مستشفى كمال عدوان تحت وطأة الحصار: وفاة مسن وإصابة 17 طفلا بسوء تغذية

20 نوفمبر 2024
مرضى يفترشون الأرض داخل مستشفى كمال عدوان، 15 نوفمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

أعلن مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، الأربعاء، وفاة مسن فلسطيني جراء الجفاف الحاد وإصابة 17 طفلا بسوء تغذية جراء الحصار الإسرائيلي على شمال قطاع غزة منذ 47 يوما ضمن حرب الإبادة المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وقال أبو صفية في بيان: "بدأت حالات سوء التغذية بالتوافد منذ أمس الثلاثاء، حيث حضر 17 طفلاً إلى الطوارئ، يعانون من علامات سوء التغذية، كما توفي رجل مسن نتيجة الجفاف الحاد".

وأضاف: "الوضع أصبح أكثر كارثية، ولا يوجد تحرك من أي جهة دولية لفتح ممر إنساني يمكن من خلاله إدخال المستلزمات الطبية، الوفود الطبية الجراحية، وطعام أطفال وحليبهم، بما في ذلك الحليب العلاجي، حتى نتمكن من معالجة حالات سوء التغذية". وتابع أبو صفية: "نحن ما زلنا تحت الحصار الشديد، ولا يسمح بدخول أي شيء، لا دواء ولا طواقم طبية ولا طعام ولا مركبات إسعاف ولا خدمة الدفاع المدني".

مستشفى كمال عدوان...حصار شديد

وأشار المتحدث إلى أن المستشفى يعالج حاليا 85 إصابة من الأطفال والنساء بالحد الأدنى من الرعاية الصحية، ويوجد ست حالات وصفه بـ"الحرجة جدا" في قسم العناية المركزة. وأردف مستنكرا: "رغم المناشدات المستمرة، يتكرر المشهد ذاته، أمس تلقيت نداء استغاثة لعائلة الكحلوت بعد استهداف منزلهم، وللأسف لا نستطيع القيام بأي شيء، من تبقى من أفراد العائلة، للأسف، أصبحوا شهداء".

وكانت المنظومة الصحية هدفاً أساسياً لآلة الحرب الإسرائيلية خلال العدوان على قطاع غزة، إذ سعى الاحتلال إلى تدميرها من خلال إحراق واستهداف معظم مستشفيات غزة وإخراجها عن الخدمة وقتل واعتقال كوادر طبية ومرضى وجرحى دفنوا في مقابر جماعية داخل المستشفيات، خصوصاً مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، ومجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ومجمع ناصر الطبي في خانيونس.

تدمير مستشفى محمد النجار

وفي سياق متصل، أكدت وزارة الصحة في غزة، تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى محمد النجار في محافظة رفح جنوبي القطاع، وخروجه عن الخدمة.
وذكر مدير عام المستشفيات الميدانية في الوزارة مروان الهمص خلال مؤتمر صحافي، أن المستشفى كان يقدم الخدمة الصحية والطبية لقرابة ثلاثمائة ألف فلسطيني، وخلال حرب الإبادة الجماعية استفاد مليون ونصف المليون فلسطيني من النازحين والمواطنين من خدماته الصحية قبل اجتياح محافظة رفح.
وأبرز أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف المنظومة الصحية بشكل كامل في جميع محافظات القطاع، حيث قام بتدمير عشرات المستشفيات والمراكز الطبية وأخرجها عن الخدمة بشكل كامل، فضلا عن تعمده استهداف الطواقم الطبية، حيث أعدم حتى الآن أكثر من ألف كادر طبي في غزة.

وعن الأوضاع الصحية في شمال القطاع الذي يشهد إمعانا في الإبادة، قال الهمص: "قام جيش الاحتلال خلال الساعات الماضية باستهداف مستشفى كمال عدوان، حيث أطلق النيران الثقيلة تجاه مكتب مدير المستشفى حسام أبو صفية". وأكد الهمص أن "الاحتلال قام باستهداف عائلات الطواقم الطبية بمستشفى كمال عدوان، حيث استقبل اثنان من الأطباء في المستشفى عائلاتهم وقد تمت إبادتهم بشكل كامل، بعد أن قتل الاحتلال زوجاتهم وأبناءهم جميعا في جريمة يندى لها جبين البشرية".

كما طالب "المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية بإيقاف هذه الحرب والإبادة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وحماية المستشفيات وتأمين الطواقم الطبية، والعمل على إعادة تشغيل وترميم المستشفيات قبل فوات الأوان". وحذر المسؤول الفلسطيني من أن "قطاع غزة يعيش مرحلة كارثية لم تمر على أي دولة من دول العالم، ونناشد كل العالم بالعمل الفعلي والجاد لإنقاذ الواقع الإنساني والصحي في قطاع غزة قبل فوات الأوان".

وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة". بينما ترغب إسرائيل في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.

وبدعم أميركي غربي، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت نحو 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم. 

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون