مسؤول أممي: أزمة النزوح في لبنان كارثية والدعم الحالي ضئيل

11 أكتوبر 2024
نازحون لبنانيون في إحدى مدارس بيروت، لبنان، 5 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يشهد لبنان أزمة إنسانية حادة بسبب العدوان الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر، مع تجاوز عدد الشهداء 2100 ونزوح أكثر من مليون شخص، مما يتطلب دعماً دولياً كبيراً.
- تتنوع أوضاع النازحين بين مراكز إيواء مؤقتة ومساكن مستأجرة، بينما غادر 400 ألف شخص البلاد، معظمهم إلى سوريا، وسط ظروف اقتصادية صعبة.
- ناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولي لتوفير 426 مليون دولار، لكن تم جمع 12% فقط، مع تزايد معاناة الشعب اللبناني بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.

حذّر مسؤول في المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من أنّ نزوح مئات آلاف الأشخاص في لبنان يمثّل كارثة، مشيراً إلى أنّ الدعم الدولي غير متناسب مع احتياجات السكان، ولا سيّما النازحون، وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد منذ أكثر من أسبوعَين. وقال المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة عثمان البلبيسي إنّ "مع هذه الموجة من النزوح، نرى احتياجات ضخمة"، مضيفاً أنّ "الوضع كارثي".

وقد راحت إسرائيل تكثّف عملياتها العسكرية، ولا سيّما الغارات الجوية على لبنان، منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي. ومنذ ذلك الحين، أدّى القصف المتواصل إلى استشهاد أكثر من ألفي شخص، علماً أنّ في اليوم الأول وحده سقط نحو 500 شهيد، إلى جانب نزوح أكثر من مليون آخرين هجّرتهم آله الحرب الإسرائيلية التي تستهدف خصوصاً جنوب لبنان والبقاع (شرق) وضاحية بيروت الجنوبية.

في هذا الإطار، أفادت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شمداساني بأنّ الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، المتمادية أخيراً، أدّت إلى "مقتل مئات الأشخاص ومغادرة أكثر من مليون شخص منازلهم في كلّ أنحاء البلاد". وقد أتى ذلك في خلال مؤتمر صحافي أسبوعي للمكتب في جنيف، اليوم الجمعة، تناولت فيه الوضع في لبنان.

وقال البلبيسي لوكالة فرانس برس، في خلال زيارة قام بها للعاصمة اللبنانية بيروت أمس الخميس، إنّ "لبنان في حاجة إلى مزيد من الدعم"، مبيّناً أنّ "ما جرى تقديمه حتى الآن ضئيل ولا يتناسب مع الاحتياجات". وأوضح المسؤول الأممي أنّ المنظمة الدولية للهجرة "تحقّقت وتتبّعت" نحو 690 ألف نازح في لبنان، مشيراً إلى أنّ نحو 400 ألف آخرين غادروا البلاد، عدد كبير منهم إلى سورية.

وتفيد بيانات الحكومة اللبنانية وكذلك المنظمة الدولية للهجرة بأنّ نحو ربع النازحين (أكثر من 185 ألف شخص) في لبنان يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة تشرف عليها الجهات الرسمية، من قبيل المدارس. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنّ ربعاً آخر من النازحين استأجروا مساكن، في حين يعيش نحو 47% في "أماكن مضيافة"، إذ يقيم كثير منهم لدى أقارب لهم، في حين ثمّة من يفترش الشوارع، إذ لا مكان يقصدونه.

وشدّد المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الدولية للهجرة على أنّ "من المحزن حقاً أن نرى هذا (النزوح) مرّة أخرى في لبنان"، في بلد عانى حرباً أهلية بين عامَي 1975 و1990، بالإضافة إلى حرب تموز 2006 التي شنّتها إسرائيل على البلاد. أضاف البلبيسي أنّه في حين كان الدخان يتصاعد من جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، كان سكانها يفرّون من منازلهم "بلا شيء، نتيجة للخوف، والآن عليهم إعادة بناء كلّ شيء مرّة أخرى".

وقد أسفر القصف الإسرائيلي، سواء من المقاتلات أو البوارج المعادية، عن استشهاد أكثر من 2100 شخص في لبنان منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من نصفهم منذ اشتداد العدوان في 23 سبتمبر الماضي، بحسب البيانات الرسمية.

وأوضح البلبيسي، لوكالة فرانس برس، أنّ الأمم المتحدة ناشدت المجتمع الدولي توفير 426 مليون دولار أميركي للاستجابة للأزمة الإنسانية في لبنان على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، من بينها 32 مليون دولار للمنظمة الدولية للهجرة من أجل توفير المساعدة لنحو 400 ألف شخص.

وقد ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الجمعة، أنّ المناشدة جمعت 12% فقط من هدفها، أي 51 مليون دولار. يأتي ذلك في حين يشهد لبنان منذ عام 2019 انهياراً اقتصادياً متمادياً. وقال البلبيسي: "نأمل أن يتمكّن الجميع من زيادة مساهماته"، مضيفاً "نريد أن ينتهي هذا (النزوح) في أقرب وقت ممكن".

أكثر من 420 ألفاً غادروا لبنان إلى سورية

في سياق متصل، قالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شمداساني إنّ أكثر من 310 آلاف مواطن سوري ونحو 110 آلاف مواطن لبناني عبروا إلى سورية من لبنان، منذ اشتداد العدوان الإسرائيلي عليه، وذلك تحديداً في الفترة الممتدة من 23 سبتمبر الماضي إلى التاسع من أكتوبر الجاري. وبيّنت شمداساني، في المؤتمر الصحافي نفسه في جنيف، أنّ أوضاع المدنيين في لبنان وقطاع غزة وسورية "تزداد سوءاً يوماً بعد يوم".

وأوضحت شمداساني أنّ الغارات الجوية الإسرائيلية تستهدف بصورة متزايدة العاصمة اللبنانية بيروت المكتظّة بالسكان. يُذكر أنّ ذلك يأتي في حين كانت الضربات تتركّز على جنوب لبنان والبقاع (شرق) وضاحية بيروت الجنوبية، مع العلم أنّ ثمّة اعتداءات إسرائيلية استهدفت مناطق في محافظة جبل لبنان (وسط). وأشارت إلى أنّ "الشعب اللبناني هو الذي يتحمّل العبء الأكبر من الصراعات".

(فرانس برس، أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون