أعادت التطورات الأخيرة في شرق أوروبا بين الجانبين الروسي والأوكراني الحديث عن إمكانية اللجوء إلى استخدام السلاح النووي في إطار الحرب المشتعلة بين الجانبين، إذ تناقلت العديد من التقارير أن إمكانية حدوث انفجار نووي باتت قائمة وشائعة في هذا التوقيت، ولم تعد مجرد فرضية. فما تأثير القوة التدميرية للانفجار النووي؟
"قوة القنابل النووية، اليوم، تعادل ما بين 7 أضعاف إلى 70 ضعف ما كانت عليه القنابل السابقة"، بحسب بيتر كوزنيك، أستاذ التاريخ ومدير معهد الدراسات النووية في الولايات المتحدة، والذي درس على مدى عقود آثار القنابل النووية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، إذ كانت قنبلة هيروشيما تحتوي على 16 كيلو طناً من القدرة التدميرية، فيما كانت قنبلة ناغازاكي تبلغ حوالي 21 كيلو طناً، وكانت التأثيرات بالغة، وتقدر الدراسات أن الهجومين أديا إلى مقتل ما لا يقل عن 110 آلاف شخص.
التفجيرات النووية على المدن الحديثة ستقتل عشرات الملايين من الناس، ولن يستغرق الأمر أكثر من 10 ثوان
وبحسب تقرير نشرته آيكان (ICAN)، وهي حملة دولية لتعبئة المجتمع المدني ضد مخاطر الأسلحة النووية، يمكن لسلاح نووي واحد تدمير مدينة وقتل معظم سكانها، كما أن التفجيرات النووية على المدن الحديثة ستقتل عشرات الملايين من الناس، ولن يستغرق الأمر أكثر من 10 ثوانٍ.
يبدأ الانفجار بقتل أشخاص بالقرب من نقطة الصفر، إذ يكون الإشعاع الحراري شديداً لدرجة أن كل شيء قريب من نقطة الصفر تقريباً يتبخر، في حين يتعرض الموجودون على مسافة أبعد لإصابات في الرئة وتلف في الأذن ونزيف داخلي.
قوة الدمار لن تكون فقط بالقرب من مكان سقوط القنبلة النووية، إذ سيتعرض الناس للإصابات من المباني المنهارة والأجسام الطائرة، وتُسبب الحرارة الشديدة حروقاً شديدة وتشعل الحرائق على مساحة كبيرة، والتي تتجمع في عاصفة نارية عملاقة.
كل شيء قريب من نقطة الانفجار تقريباً سيتبخر، وستشتعل الحرائق وتتشكل عاصفة نارية
وبحسب مجلة "نيوزويك"، فإن تأثير قنبلة تزن 15 كيلوطناً، وهي قنابل" تكتيكية "صغيرة نسبياً، سيكون كرة نارية نصف قطرها حوالي 100 متر، ويتسبب في دمار كامل يصل إلى 1.6 كيلومتر حول مركز الضربة، كما يؤكد بول هازل، أستاذ ديناميات الاصطدام في مدرسة الهندسة وتكنولوجيا المعلومات (SEIT) في جامعة نيو ساوث ويلز - كانبيرا، لمجلة "نيوزويك".
كما ستنهار المدن الحديثة، خاصة تلك التي تشيد مبانيها باستخدام الزجاج، إذ ستكون شظايا الزجاج الناتجة مميتة، مثل ملايين سكاكين صغيرة يتم رميها أسرع من الصوت في الهواء.
ويعتمد مدى الضرر الذي قد تحدثه القنبلة على حجمها بشكل أساسي، ومدى بُعد الشخص أو المبنى عن مركز الانفجار. ويصبح البقاء على قيد الحياة مسألة حظ.