تحت شعار "ارفعوا أيديكم عن جودة الحياة في مصر الجديدة"، أطلقت مبادرة "تراث مصر الجديدة" حملة للدفاع عن الحي الراقي شرقي القاهرة، ضد إخلاء مساكن منطقة ألماظة ونزع ملكيتها للنفع العام، حسب ما تدعي الحكومة.
وأطلقت المبادرة بياناً لجمع أكبر عدد من التوقيعات عليه، وجاء فيه "لسنا ضد التطوير، ولكن ضد التطوير الذي يفتقد لدراسة متكاملة ويؤثر على جودة حياتنا وعلى تهجير أهلنا وجيراننا، من أجل مشاريع اقتصادية ليس واضحاً العائد منها للمصلحة العامة وللسكان".
بدأت مشكلة "ألماظة" مع إخطار سكان المنطقة الواقعة على حدود حي مصر الجديدة، من ناحية الشرق بالقرب من مطار القاهرة الدولي، بإخلاء مساكنهم ونزع ملكيتها من أجل تنفيذ مشاريع اقتصادية، وتوسعة المحاور المرورية المؤدية إلى العاصمة الإدارية الجديدة، مقابل تعويضات مالية أو وحدات سكنية في مشروع "أهالينا 3" الذي نفذته الحكومة لنقل سكان المناطق العشوائية، بالطبع قوبلت بدائل الحكومة بالرفض القاطع من قبل أهالي وسكان منطقة ألماظة.
ومنذ ذلك الحين، تشهد منطقة ألماظة بمصر الجديدة حالة غليان بعد الأنباء حول تهجير السكان ونزع ملكيات شققهم ومحالهم، التي تملكوها من شركة مصر الجديدة، وهدم هذه المنطقة لمصلحة ما يشاع، من دون تأكيدات رسمية، عن بيعها لبناء كمبوندات أكثر رفاهية.
وبدأ بالفعل وصول لجان من المحافظة، واجتمع أعضاء مبادرة "تراث مصر الجديدة" مع أعضاء من رابطة سكان ألماظة ومجموعة أخرى من السكان وبعض القيادات الدينية، وتم النقاش حول التخوفات، واتفقوا على إصدار بيان يعبر عن حالة الرفض والتساؤلات.
وجاء في البيان "نرفض ونعترض على تهجير ونزع ملكية أهالي مصر الجديدة في منطقة ألماظة من أجل مشاريع غير مفهومة وغير معلنة بشفافية من الممكن أن تؤثر بالسلب على جودة حياة كل سكان المنطقة"، وتساءل الموقعون "أي منطق يستحق أن يهجر المرء من بيته دون وضوح وشفافية، لينتقل إلى الخلاء التام لمدة سنة ونصف بتعويض شهري 1500 جنيه (حوالي 100 دولار أميركي)".
ويشار إلى أن مبادرة "حماية تراث مصر الجديدة"، يجمع خبراء متخصصين ومتطوعين في مختلف المجالات لخلق وتحقيق رؤية قصيرة وطويلة المدى تؤثر على طريقة الحياة في مصر الجديدة، عن طريق العمل في ثلاثية تجمع المسؤولين التنفيذيين، مع القطاع الخاص، مع المجتمع المدني حول رؤية واحدة.
وتركز المبادرة في الأساس على 5 أعمدة رئيسية، هي "حماية التراث العمراني والمعماري، وتحسين استخدام الحدائق والمناطق الخضراء، والاهتمام بالتراث والأنشطة الثقافية، والمرور والنقل والمواصلات، وتحديات إدارة النفايات والنظافة في مصر الجديدة".