أطلق معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة، ومركز الحسين للسرطان في الأردن، مبادرة استراتيجية لفهم تعقيدات سرطان الثدي في الوطن العربي، واكتشاف المُحددات الجزيئية والجينية المرتبطة بالإصابة، ما يمكن أن يساعد في التعرّف على العائلات التي لديها مخاطر جينية مرتفعة للإصابة، وتمكين عملية الوقاية، والكشف المبكر، والعلاج، وتحسين نسبة نجاة المرضى، وطرح علاج أكثر ملاءمة بناء على الخلفية الجينية.
وقالت مؤسسة قطر، في بيان، الإثنين، إن معهد قطر لبحوث الطب الحيوي تلقى الدفعة الأولى من الحمض النووي الجينومي من مرضى لديهم تاريخ عائلي من الإصابة من مركز الحسين للسرطان، وخضعت العينات لفحص تسلسل الجينوم الكامل، وكشف التحليل الأولي للعينات عن وجود عدد كبير من الطفرات الجينية، وأوضح البيان أن الباحثين يعملون من خلال خوارزميات حسابية معقدة على فك شفرة البيانات الجينية للتعرّف على جينات جديدة يمكن أن تساهم في الإصابة بسرطان الثدي بخلاف جينَي BRCA1 وBRCA2، مع دمج البيانات المستمدة من المصابين القطريين بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية الحكومية، لتقديم صورة أكبر للطفرات الجينية في المنطقة العربية.
وكشف المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، عمر الأجنف، أن "سرطان الثدي يمكن أن يحدث نتيجة أسباب وراثية مختلفة، ويفسح التباين في الأسباب الكامنة مساحةً للمجالات المتنامية للطب الشخصي الذي يمكن أن يحقق فوائد هائلة للمرضى"، موضحا أن التعاون مع مركز الحسين للسرطان يساهم في توسيع نطاق الأبحاث على عينات مختلفة من السكان العرب، ويتيح الفرصة لاكتشاف ودراسة الطفرات الكامنة.
وستركز المرحلة التالية من المبادرة على تحديد المؤشرات الحيوية المبكرة لتشخيص سرطان الثدي، والتنبؤ بحدوثه، وتحديد المؤشرات الحيوية التي يمكن استخدامها لتقديم خيارات أكثر ملاءمة لعلاج سرطان الثدي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال مدير مركز الحسين للسرطان، عاصم منصور، إنه يأمل حدوث تحوّل على مستوى الرعاية الصحية وطرق التشخيص في العالم العربي عبر توسيع نطاق تطبيقات الطب الشخصي والطب الدقيق من خلال اعتماد خطة علاج تركز على التركيبة البيولوجية الخاصة لكل مريض.
وأوضحت رئيسة الشؤون العلمية والأبحاث بمركز الحسين، أمل العمري، أن "سرطان الثدي لا يزال المرض الأكثر شيوعًا بين النساء، ويشكل نسبة غير قليلة من جميع حالات السرطان المشخصة لدى النساء العربيات. علاوة على أن لديه سمات مميزة، مثل إمكانية تشخيصه في عمر أصغر".