استمع إلى الملخص
- تواجه مريم الإبراهيم، أرملة وأم لطفل مصاب بالسكري، تحديات كبيرة في تأمين الأدوية، حيث تضطر لقطع مسافات طويلة للحصول عليها، بينما تعاني خالدية الفرج وسكان المخيمات من نقص حاد في الأدوية والموارد المالية.
- تزايد انتشار مرض السكري في المخيمات نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية والنفسية، مع دعوات لتوفير الأدوية بشكل منتظم ودعم المنظمات الإنسانية مثل "الجمعية الطبية السورية الأميركية" وأطباء بلا حدود.
يعاني مرضى السكري في شمال غربي سورية أحوالاً صعبة، في بيئة تجعل من الصعب عليهم تنظيم مستويات سكر الدم ضمن المخيمات، نظراً لعدم توفر الغذاء المناسب، وكذلك النقص والصعوبة في تأمين الأدوية، مع الاعتماد بالدرجة الأساسية على المنظمات الإنسانية في توفيرها في ظل ارتفاع أسعارها، وهو النداء المتكرر تزامناً مع اليوم العالمي لمرضى السكري، اليوم الخميس.
تجبر الظروف النازحة، مريم الإبراهيم، وهي أرملة وأم لطفل مصاب بالسكري وتقيم في مخيمات الكرامة بريف إدلب، على قطع مسافة طويلة إلى المركز الصحي في مدينة الدانا للحصول على الدواء، حيث تعيش معاناة من جراء المرض، وفق ما أوضحته لـ"العربي الجديد". وقالت إن طفلها البالغ من العمر 15 عاماً مصاب بسكري الشباب، وهو طالب في الصف التاسع يحتاج لجرعات الأنسولين البطيء والسريع، إذ إن أدوية الحبوب لم تعد تؤثر في حالته.
أما خالدية الفرج، وهي واحدة من سكان مخيمات الكرامة، فقالت لـ"العربي الجديد" إن جميع سكان المخيم يعانون قلة الأدوية، في ظل أوضاع مادية صعبة للغاية، مشيرة إلى أن المخيم يضم عدداً كبيراً من الأرامل اللواتي لا يملكن مصدر دخل، مما يجعل من الصعب عليهن توفير الأدوية الضرورية. وأشارت إلى ندرة توافر الأدوية بقولها: "الدواء متوفر يوماً واحداً، وعشرة أيام لا".
انتشار مرضى السكري في مخيمات النازحين
أدى تدهور الوضع المعيشي ونقص الخدمات الصحية، والظروف النفسية الصعبة، وغياب التوعية الصحية إلى انتشار مرض السكري في مخيمات النازحين ضمن المنطقة. ومن المصابين بالمرض، خدوج الصطوف، وهي نازحة من مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، التي تصف خلال حديثها لـ"العربي الجديد" معاناتها مع مرض السكري الذي أصابها نتيجة للضغوط النفسية والحزن الذي عاشته. تقول إنها تتكبد مشقة كبيرة للحصول على الأدوية، وغالباً ما تعجز عن توفيرها بسبب عدم امتلاكها المال الكافي. وتطالب الصطوف بتوفير الأدوية بشكل منتظم لسكان المخيمات الذين يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة.
تشكل هذه التصريحات مجتمعة صرخة استغاثة من أهالي المخيمات، لتسليط الضوء على احتياجاتهم الصحية العاجلة، وضرورة دعمهم بالأدوية الضرورية لعلاج مرضى السكري، الذين يعانون نقصاً حاداً في الرعاية الصحية والدعم المادي.
بدوره، تحدث مدير مركز الرعاية الصحية في دير حسان، محمد المحمد، لـ"العربي الجديد" عن تزايد أعداد مراجعي المركز من مرضى السكري، حيث يستقبلون حوالي 50 مريضاً يومياً. وأكد أن المركز يبذل قصارى جهده لتلبية احتياجات المرضى من الأدوية الضرورية، على الرغم من تقلص الدعم المقدم لهم، موضحا أن مرض السكري يشكل خطراً على العديد من أعضاء الجسم مثل العينين والقدمين والقلب، مما يستدعي من المرضى اتباع حمية غذائية دائمة للحد من مضاعفات المرض.
وتنشط عدة منظمات إنسانية في المنطقة لتوفير جزء من متطلبات الدواء لمرضى السكري في منطقة شمال غربي سورية، منها "الجمعية الطبية السورية الأميركية" ومنظمة أطباء بلا حدود، لكنها تعمل ضمن إمكانات محدودة في ظل الحاجة الكبيرة ونقص التمويل.