وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، وزارة الزراعة بتطوير الأصول المملوكة لها من الحدائق والمتنزهات، لا سيما التي تقع في نطاق القاهرة الكبرى، مثل حديقة الحيوان وحديقة الأورمان، بالشراكة مع خبرات أجنبية في مجال الإدارة والتشغيل بدعوى التطوير، وتعظيم الاستفادة المالية من تلك الأصول.
وقال مصدر حكومي مطلع لـ"العربي الجديد"، إن التوجيه الرئاسي يعني تحويل حديقتي الحيوان والأورمان التاريخيتين في محافظة الجيزة، إلى مكان للمطاعم والمقاهي الحديثة بعد إزالة وتجريف أكبر قدر ممكن من المساحات الخضراء، على غرار ما حدث في حديقة الطفل بحي مدينة نصر، وحديقة قصر عابدين في وسط العاصمة.
وأفاد المصدر بأن حصيلة تأجير الأنشطة التجارية المقررة في الحديقتين ستذهب على الأرجح إلى صندوق جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش، للاستفادة من عوائدها بعيداً عن الموازنة العامة للدولة، في تكرار لما حدث مع بعض الحدائق والمتنزهات الشهيرة في مناطق القاهرة، والتي تحولت تدريجياً إلى تجمعات للمطاعم.
وأضاف المصدر أن هناك توجيهات رئاسية مشددة لوزارة الزراعة، بشأن تقليص المساحات الخضراء في جميع المحافظات، وتحويل المتنزهات والحدائق العامة إلى تجمعات للمطاعم، أو إقامة مشروعات سكنية على أنقاضها، وذلك للحد من استهلاك مياه الري، في ظل مواجهة البلاد أزمة نقص مرتقبة في مياه النيل من جراء انتهاء إثيوبيا من مراحل ملء سد النهضة.
وجاءت توجيهات السيسي في اجتماع حضره رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، ووزير الزراعة، السيد القصير، ونائبه لشؤون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، مصطفى الصياد، بغرض تناول بعض مشروعات الوزارة في مجال الصادرات الزراعية، وتنمية الثروة الحيوانية والسمكية، ومراكز تجميع الألبان، بحسب بيان رئاسي.
وأمر السيسي بإزالة حدائق "عروس النيل" و"صباح الخير" و"هابي لاند" الأقدم في مدينة المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية، لإنشاء مشروع سكني مكانها باسم "تحيا مصر المنصورة"، في امتداد لوقائع قطع أشجار منطقة المنتزه التاريخية في محافظة الإسكندرية، والتعدي على حرم النيل بإزالة الأشجار المعمرة بكورنيش العجوزة في الجيزة، وتجريف الحدائق والمساحات الخضراء في حي مصر الجديدة بالقاهرة.
وحصلت "الشركة الوطنية" المملوكة للجيش على حق استغلال المئات من المتاجر والمطاعم والكافيهات المنتشرة تحت الجسور الجديدة في مناطق شرق القاهرة، خصوصاً في أحياء مدينة نصر، ومصر الجديدة، والنزهة، وكذلك على امتداد محور 26 يوليو بين مدينة السادس من أكتوبر وطريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي، وفي محيط المحطات الجديدة لتموين الوقود على الطرق السريعة.
وافتتحت حديقة الحيوان في الجيزة عام 1891، على مساحة تقدر بنحو 80 فداناً، وهي أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وأول حدائق الحيوانات في قارة أفريقيا، وكانت تسمى في السابق "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا"، إذ تضم قرابة 6 آلاف حيوان من 175 نوعاً، من بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية.
أما حديقة الأورمان في الجيزة، فهي من أكبر الحدائق النباتية في العالم (80 فداناً)، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1873، وتضم مجموعة نادرة من الأشجار والنخيل، وأنشأت بهدف إمداد القصور الخديوية بالفاكهة والموالح والخضر، وكانت الحديقة جزءاً من قصر الخديوي في القرن التاسع عشر، وعُرفت آنذاك بسراي الجيزة.