استمع إلى الملخص
- تم افتتاح إعدادية غزة في تجمع مخيمات حزرة بدعم من مؤسسة "وفاق الإنسانية"، مما يوفر بيئة تعليمية ملائمة وآمنة لـ800 طالب، ويقلل من المخاطر الصحية.
- تواجه عملية بناء المدارس تحديات مثل نقص المساحات، وتسعى "وفاق الإنسانية" لدعم التعليم ببناء مدارس جديدة وقناة تعليمية، مع دور مهم للمجتمع المحلي.
يُعاني قطاع التعليم في مخيمات الشمال السوري من نقص في المدارس، ويلجأ معظم التلاميذ إلى البلدات المحيطة للالتحاق بمدارسها. وغالباً ما تكون مدارس المخيمات مكتظة ويوزع فيها التلاميذ على فترتين دراسيتين: الأولى صباحية والثانية مسائية. وبسبب بُعد المدارس عن المخيمات وصعوبة الالتحاق بها في فصل الشتاء، تبرز الحاجة دائماً إلى بناء مدارس ضمن تجمعات المخيمات، ما يخفف عناء التنقل ويجعل الالتحاق بعملية التعليم أمراً يسيراً. ومن الخطوات المهمة في هذا الخصوص افتتاح إعدادية غزة يوم أول من أمس الأربعاء، في تجمع مخيمات حزرة في ريف إدلب شمال غربي سورية.
وشيّدت المدرسة لدعم العملية التعليمية التي تعاني في الأصل من ضعف البنى التحتية، وسميت بعد عملية "طوفان الأقصى" بـ"مدرسة غزة". ويعدّ افتتاح هذه المدرسة خطوة مهمة في توفير بيئة تعليمية ملائمة وآمنة للأطفال في المخيمات. ويقول حامد الأحمد، أحد سكان مخيمات حزرة، لـ "العربي الجديد"، إن "افتتاح المدرسة نقطة تحوّل مهمة، وتقدم التعليم من الصف الخامس وحتى الصف التاسع، لتغطي احتياجات مخيمات الأندلس، والصالحين، ونبع الأمل، ووادي هارون، وغيرها". يضيف أن "الانتقال من خيام غير ملائمة إلى مبنى ثابت سيحسن جودة التعليم وظروفه بشكل كبير".
في المقابل، تؤكد الثلاثينية دعاء الصالح، المقيمة ضمن مخيمات حرزة، لـ"العربي الجديد"، أنها لن تكون قلقة من عودة ابنتيها إلى البيت مريضتين بسبب البرد في الخيمة. وتقول: "الدوام في الخيمة صعب. كانت ابنتي في الصف الأول دائماً ما تعاني من التهاب في الصدر في الشتاء بسبب عدد الطلاب في الخيمة. وأكد الطبيب أن ذلك بسبب عدد الطلاب الكبير والتهوية غير الجيدة والبرد. نرجو أن ينال أبناؤنا التعليم الجيد في المدرسة الجديدة ضمن المخيم". وتتكون المدرسة من عشر قاعات صفية، وثلاث قاعات إدارية، إضافة إلى ملعب كرة سلة ومرافق خدماتية بقدرة استيعابية تبلغ 800 طالب، بمساحة كلية تقارب 1500 متر مربع، وفق منظمة "وفاق الإنسانية" التي عملت على بناء المدرسة.
في هذا الإطار، يقول أحد مهندسي مشروع المدرسة محمد إدلبي، لـ"العربي الجديد"، إن "بناء المدرسة واجه تحديات عدة، أبرزها نقص المساحات المتاحة للبناء في المخيمات، وانعدام البنية التحتية من طرقات وصرف صحي وكهرباء، وغياب وسائل النقل اللازمة للمعلمين، والحاجة الكبيرة إلى المدارس الإعدادية".
ويضيف أن مؤسسة "وفاق الإنسانية"، أشرفت على بناء وتمويل مدرسة "غزة هاشم الإعدادية" بالكامل، وتولت تجهيز البنية التحتية وتوفير مستلزمات التعليم من بناء، وخزانات مياه، وطاقة شمسية، ومقاعد. وتسعى المؤسسة إلى دعم التعليم عبر رؤيتها وشعارها "الحل يبدأ من التعليم". يتابع: "ساهمت المؤسسة سابقاً في بناء عدة مدارس أخرى، مثل مدرسة ملائم تكين الابتدائية، ومدرسة الخوارزمي، ومدرسة الأكرم، بالإضافة إلى مدرسة غزة خيام، وأخيراً مدرسة غزة هاشم الإعدادية".
كذلك أطلقت المؤسسة قناة تعليمية على يوتيوب للتعليم عن بعد، وتستمر في خططها لتوسيع المدارس في الشمال السوري. وتعتبر المدرسة الجديدة خطوة مهمة لتشجيع التحاق المزيد من الطلاب، وخصوصاً الإناث، اللواتي يعانين من صعوبة الوصول إلى المدارس البعيدة. كذلك، لعب المجتمع المحلي دوراً فاعلاً في دعم بناء المدرسة، ويأمل السكان في الحصول على دعم إضافي لبناء طابق ثانٍ لتلبية احتياجات جميع الأطفال في المخيمات المحيطة. ويتجاوز عدد المخيمات شمال غربي سورية 1900 مخيم، أكثر من 60% من هذه المخيمات تعاني من عدم توفر المدارس أو المرافق التعليمية وفق إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية". وهذا النقص الكبير يزيد من صعوبة التحاق الطلاب بالتعليم، ويؤدي للاكتظاظ بينما يرفع أعداد المتسربين من التعليم.