استمع إلى الملخص
- تتضمن المبادرات تنظيم فعاليات في المدارس والجامعات مثل حمل الكوفية الفلسطينية، وورشات للرسم، ومسابقات ثقافية، وندوات لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية.
- منذ عملية "طوفان الأقصى"، شهدت الجامعات المغربية حراكاً طلابياً دعماً لغزة ورفضاً للتطبيع، مع ضغوط لإسقاط التطبيع الأكاديمي رغم استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
يلقي العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي بظلاله على مدارس المغرب وجامعاته، حيث توالت في الآونة الأخيرة مبادرات لدعم الشعب الفلسطيني ومناهضة "التطبيع التربوي". وكان لافتاً توجيه لجنة "مناهضة التطبيع التربوي" التابعة لـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" دعوة إلى أسرة التعليم في قطاعي التربية الوطنية والتعليم العالي، من أجل تعبئة النقابات التعليمية والأندية التربوية، ومختلف الوسائل والإمكانات؛ لاستثمار مناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 نوفمبر/تشرين الأول من كل عام، من أجل تجسيد الدعم والتضامن مع الفلسطينيين ومناهضة التطبيع.
وقال منسق لجنة مناهضة التطبيع التربوي معاذ الجحري، إن اللجنة وجهت نداءً إلى أسرة التعليم بشقيها، التربية الوطنية والتعليم العالي، وبمختلف مكوناتها من أساتذة وأطر إدارية وتربوية، وطلبة وتلاميذ، للتخليد النضالي لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن النداء يأتي بالتزامن مع "ظروف استثنائية يعيشها شعبنا الفلسطيني هذه السنة، تتميز باستمرار حرب الإبادة وتدمير هائل للبنيات التحتية والمرافق والمؤسسات التعليمية كافة من مدارس وجامعات وقتل عشرات الآلاف من السكان، من بينهم نسبة عالية من الأطفال، فضلاً عن النساء. 70 في المائة من الشهداء هم من الأطفال والنساء"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أن اللجنة طالبت الفئات التعليمية من خلال النقابات والأندية التربوية ومختلف الوسائل والإمكانات استثمار ذكرى 29 نوفمبر للقيام بما تراه مناسباً دعماً لفلسطين ومن أجل إنهاء التطبيع وضمنه التطبيع التربوي.
مدارس وجامعات المغرب ترفض التطبيع
ومن المقترحات العديدة التي قدمتها اللجنة في سياق مبادرتها "حمل الكوفية الفلسطينية، وتنظيم صبحيات غنائية وفنية وورشات للرسم ومسابقات ثقافية ودوريات لكرة القدم باسم فلسطين أو رموزها"، فضلاً عن ندوات ومعارض وعرض أفلام للتعريف بالقضية، وفتح حلقات نقاش بين الطلاب في الجامعات وغيرها من الأنشطة حسب الشروط الملموسة، وفق الجحري.
وتعتبر الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أن "التطبيع التربوي أخطر أشكال التطبيع، لأن الهدف منه على المدى المتوسط استيطان وجدان الناشئة، وبالتالي ترسيخ باقي أشكال التطبيع الأخرى وجعلها أمراً طبيعياً ومقبولاً ومرحباً به"، لافتة إلى أن"هذا السم الخطير يمر عبر قناة رسمية هي وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ويأخذ طابعًا تدريجيًا ينطلق من الجزئي إلى الكلي".
ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، بدا التأييد الطلابي لقطاع غزة واضحاً في المغرب، وظهر ذلك من خلال فعاليات في مدارس وجامعات عدة تحت عناوين رئيسة داعمة للفلسطينيين ومساندة للمقاومة ورافضة للتطبيع. ومع توالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، شهدت الجامعات المغربية حراكاً طالبياً واسعاً، إذ احتشد آلاف الطلاب في وقفات ومسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتظاهر آخرون في خارج أسوار الجامعات رافعين الأعلام الفلسطينية وصور الضحايا. وبالتوازي، مارس الحراك الطلابي المساند لفلسطين في المغرب، المزيد من الضغط من أجل إسقاط التطبيع الأكاديمي وفضّ الشراكات والاتفاقيات الموقّعة بين عدد من الجامعات المغربية ونظيرتها الإسرائيلية.
وانطلق مسار التطبيع الأكاديمي في المغرب في فبراير/ شباط 2021، حين اتفق وزيرا التعليم المغربي والإسرائيلي على إطلاق برنامج لتبادل الوفود الطلابية، وإجراء مسابقات تعليمية باللغتين العربية والعبرية في البلدين، وهو ما قوبل في حينه بمعارضة شديدة من الجمعيات والمنظمات المغربية المناهضة للتطبيع. ورغم تلك المعارضات، وقّع وزير التعليم العالي المغربي السابق عبد اللطيف الميراوي ونظيرته الإسرائيلية في مايو/ أيار 2022، اتفاقية التعاون الأولى بين الجامعات ومراكز الأبحاث.
وأعلنت الحكومة المغربية في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد توقفها في عام 2000 على خلفية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.