في الأهوار العراقية بالناصرية، جنوب شرقي البلاد، راح متطوّعون من منظمات بيئية مختلفة يوحّدون جهودهم في حملة نظافة، فيجمعون النفايات التي يلقيها الزائرون والسياح في خلال رحلات السياحة البيئية. ويأتي ذلك في إطار مبادرة لمدّة شهر أطلقتها ودعمتها السفارة الفرنسية في العراق بهدف حماية الأهوار.
يقول المتطوّع عمر الشيخلي، وهو أستاذ في علم البيئة في جامعة بغداد، والمدير الفني لمنظمة المناخ الأخضر العراقي، إنّ النفايات البلاستيكية تثقل كاهل المنطقة وسط نقص المياه وزيادة العواصف الرملية التي يعاني منها العراق بشكل عام. يضيف لوكالة رويترز أنّ ما يجري اليوم "حملة ريادية لإزالة ما يمكن إزالته من النفايات البلاستيكية التي تُعَدّ نوعاً من النفايات الصلبة التي تؤثّر سلباً بالأهوار العراقية"، مضيفاً أنّ "الاعتقاد كان بأنّ السياحة البيئية ستساهم كثيراً في دعم الأهوار العراقية. لكنّ ثمّة جانباً سلبياً للأسف، وهو أنّ سيّاحاً كثيرين يرمون نفايات (رحلات) السياحة البيئية، وخصوصاً البلاستيكية في داخل الأهوار. وقد صار ذلك عبئاً كبيراً يقع على الأهوار العراقية وتأثيره خطر يهدّد التنوع البيولوجي".
ويحذّر الشيخلي من أنّ تلك النفايات تسبّب تلوثاً يهدّد البيئة العراقية، لافتاً إلى أنّ "الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة صنّف تلك النفايات نوعاً من أنواع التلوّث. وهذا التلوّث تهديد حقيقي للبيئة العراقية، بالإضافة إلى التغيّرات المناخية التي يشهدها العراق وشحّ المياه والعواصف الرملية. وهذه المواد البلاستيكية في الأهوار ضارّة جداً بالبيئة العراقية، وكثير من هذه النفايات يُعَدّ كذلك مواد مسرطنة وخطراً على الصحة البشرية، لذا فإنّ إزالتها تُعَدّ أهم الأولويات التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني".
ويلفت الشيخلي إلى أنّ مثل هذه المبادرات ترفع الوعي بشأن ضرورة الحفاظ على نظافة البيئة، فيما يؤكّد أنّ من شأن ذلك أن "يساهم في تعزيز الوعي الثقافي للسياح وتعزيز السياحة البيئية في الأهوار العراقية، بالإضافة إلى تقليل الضغط على التنوّع البيولوجي والنظام البيئي في الأهوار العراقية".
تجدر الإشارة إلى أنّ السفير الفرنسي لدى العراق إيريك شوفالييه، كان قد انضمّ إلى المتطوعين، يوم الخميس الماضي في 19 مايو/ أيار الجاري، وسلّط الضوء على أهمية إنقاذ الأهوار العراقية، واصفاً إيّاها بأنّها "تجسيد لواحد من مهد الحضارات... وكذلك واقع إنساني وأنظمة بيئية هشّة معرّضة للخطر اليوم". وأوضح شوفالييه أنّ بلاده تدعم مشروعَين في الأهوار العراقية، أحدهما بقوارب تقدّم الخدمات البيطرية للحيوانات والمساعدة الصحية للناس في حالات الطوارئ، والآخر بقوارب لجمع النفايات البلاستيكية.
والعراق خامس دولة في العالم معرّضة للمخاطر المرتبطة بأزمة المناخ، وفقاً للأمم المتحدة. ويسبّب الجفاف ودرجات الحرارة شديدة الارتفاع جفاف الأراضي الزراعية، الأمر الذي يجعل أجزاءً كبيرة من العراق بالكاد تصلح للعيش في موسم الصيف. وقد سجّلت البلاد درجات حرارة قياسية بلغت 52 درجة مئوية على أقلّ تقدير في السنوات الأخيرة.
(رويترز)