ليبيا: ضحايا جدد لانفجار مخلفات حربية

05 مايو 2024
أحد ضحايا انفجار المخلفات الحربية جنوبي طرابلس (ندى حارب/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في ليبيا، تشكل مخلفات الحروب خطرًا مستمرًا على السكان، حيث أدت إلى إصابات ووفيات، بما في ذلك انفجار قنبلة في أوباري ولغم في عين زارة، مما يستدعي تسريع جهود إزالتها.
- مليشيات خليفة حفتر تركت ألغامًا ومفخخات في عين زارة، و"يونيسف" تؤكد على أهمية التوعية بمخاطر الألغام بعد مقتل 9 أطفال، مشيرة إلى برامج شملت 150 ألف شخص.
- تقرير الأمم المتحدة يشير إلى 298 ضحية لمخلفات الحرب في ليبيا، والناشط معتز الحامدي ينتقد تعاطي السلطات مع المخاطر، مؤكدًا على أهمية توسيع الجهود لتشمل التلوث والأمراض المرتبطة بمخلفات الحرب.

لا تزال مخلفات الحروب التي شهدتها ليبيا تهدد حياة السكان في مناطق عدة، في حين تؤكد السلطات أنها تبذل جهوداً كبيرة لتطويق مخاطر هذه المخلفات. في آخر المستجدات، أعلنت بلدية مدينة أوباري (جنوب) أن 11 شخصاً جرحوا بانفجار قنبلة من مخلفات الحرب التي شهدتها المدينة قبل 6 سنوات.

وقال عميد البلدية أحمد ماتكو إن الانفجار جاء بعد عثور أطفال على قنبلة في حي سكني. وشدد على ضرورة أن تعمل السلطات بسرعة لإزالة مخلفات الحرب من أوباري من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين.
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الحكومي إصابة مواطن بانفجار لغم في منطقة عين زارة جنوبي العاصمة طرابلس، وأوضح أن الانفجار تسبب في بتر قدم ويد المواطن بسبب الأضرار المباشرة التي تعرّض لها.
وأوضح جيران للمواطن المصاب أن آلة استخدمها لحفر بئر في المنطقة ارتطمت باللغم، ما أدى إلى انفجاره وخلق حالة من الذعر لدى السكان الذين استعادوا ذكريات حوادث سابقة لانفجار مخلفات مماثلة خلفتها الحرب التي دارت في جنوب طرابلس بين عامي 2019 و2020.

تركت مليشيا حفتر أطناناً من مخلفات الحرب في منطقة عين زارة بطرابلس

قبل انسحابها من جنوب العاصمة في منتصف عام 2020، زرعت مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ألغاماً ومفخخات في مساحات واسعة من أحياء منطقة عين زارة، وتركت خلفها أطناناً من مخلفات الحرب التي شكلت في السنوات الماضية تهديدات حقيقية لحياة السكان الذين رجعوا إلى مناطقهم.
وفي اليوم العالمي للتوعية من خطر الألغام المحدد في مطلع إبريل/ نيسان الماضي، أفاد مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" لدى ليبيا بأن 9 أطفال قتلوا بانفجار ألغام وذخائر خلال العام الماضي. وأكدت المنظمة أنها نفذت، بالتعاون مع عدد من المنظمات الليبية، برامج للتوعية من مخاطر الألغام، شملت 150 ألف شخص من بينهم 38 ألف طفل.

يفكك لغماً جنوبي طرابلس (ندى حارب/ Getty)
يفكك لغماً جنوبي طرابلس (ندى حارب/Getty)

وأدرجت قضية مزارع الألغام في حوارات رعتها الأمم المتحدة وجمعت قادة في معسكري شرقي وغربي ليبيا، وذلك من خلال طرح مسألة تسليم قيادة حفتر خرائط للألغام المزروعة في مناطق تقع جنوبي طرابلس. لكن سلطات طرابلس لم تنتظر نتائج هذه الحوارات، وبادرت إلى مسح المناطق، ونزع الألغام التي عثرت عليها، ونقلها إلى حقول مخصصة للتخلص منها.
وفي فبراير الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس أن أجهزتها فككت 69 قذيفة مدفعية، و5 قطع وقود لدفع القذائف عثرت عليها في مزرعة يملكها مواطن جنوبي العاصمة، وذلك بعدما تلقى جهاز المباحث الجنائية بلاغاً من مواطنين أفادوا بوجود مخلفات حربية داخل المزرعة.
وفي الشهر نفسه، أعلنت وزارة الداخلية تفكيك قذيفة مدفعية غير منفجرة عثر عليها داخل مزرعة بمنطقة تاجوراء، وذلك بعدما أبلغ مواطن الأجهزة الأمنية عن وجودها، وأوضحت أن فريق نزع المتفجرات اكتشف أن القذيفة كانت مفخخة بـ50 كيلوغراماً من المتفجرات.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ وفاة طفل في الـ13 من العمر بتأثير إصابته بانفجار لغم أرضي في منطقة عين زارة، موضحاً أن الطفل توفي بعد معاناة طويلة من آثار ومضاعفات إصابته بانفجار لغم أرضي، في حين استمر علاج طفل آخر أصيب في الانفجار ذاته.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ولا توجد إحصاءات رسمية عن ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في ليبيا، لكن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أكد، في تقرير أصدره منتصف العام الماضي، استمرار خطر الألغام غير المنفجرة على المواطنين. وأشار إلى سقوط 298 ضحية في انفجار مخلفات حربية، من دون أن يحدد الفترة الزمنية لحصول هذه الحوادث.
ويعتبر الناشط المدني والحقوقي معتز الحامدي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "طريقة تعاطي السلطات مع مخلفات الحرب لا تزال بعيدة من مستوى المخاطر الحقيقة التي توجدها، والأمر لا يجب أن ينحصر في الجهود المبذولة في تفكيك المخلفات والألغام وغيرها من الذخائر غير المنفجرة، إذ يجب أن يشمل باقي آثارها".
ويُشيد الحامدي بالجهود التي تبذلها الحكومة في مجال نزع المخلفات الحربية، لكنه ينبه إلى "مخاطر أخرى تتعلق بالتلوّث وانبعاثات الغازات الخطرة وغيرها. وحتى الآن لا نعرف مستوى خطر مخلفات الحرب، والأمراض التي تسببت بها".

المساهمون