شهدت مصر حادثين منفصلين، ليلة الخميس-الجمعة، أولهما مقتل كاهن طعناً بسلاح أبيض على كورنيش محافظة الإسكندرية، والثاني اعتداء بسلاح أبيض على إمام وخطيب أحد مساجد مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية.
ووجه النائب العام المصري حمادة الصاوي، بسرعة إنجاز التحقيقات في واقعة قتل القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء بمنطقة محرم بك في الإسكندرية، أثناء سيره في طريق الكورنيش.
وأشار في بيان، إلى تلقي النيابة العامة إخطاراً بضبط الأهالي لشخص اعتدى بسلاح أبيض على الكاهن، والذي لقي مصرعه فور وصوله إلى مستشفى مصطفى كامل العسكري متأثراً بإصابته.
وانتقلت النيابة بغرض مناظرة الجثمان، فتبينت ما به من إصابات، وندبت الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه بياناً للإصابات، وسبب الوفاة. كما عاينت مسرح الجريمة، وكلفت الشرطة بإجراء التحريات العاجلة حول الواقعة.
وأضاف البيان أنّ المتهم عُرض على النيابة العامة لاستجوابه، بعد أن قام الأهالي بضبطه، والتحفظ عليه، وعلى السلاح الذي استخدمه، حتى وصلت قوات الشرطة إلى مكان الواقعة.
أما وزارة الداخلية، فقالت، في بيان لها، إنّ نقاط الخدمات الأمنية والشرطية في مديرية أمن الإسكندرية تمكّنت من ضبط مسن عمره 60 عاماً، قام بالاعتداء على رجل دين مسيحي أثناء سيره بمنطقة سيدي بشر بكورنيش الإسكندرية، مستخدماً سكيناً كانت بحوزته.
وتابعت أنّ الكاهن المصاب نُقل إلى أحد المستشفيات التابعة للجيش لتلقي العلاج، إلا أنه توفي أثناء محاولات إسعافه.
وبحسب شهود عيان، فإنّ الكاهن تعرض لثلاث طعنات قاتلة أثناء خروجه من شاطئ "أبو هيف" بصحبة مجموعة من الشباب، والذين كانوا في رحلة ترفيهية. فيما حاول سائق الباص الذي يقله إنقاذه، إلا أن المعتدي حاول طعنه أيضاً، لكنه لم يتمكن من ذلك.
وعلقت بطريركية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية على الحادث، قائلة إنّ أحد الأشخاص طعن الكاهن في رقبته، ما أدى إلى قطع في الشريان الرئيسي، موضحة أنه من مواليد عام 1966، ونال درجة القمصية في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2021 بيد بابا الأقباط تواضروس الثاني.
وتقدم شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب، بخالص العزاء والمواساة إلى البابا تواضروس، وعموم المسيحيين، في حادث مقتل كاهن كنيسة السيدة العذراء بالإسكندرية.
وشدد الطيب، في بيان صادر عن الأزهر، على أنّ قتل النفس كبيرة من الكبائر التي تستوجب غضب الله، وعذابه في الآخرة، مستشهداً بقول الله تعالى: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
وطالب الطيب بأن "يتنبه الجميع إلى أنّ هذا الحادث، وأمثاله، هو طريق مُعبد لإشعال الحروب الدينية بين أبناء الوطن الواحد، وبخاصة بعد أن جنّب الله مصر هذه الحروب بفضله تعالى، وبيقظة شعبها، وقادتها"، وفقاً للبيان.
كما طالب الطيب الجميع بأن "يتيقظوا لمثل هذا المخطط، وأن يعملوا على إجهاضه أولاً بأول"، مستطرداً بأنّ "الأزهر الشريف يتقدم بخالص العزاء إلى أسرة القمص الراحل، والإخوة المسيحيين، ويدعو الله أن يحفظ مصر بحفظه وقوته، وأن يديم على أهلها نعمتي الأمن والأمان".
وفي محافظة الغربية، اعتدى أحد الأشخاص (هارب) بسلاح أبيض عمداً على إمام وخطيب أحد مساجد مدينة كفر الزيات، فور الانتهاء من أداء صلاة العشاء والتراويح، وذلك عقب انتشار خبر مقتل الكاهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ونتج عن الاعتداء إصابة إمام المسجد، ويدعى (سامح. هـ)، بجرح قطعي في اليد، وإصابات متفرقة في أنحاء جسده، ما استدعى نقله إلى مستشفى كفر الزيات العام لتلقي العلاج، وفتح أجهزة الأمن تحقيقاً في الحادث بحثاً عن المعتدي الهارب.