أصدرت وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام السوري، الجمعة، قراراً بإيقاف العمليات الباردة (غير الطارئة أو المُستعجلة) وتشغيل المستشفيات بالإمكانيات والطاقة القصوى في العاصمة دمشق، جراء ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا.
وطلب القرار الذي نشرته وزارة الصحة وحمل توقيع الوزير حسن غباش، من الهيئات العامة في دمشق، إيقاف العمليات الباردة اعتباراً من اليوم الإثنين 22 مارس/ آذار مع الاستمرار بالعمليات الإسعافية والأورام فقط، كما نصّ التعميم الموجه لمستشفيات العاصمة على تطبيق خطة استدعاء الكوادر الطبية في حالات الطوارئ، وتشغيل المستشفيات بالطاقة القصوى، وكامل القدرات والإمكانيات لصالح مرضى كورونا.
ووجهت وزارة الصحة، مديري الهيئات العامة في دمشق بضرورة مراجعة خطة تأمين الكادر البشري، للأسرّة والأقسام التي تمت إضافتها لصالح مرضى الجائحة وخاصة قسم العناية.
وطالب القرار مديري المشافي، بتطبيق نظام الإقامة على الأطباء المقيمين والمقيمين الفرعيين من حيث الدوام والمناوبات واستثمار اختصاصيي التخدير في أقسام العناية لصالح مرضى الجائحة.
ويأتي هذا القرار بالتزامن مع تحذيرات أطلقها عضو الفريق الاستشاري في التصدي لجائحة كورونا بدمشق، نبوغ العوا، من أنّ سورية تمر بالهجمة الثالثة لكورونا، وهي الآن بمنحنى تصاعدي بالنسبة لانتشار الفيروس.
وقال العوا، في مقابلة مع صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، إنّ الهجمة الثالثة للفيروس، بدأت بالتفشي في سورية منذ الأسبوع الثاني من فبراير/ شباط الماضي، وتتميز هذه الهجمة بسرعة الانتشار وأعراض أشد من الهجمات السابقة، ما أدى إلى إشغال أسرة العناية المشددة الخاصة بمرضى كورونا في المستشفيات العامة بدمشق بنسبة بلغت 100%.
وطالب الطبيب المواطنين، باتباع الإجراءات الوقائية وانتقد عدم التزامهم بالتعليمات واستهتارهم، وأوضح أن الطفرة الثالثة أعراضها بدأت تظهر على الأطفال بأعمار مختلفة، على عكس الطفرة الثانية التي كان فيها الأطفال مجرد ناقل للفيروس، مشيراً إلى وجود إصابات بين الطلاب في المدارس وبكافة المراحل.
كما انتقد عضو الفريق الاستشاري وزارة السياحة التابعة للنظام بسبب سماحها بشرب النرجيلة في المطاعم، ورأى أن هذا القرار يطيح بجهود الكوادر الطبية التي تقف في الخط الأول لمواجهة الوباء.
وأضاف العوا منتقداً وزارة السياحة: "نحن عم ندافع من طرف والطرف التاني عم يساعد على التسيب… اقتصاد سورية ليس معتمداً على الأراكيل".
من جانب آخر، قال مدير الجاهزية والطوارئ في وزارة الصحة، توفيق حسابا، لوكالة الأنباء الحكومية "سانا"، إنّ نسبة إشغال أسرة العناية المشددة بمرضى كورونا في المشافي العامة المخصصة للحالات المثبتة والمشتبهة بالإصابة بكورونا في دمشق بلغت 100%.
وأكد مدير الطوارئ في وزارة الصحة، أن انتشار كورونا محلياً يشهد ارتفاعاً كبيراً، ونسبة إشغال أسرّة العناية بالمرضى في كل من مشافي دمشق "المجتهد" و"ابن النفيس" والهلال الأحمر و"المواساة" كاملة، وتم نقل عدد من مرضى كورونا الذين يحتاجون إلى عناية مشددة لمحافظات أخرى.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري حتى اليوم تسجيل 17,240 مصاباً منذ بدء انتشار الوباء، توفي منهم 1153، وشفي 11503 أشخاص.