تضررت خيام كثيرة في منطقة شمال غربي سورية، يسكن فيها النازحون جراء المنخفضات الجوية التي ضربت المنطقة، ومع عجز الاستجابة الإنسانية لم يعد أمام النازحين سوى الاعتماد على حلول فردية، من العمل على ترقيع الخيام والتعامل مع تسرب الأمطار إلى داخل الخيام، ليبقى النازحون رهينة معاناة الشتاء التي باتت حلولها من وجهة نظرهم بعيدة الأمد.
خلال الفترة الماضية منذ مطلع العام الحالي، شهدت المنطقة عدّة منخفضات جوية، هطل خلالها وابل من الأمطار جرفت الكثير من الخيام وتسببت بتضرر عدد منها جزئيا، ومع ترقب النازحين للمساعدات الإنسانية، كانت الاستجابة ضعيفة وشبه معدومة في بعض المخيمات.
يقول محمد عبد السلام المقيم في تجمع مخيمات دير حسان لـ"العربي الجديد": "الهطولات المطرية كانت كبيرة خلال الأسبوع الماضي وحاليا نعاني العاصفة الثلجية، ورغم وصول مساعدات لبعض المخيمات، ولكننا -المقيمين- في مخيمات دير حسان لم نحصل على أي شيء، النقص كبير والأوضاع صعبة جدا والخيام منذ 4 أو 5 سنوات لم تبدل، وكل الناس بحاجة إلى عوازل، حيث تدخل المياه إلى أغلب الخيام والأوضاع مأساوية للغاية".
أما علي الخلف أحد سكان مخيمات أطمة، فوصف مساعدات المنظمات الإنسانية خلال هذا الشتاء بالخجولة، قائلا لـ"العربي الجديد": "عمل المنظمات الإنسانية في شتاء هذا العام خجول للغاية مقارنة بالسنوات الماضية، حتى الآن لم تصل المساعدات الإنسانية لمخيمات أطمة والكرامة وعقربات والرحمة وتجمع وادي عباس للنازحين"، مشيرا إلى وصول القليل من المساعدات الفردية لبعض العوائل المتضررة، بينما المساعدات المنظمة لم تصل للمتضررين.
وأضاف الخلف: "تتعامل العوائل مع الهطولات المطرية بتدوير ما لديها، في حال تضرر خيمة يرصفونها ببعض الحجارة ورفع الخيام، أما بيت الطوب فيجري النازح حلولا من تلقاء نفسه، يحاول النازحون التخلص من المشاكل بشكل فردي بعيدا عن المنظمات أو غيرها".
معاناة البرد في مخيمات النازحين
النازحة أسماء شيخ أحمد، تقيم في تجمع مخيمات أطمة، تحدثت لـ"العربي الجديد" عن الوضع الحالي ضمن المخيمات قائلة: "البرد اليوم شديد، نسمات الهواء باردة للغاية لدرجة الشعور بالتجمد، لدينا أخشاب وأعواد ومخلفات بلاستيكية وكرتون جمعناها في فصل الصيف نستخدمها في التدفئة، لم نحصل على فحم حتى الآن رغم كل هذا البرد، زوجي يعمل في البناء، مع هطول المطر يتوقف عمله، حالنا حال الكثير من السكان هنا في المخيم الوضع سيئ ويزداد سوءا".
من جانبه أوضح فريق منسقو استجابة سورية، خلال تقرير صدر أمس الأحد، أن النازحين يشتكون من عدم الحصول على المساعدات الإنسانية، مضيفا أنهم مقيمون في مخيمات تضررت جراء هطول الأمطار.
وقال الفريق إن ذلك عائد لـ"عدم تقدير العديد من المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في المنطقة لحساسية الأوضاع الإنسانية الحالية التي تمر بها محافظة إدلب، والتي تشهد ازديادا في الحاجة لتقديم المساعدات الإنسانية بشكل أكبر من الأوقات السابقة. وغياب رؤية واضحة لدى العديد من الجهات للتخفيف من حدة هذه الأزمة التي تزداد يوماً عن يوم".