أقام الطبيب البيطري عائد أبو نجم، مأوى مؤقتاً للقطط على سطح منزله أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في محاولة لتوفير الرعاية والعلاج لهذه الحيوانات، بعد فقدان أصحابها، أو عدم قدرتهم على رعايتها.
يقف عائد أبو نجم على سطح منزله بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، يداوي قطة أصيبت جراء قصف إسرائيلي على المدينة، فيما يتفقد حالة القطط الموجودة داخل المأوى.
ويهدف إنشاء مأوى القطط، وفق أبو نجم، لتوفير مساعدة، وإن كانت بسيطة، لهذه الحيوانات الأليفة، من حيث رعايتها، وتقديم الخدمة العلاجية لها، إلى جانب توفير الطعام، حسب الإمكانيات المتاحة.
ويقول الطبيب الفلسطيني لمراسل الأناضول: "الحرب الإسرائيلية طاولت الحيوانات كما البشر، وتعرّضت هذه الأخيرة لأذى كبير ولأسوأ أنواع الظلم".
ويضيف وهو يحمل بين يديه قطة ذات فرو كثيف وأبيض: "كثير من القطط تعرّضت لإصابات جراء القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ومنها إصابات بالغة".
ويوضح أبو نجم أن رفح وجهة لمئات آلاف النازحين من مختلف المحافظات، في ظل عدم وجود مكان آمن بالقطاع، ما تسبب بحدوث اكتظاظ سكاني كبير جداً.
نقص حاد في الأطعمة والمعدات
ولم يستطع عدد كبير من مربي القطط النازحين الاستغناء عن حيواناتهم الأليفة، رغم القصف العنيف والتهديدات الجمة التي فرضتها الحرب الإسرائيلية، وتسبب في إحداث نقص حاد في الأطعمة والمعدات والطعوم المخصصة لهم، في ظل عدم وجود إمكانيات للتعامل مع هذه الحالات.
مئات آلاف الفلسطينيين نزحوا من شمال ووسط قطاع غزة إلى محافظة رفح، بعد تلقيهم تهديدات من الجيش الإسرائيلي باستهداف مناطق سكنهم، ضمن حربه المتواصلة على غزة.
إجمالي أعداد الموجودين في رفح تجاوز حتى اللحظة 1.3 مليون نسمة، في حين أن عدد سكان المحافظة الأصلي هو 300 ألف نسمة، وفق بيانات محلية رسمية وأممية.
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ 1.9 مليون شخص، وهو ما يزيد عن 85 بالمئة من إجمالي سكان القطاع، يعيشون ظروفاً إنسانية معقدة للغاية.
ويقول الطبيب أبو نجم: "للأسف الطعام الخاص بالقطط كان مفقوداً من السوق، وبصعوبة بالغة كان مربو القطط يوفرونه، وفرضت الحاجة الشديدة علينا توفير مأوى للقطط، خاصة أن كثيراً من الطلبات كانت ترد إلينا بشكل يومي لتوفير الطعام".
ويشير الطبيب البيطري إلى ارتفاع أسعار الطعام في السوق السوداء في حال وجد.
ويضيف: "حتى وإن ارتفع سعر الطعام نسعى لتوفيره حتى لا تموت الحيوانات، فهذه مشكلة كبيرة أن تموت جوعاً وهي تحت حمايتنا في المأوى".
ويبدي الطبيب استياءه وامتعاضه مما تتعرّض له القطط جراء الحرب، وما يخرج من صور عن الحياة الصعبة التي تعيشها الحيوانات في غزة.
يناشد أبو نجم جميع الأطراف القادرة على إحداث تغيير بالتدخل العاجل لإنقاذ هذه الحيوانات المظلومة، ولا سيما أن مربي القطط هم أشخاص تربطهم علاقة وثيقة بحيواناتهم.
ويقول: "مربو القطط أشخاص متعلقون بشكل كبير بهذه الأرواح، ولا يقدرون على الاستغناء عنها إلا في ظروف قهرية، ونحن نحاول أن نمنع حدوث ذلك، وأن نأوي هذه القطط على أقل تقدير".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على القطاع، خلّفت حتى الجمعة "26 ألفاً و783 شهيداً، بالإضافة إلى 64 ألفاً و487 جريحاً، نحو 70 في المائة من الضحايا هم من الأطفال والنساء، علماً أنّ ثمّة أكثر من سبعة آلاف مفقود، وفق السلطات الفلسطينية، بالإضافة إلى "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
(الأناضول، العربي الجديد)