أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي في اللد صباح اليوم أحكاماً بالحبس 18 شهراً بحق المعتقل محمد العارور (25 عاماً)، والحبس 36 شهراً بحق المعتقل محمد حسونة (26 عاماً)، وشملت لوائح الاتهام التي قدمتها نيابة الاحتلال الإخلال بالنظام العام وحرق سيارتين وإلقاء زجاجات حارقة.
يذكر أن العارور وحسونة من معتقلي هبة الكرامة في مايو/ أيار2021 في مدينة اللد، التي ارتقى فيها ابن عم محمد حسونة شهيداً، موسى حسونة، والتي شهدت اعتداء من قبل المستوطنين على العرب في المدينة.
تقول ثروة حسونة والدة المعتقل محمد حسونة، لـ"العربي الجديد": "محمد معتقل منذ 18 شهراً، في البداية كانت لائحة الاتهام ضدّه ضخمة وخطيرة تمتد أحكامها إلى 10 سنوات. خُففت حتى 36 شهراً، وتبقى منها سنة ونصف السنة. كما فُرضت غرامة مالية بمبلغ 17500 شيقل". وتابعت "محمد ابني البكر، ولدي ابن وابنة أخرى أصغر منه. محمد معتقل في سجن ريمونيم، يبعد نصف ساعة عن اللد. أزوره كل أسبوعين، ومعنوياته عالية جداً الحمد الله".
وكانت مدينة اللد قد شهدت في مايو/ أيار 2021 أحداثاً دامية خلال هبة الكرامة، اعتدى خلالها المستوطنون على العرب في المدينة. وارتقى فيها الشهيد موسى حسونة، ولم يتم القبض على أحد في ملفه حتى اليوم. وحتى الآن تنظم اللجنة الشعبية في اللد وقفة احتجاجية كل شهر للمطالبة بإيقاف القتلى ومحاكمتهم. بينما اعتقلت شرطة الاحتلال 7 مواطنين من العرب على خلفية اتهامهم بقتل مستوطن إسرائيلي.
وقال المحامي تيسير شعبان، رئيس لجنة من معتقلي هبة الكرامة من اللد، إنّ "لوائح الاتهام بحق حسونة والعارور تعتبر من المستوى الخطير من ناحية التهم، منها إطلاق نار وحرق سيارات وإلقاء زجاجات حارقة وإلقاء حجارة، وخلال المسار القضائي تم تخفيضها إلى إلقاء زجاجة حارقة وحرق سيارات"، مشيراً إلى أن الأحكام التي صدرت اليوم هي صفقة بين النيابة العامة والمحامين.
وأضاف شعبان أن هناك 17 معتقلاً فعلياً من هبة الكرامة وواحد منهم قاصر. وهناك 51 لائحة اتهام بحق بعض المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم بقيود وشروط، منها حبس منزلي. ولا تزال محاكمتهم سارية في أجهزة القضاء. وأشار إلى أن هناك سبع لوائح اتهام لمتهمين من اللد بقضية قتل المستوطن يجال يشواع، ولم تنته محاكمتهم بعد، وهم في الاعتقال الفعلي.
وفي سياق متصل، تظاهرت أمهات من حي الشيخ جراح أمام المحكمة المركزية في القدس المحتلة ضدّ الأحكام الجائرة بحق المعتقلين الفلسطينيين من هبة الكرامة.
يذكر أن هبة الكرامة اندلعت في بدايتها تضامناً مع القدس المحتلة والمسجد الأقصى وضد الاعتداءات الإسرائيلية حينها، وضد تهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، ثم تضامناً مع قطاع غزة الذي تعرض لعدوان إسرائيلي، قبل أن تتطور هذه الهبّة وتشمل معظم المدن الساحلية والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني، وتفاجئ السلطات الإسرائيلية، لتشهد اعتداءات عنيفة من الأمن الإسرائيلي على المحتجين.