سجل مخيم "الركبان" بريف حمص الشرقي، الواقع ضمن ما يُعرف بمنطقة الـ "55" كم، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، حالات اختناق عدة، لدى مرضى "الربو"، بسبب عاصفة غبارية اجتاحت المخيم، لا سيما أن المخيم يشهد ظروفاً إنسانية صعبة، الأمر الذي دفع عوائل عدة لمغادرة المخيم إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وسط تخوف من تفكيك المخيم، وإجبار العوائل على العودة لمناطق سيطرة النظام.
وقال ماهر العلي، وهو رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية" في حديث لـ "العربي الجديد"، إن مخيم "الركبان" سجل خلال الـ 24 ساعة الماضية حالات اختناق عدة لدى مرضى الربو، نتيجة عاصفة غبارية ضربت المخيم، مضيفاً أن الوضع الطبي في المخيم معدوم بشكلٍ كامل، دون أن تلتفت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى واقع المخيم منذ سنوات.
وأشار العلي إلى أن هناك تخوفاً كبيراً لدى النازحين من تفكيك مخيم الركبان من قبل الجانب الأردني بالاتفاق مع الروس، مشدداً على أن اجتماعات النظام السوري مع الجانب الأردني خلال الفترة الماضية جرى التطرق فيها إلى مخيم "الركبان"، حيث أصر النظام على تفكيك المخيم.
ويرى العلي أن القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة "التنف" العسكرية ضمن منطقة الـ "55" كم، راضية عما يحصل في مخيم الركبان، مبيناً أن المحسوبيات لا تزال موجودة، وحتى عندما توزّع المواد الإغاثية، فإن المحسوبين على القوات الرديفة لها يكون لهم الحصة الأكبر من تلك المساعدات، وهذا الأمر يضيق الخناق أكثر فأكثر على قاطني المخيم، وهو أحد أبرز الأسباب التي تدفع العوائل إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بالإضافة إلى نقص الطبابة والرعاية الصحية.
وبيّن العلي أن هناك حالة طبية في مخيم "الركبان" لشخص تعرّض سابقاً لإصابة حربية بسبب قصف قوات النظام، وبحاجة إلى العلاج في الأردن، وتواصلنا مع مكتب "الأمم المتحدة" في الأردن، ولم يكن هناك أي نتائج من التواصل.
وبحسب رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، فإن 15 عائلة، بالإضافة إلى بعض الشبان بتعداد كُلي قرابة الـ 100 شخص، غادروا مخيم "الركبان" منذ بداية العام الجاري، وحتى اليوم الثلاثاء، مؤكداً أن هناك عوائل جديدة تستعد للمغادرة خلال الأيام القادمة، في حال استمر الوضع المأساوي على ما هو عليه في المخيم.
وكان المجلس المحلي في مخيم "الركبان" قد أصدر الأربعاء الماضي، بياناً أدان فيه التطبيع العربي مع النظام السوري، ودعوته من أجل العودة إلى جامعة الدول العربية، مؤكداً رفضه القرارات العربية والدولية كافة التي ترحب بعودة النظام السوري لجامعة الدول العربية مع عدم الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
كما ندد المجلس بـ "قرار وزراء خارجية النظام السوري والأردني والروسي تفكيك مخيم الركبان وإعادة النازحين قسراً إلى مناطق سيطرة النظام السوري"، مشدداً على "البقاء في مخيم الركبان"، معبراً عن "رفض العودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري حتى يجري التوصل إلى حل جذري وتطبيق القرار 2254 وخروج المليشيات الإيرانية والروسية من الأراضي السورية كافة".