين.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ويرى الباحث الاجتماعي فوزي الفاندي أن أنواعاً من الجرائم المرتبطة بالعمال الوافدين يمكن أن تلاحق وتضبط، مثل السرقات والتورط بأنشطة مخدرات وغيرها، لكنه يحذر من مخاطر وصول الجرائم الى اختراق منظومات الوثائق الرسمية، ما قد يؤثر على النسيج الاجتماعي للبلاد.
ويُطالب الفاندي بـ"ربط الجهود بين المؤسسات الحكومية والأمنية لتنظيم ملف العمال الوافدين والسيطرة عليه". ويوضح أن "هذا الملف يتداخل مع الهجرة غير الشرعية، فكلام الحكومة في طرابلس عن وجود عدد كبير من العمال الوافدين، وبعضهم بطرق غير رسمية يدخلهم في مفهوم الهجرة غير الشرعية".
 

المساهمون