أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القصف الإسرائيلي دمّر بالكامل، حتى أمس السبت، 13 برجاً ومبنى ومباني سكنية تضم 159 وحدة، وخلّف أضراراً بـ 1210 وحدة سكنية، بينها 36 باتت غير صالحة للسكن.
ومن بين المباني التي قصفها الاحتلال مرافق ومنشآت عامة، بينها مقر رئاسة العمل الحكومي، ومقار لإدارات الأحوال المدنية في عدد من المحافظات، ومسجدان، و19 مرفقاً تابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني.
وقال نافذ العطار الذي لجأ مع ستة من أفراد عائلته إلى إحدى مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) غربي غزة بعدما تعرض مسكنه في حي العطاطرة بمنطقة بيت لاهيا لقصف إسرائيلي مركز امتد ساعات، لـ"العربي الجديد": "لجأت إلى المدرسة بحثاً عن الأمن لأطفالي الذين أصيبوا بذعر وخوف شديدين، جراء الاستهداف الجوي والمدفعي الإسرائيلي لمناطق شمالي وشرقي القطاع، ولمحاولة ضمان الحماية في ظل تعمّد الاحتلال قصف التجمعات المدنية".
وذكر أنه سبق أن لجأ مرات إلى المدرسة نفسها خلال جولات تصعيد وحروب سابقة شهدها القطاع، باعتبار أن منطقة سكنه شمالي القطاع تشهد باستمرار عمليات قصف إسرائيلية تستهدف الأراضي الزراعية والبيوت والتجمعات السكنية الفلسطينية. لكنه اشتكى في الوقت نفسه من غياب الخدمات داخل مدارس "أونروا"، وبينها انقطاع الكهرباء والمياه، ما يفاقم حدّة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها النازحون في هذه المدارس، وسط اتساع العدوان الإسرائيلي.
وأيد النازح محمد صلاح الشكوى من افتقاد الخدمات المناسبة في مدارس "أونروا"، ما يفاقم من الظروف المعيشية لمئات من النازحين. وقال لـ"العربي الجديد": "يجب توفير الاحتياجات الرئيسية للنازحين من غذاء ومياه وتيار كهربائي، إضافة إلى الخدمات الطبية والدواء الذي يحتاجه مرضى كبار في السن وأطفال".
وأشار إلى أن اتساع رقعة القصف الإسرائيلي على القطاع سيزيد عدد النازحين إلى المدارس مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ غارات أكثر عنفاً ودماراً تستهدف المنازل والأبراج والتجمعات السكنية الفلسطينية في القطاع الذي يعيش فيه 2.3 مليون شخص.
وفي العادة تتحوّل المدارس في غزة إلى ملاجئ لآلاف الفلسطينيين خلال أوقات الحروب وجولات التصعيد، بسبب غياب الأماكن المحصنة الخاصة بالمدنيين، وعدم وجود ملاجئ، في وقت يتعمّد الاحتلال استهداف الأماكن المدنية في مختلف مناطق القطاع.
وحالياً يعكس سلوك الاحتلال الإسرائيلي الميداني وتهديداته الرغبة في تنفيذ عمليات تدمير واسعة غير مسبوقة، للرد على حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها نتيجة عمليات المقاومة الميدانية التي نفذتها منذ الساعات الأولى، وشكلت عامل صدمة له.