يعيش سكان المدن والبلدات شمال غربيّ سورية، تحت وطأة العديد من الضغوطات المجتمعية والمعيشية، وخاصة مَن أُصيب منهم بفيروس كورونا واضطر إلى البقاء في واحد من مراكز العزل الخمسة في ريف حلب الغربي وإدلب.
ويحكي خالد الأحمد تجربته التي عاشها في مركز العزل بعد الإصابة بفيروس كورونا في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، وكان من بين المستفيدين من مشروع الدعم الذي أطلقته منظمة "سداد" لمساعدة المصابين. يقول لـ"العربي الجديد" إنه تسلم سلة غذائية فور دخوله مركز العزل في البلدة، وإن المتابعة التي تلقاها سهّلت عليه البقاء في مركز العزل حتى تمام التعافي من الإصابة.
شمل المشروع 5 مراكز للعزل الصحي في كل من ناحية معرة مصرين في ريف إدلب إضافة لمدينتي الأتارب ودارة عزة في الريف الغربي لمحافظة حلب
وأشار الأحمد إلى أن العاملين في المركز كانوا يتبعون كل إجراءات السلامة، للحيلولة دون الإصابة بالعدوى، فضلاً عن معايير جودة عالية في حفظ الطعام وتقديمه للمصابين، مع إشراف عمال النظافة على العناية بالنظافة العامة لخيمة العزل دورياً. وأيضاً هناك تنوع جيد بالوجبات المقدمة للمصاب، حيث قضى فترة العزل في فبراير/ شباط الماضي.
بدورها، تحدثت النازحة "حميدة. م" عن تجربة الإقامة في "مركز دارة عزة 2" للعزل في ريف حلب الغربي، موضحة أنها حصلت على سلة إغاثية فيها مواد غذائية متنوعة، ولم يطلب أحد من مشرفي المركز أي مقابل مادي لقاءها، وكانت تحصل على وجبات غذائية منتظمة، والمواد المقدمة كانت نوعيتها جيدة، مع اهتمام كبير بالنظافة والوجبات المقدمة للمصابات معها في أوقات مناسبة. وعبّرت عن شكرها الكبير على هذا الاهتمام.
ويرى المصابون الذين يحصلون على المساعدات في مراكز العزل، أنها تمنحهم الدعم النفسي، وتساعدهم على تخطي مرحلة صعبة في مواجهة الفيروس، وتمدهم بالقدرة على البقاء في مراكز العزل حتى تمام التعافي.
وشمل المشروع 5 مراكز للعزل الصحي في كل من ناحية معرة مصرين في ريف إدلب، إضافة إلى مدينتي الأتارب ودارة عزة في الريف الغربي لمحافظة حلب، إذ بادرت العديد من المنظمات الإنسانية بافتتاح مراكز لعزل المصابين في المنطقة المحررة من محافظة إدلب بعد تفشي الوباء في المنطقة، ومنها منظمة "قطر الخيرية" التي عملت على تجهيز ثمانية مراكز للعزل في كل من مناطق جسر الشغور ودركوش ومعرة مصرين وكللي وحزانو وكفرتخاريم وحير جاموس في أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
منسق قطاع الأمن الغذائي في منظمة "سداد"، مدير مشروع المساعدات الغذائية لمصابي كورونا مصطفى زرزوري، قال في حديث لـ"العربي الجديد": "انطلاق مشروع توفير مساعدات غذائية عينية للفئات الأضعف من مصابي فيروس كورونا، والعاملين الصحيين في خمسة مراكز عزل مجتمعي في شمال غرب سورية مطلع العام الحالي، بهدف تقديم الدعم اللازم لهذه الفئة من المستضعفين، وتخفيف معاناتهم. وهذه الخدمة تزيد من إقبال المصابين على مراكز العزل، وبالتالي تخفف من احتكاكهم بالمجتمع المحيط وتقلل من خطر نقل العدوى لغيرهم".
وأوضح زرزوري أن المنظمة تقدّم الغذاء اللازم لإنقاذ حياة المصابين على شكل سلل في خمسة مراكز في ناحية معرة مصرين والأتارب ودارة عزة، ووجبات مطبوخة وفق معايير مدروسة بهدف دعم صمودهم بمواجهة هذه الجائحة وتقوية مناعتهم حيث تتميز هذه الوجبات بغناها وتنوعها، لافتاً إلى أن الفريق المسؤول عن تقديم هذه المساعدات خضع لنشاط تعريفي بطرق التعامل مع هذه المراكز وكيفية تقديم الخدمات دون تعريض العامل في المجال الإنساني لخطر انتقال العدوى له من المصابين، وذلك من خلال عدم الاحتكاك المباشر مع المريض، والالتزام التام بالتدابير الوقائية من ارتداء القفازات والكمامات وترك مسافة اجتماعية، بالإضافة إلى التعقيم المستمر.
ووفقاً لتقرير رصد فيروس كورونا الصادر عن وحدة تنسيق الدعم، اليوم الخميس، سجلت 25 إصابة جديدة بالفيروس في عموم المناطق المحررة شمال غربيّ سورية، منها 18 إصابة داخل المخيمات، ليصبح إجمالي الإصابات 21318، وهو أعلى رقم إصابات يُسجل منذ 14 يناير/كانون الثاني الماضي، وفقاً لمديرية صحة إدلب.