يواصل نحو 100 متطوع تونسي حملة لإعادة زراعة المناطق الغابية التي دمرتها الحرائق، ويدفعهم التنافس نحو تحطيم رقم قياسي في عدد الأشجار المغروسة خلال يوم واحد، بعد أن كسبوا رهان زرع 14500 شجرة.
ويشتغل المتطوعون في إطار جمعيات "الخضر" في تونس، والتي تنظم حملات التشجير، وتتواصل مع مصالح الغابات بوزارة الزراعة من أجل الحصول على الشتلات، فيما يتم اختيار مواقع التشجير على إثر عمليات معاينة تحدد صلاحية الأراضي التالفة من الحرائق لتجديد غطائها الحرجي.
انخرط الطالب الجامعي مروان الدرعي ( 26 سنة) في العمل البيئي منذ 2017، وأكد أنه انضم إلى شبكة متطوعي التشجير في عام 2019، بعد أن التهمت سلسلة من الحرائق غابات تونسية، ويقول لـ"العربي الجديد"، إنه يتولى مع مجموعة من المتطوعين التنظيم اللوجستي لحملات غرس الأشجار التي تتم يوم الأحد من كل أسبوع.
ويضيف الدرعي أن "التسجيل للمشاركة في الجهد التطوعي يتم عبر رابط إلكتروني عبر موقع جمعية (سولي غرين)، وتعطى الأولوية للمنتظمين في حملات التشجير. يشارك 100 من الرفاق أسبوعيا بشكل منتظم في غرس الأشجار بمحافظات مختلفة، ويتنقلون في حافلات إلى المناطق المستهدفة في أجواء احتفالية، ويدفعهم إلى ذلك الإيمان بأهمية تجديد الغطاء الغابي، سواء لحياتهم، أو حياة الأجيال القادمة".
وأوضح أن المتطوعين "يتنافسون في زرع أكبر عدد ممكن من الأشجار، حتى أنهم احتجوا في إحدى الحملات لعدم كفاية الشتلات المتوفرة، ما اضطر المنظمين للاتصال بوزارة الزراعة لجلب كميات إضافية".
وتشير دراسة تونسية بعنوان "استباق تغيّر المناخ... المخاطر والفرص الاقتصادية"، إلى زیادة تواتر حرائق الغابات، ومن المتوقع أن تؤدي الحرائق إلى خسارة 180 ألف هكتار بحلول عام 2030، ما يعادل خسارة اقتصادية قدرها 11.24 مليون دولار.